|
نثر المنتخب الوطني لكرة القدم الفرح على الجماهير الاردنية بعد الفوز الرائع والثمين الذي حققه النشامى امس الاول على المنتخب العراقي بهدفين نظيفين على ملعب فرانسوا حريري في مدينة اربيل العراقية ضمن الجولة الاولى للدور الثالث للتصفيات الاسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014 والتي ستقام في البرازيل.
ويأمل المنتخب الوطني بعبور محطة المنتخب الصيني في الجولة الثانية من التصفيات بعد غد الثلاثاء بدءا من الساعة السابعة مساء على ستاد عمان الدولي.
المنتخب الوطني قدم مباراة كبيرة امام العراق من خلال الخطة التكتيكية التي وضعها المدير الفني للمنتخب الجنرال عدنان حمد، ونفذها اللاعبون بإتقان واتزان داخل ارضية الميدان، حيث امتص لاعبونا حماس المنتخب العراقي في النصف ساعة الاولى من عمر المباراة، والذي كان مدعوما بمؤازرة جماهيرية كبيرة قدرت بـ30 الف متفرج غصت بهم مدرجات ملعب فرانسوا حريري.
حمد اعتمد على خطة تمثلت في تأمين مرمى المنتخب الوطني وابعاد الكرات الخطرة عن مرمى الحارس عامر شفيع، والذي تكفل برفقة مدافعيه بشار وانس بني ياسين وباسم فتحي وخليل بني عطية بإبطال مفعول الهجمات العراقية بمساندة من لاعبي الارتكاز بهاء عبد الرحمن وشادي ابو هشهش، مقابل اعطاء واجبات اضافية لحسن عبد الفتاح وعامر وعبد الله ذيب بربط خطوط المنتخب في وسط الملعب والاعتماد على انطلاقاتهم السريعة من الخلف بهدف تأمين الكرات الى المهاجم الوحيد احمد هايل الذي نجح بمشاغلة الدفاع العراقي.
هذه الاستراتيجية منحت منتخبنا القدرة على فرض اسلوبه على المنتخب العراقي وكسب الوقت لمنع هجوم اسود الرافدين من الوصول الى شباك شفيع، اذ تمكن المنتخب من سحب البساط من تحت اقدام العراقيين واجبارهم على التراجع امام سرعة الهجمات المرتدة والتي اتت اكلها عندما راوغ الشاطر حسن مدافعين بمهارة فنية عالية قبل ان يمرر الكرة الى عامر ذيب الذي اعادها بحرفنة الى عبد الفتاح مسجلا الهدف الاول في الدقائق الاخيرة من الشوط الاول للمباراة والذي دشن به الانتصار الاول لمنتخبنا على شقيقه العراقي في تاريخ تصفيات المونديال، قبل ان يؤكد عبد الله ذيب انتصار النشامى المستحق بهدف ثان مطلع الشوط الثاني برهن على اصرار اللاعبين بتحقيق الفوز، مما افقد اللاعبين العراقين التركيز وبات اداؤهم يغلب عليه التسرع والتوتر، من خلال الاعتماد على الكرات العرضية والتي تصدى لها شفيع باقتدار ودفاع منتخبنا الذي قدم واحدة من اجمل مبارياته.
ويمكن القول بأن المنتخب الوطني نجح باستغلال الفرص القليلة التي اتيحت له ليسجل هدفين من اصل اربع فرص حقيقة هددت مرمى الحارس العراقي محمد كاصد، في حين فشل اسود الرافدين من تسجيل هدف واحد على الاقل رغم الفرص العديدة التي اهدرها مهاجموه وفي مقدمتهم علاء عبد الزهرة ويونس محمود وعماد محمد.
أصداء ايجابية
اصداء فوز النشامى على اسود الرافدين جاءت ايجابية، حيث بدأها سمو الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الذي اثنى على الاداء الرجولي للاعبين واصرارهم على تحقيق الفوز، معربا عن تفاؤله بمسيرة المنتخب في التصفيات خلال المباريات المقبلة والتي تأتي في مقدمتها موقعة الصين الصعبة.
واعتبر سموه ان المنتخب يطمح الى تسطير انجاز جديد للكرة الاردنية ببلوغ نهائيات المونديال، مؤكدا على امتلاك اللاعبين للعزيمة والاصرار والحافز لتحقيق حلم الملايين.
من جهته اكد المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد ان سقف الطموحات سيرتفع في حالة التأهل للدور الرابع والحاسم من التصفيات والذي هو حلم مشروع لكل الاردنيين.
وقال حمد «اليوم لعبنا مباراة صعبة وأمام فريق كبير كون العراق الذي لعب على ارضه وبين جماهيره الغفيرة دخل المجريات وعينه نحو الفوز حيث استطعنا التعاطي مع هذه الرغبة العارمة بنجاح مع الاشارة الى أن المباراة القادمة امام المنتخب الصيني ستكون اكثر اهمية»
وطالب حمد الجماهير الاردنية بالحضور ومؤازرة المنتخب امام الصين نظرا لحساسية المباراة واهميتها على حسابات التأهل.
فيما اعرب رئيس الوفد الدكتور فايز ابو عريضة عن سعادته الكبيرة بتحقيق الفوز الذي اعتبره الخطوة الاولى في طريق تحقيق الحلم الاردني لبلوغ نهائيات كأس العالم لاول مرة واسعاد كافة الجماهير الاردنية العاشقة لمنتخب الوطن والتي يراودها حلم رؤية منتخبها بين الكبار على المستوى العالمي.
وعبر نجم المنتخب عامر ذيب عن سعادته الكبيرة بالعودة الى ارض الوطن بثلاث نقاط ثمينة، مما سيمنح اللاعبين حافزا اضافيا لتحقيق الفوز في المباريات الخمس المقبلة، رغم صعوبتها.
وتمنى ذيب من الجماهير ان تؤازر المنتخب في مباراته القوية امام الصين، وان تشجع المنتخب طيلة الـ90 دقيقة لتحقيق ثلاث نقاط جديدة تساهم في تعزيز فرصة المنتخب ببلوغ الدور الرابع.
واكد اللاعب شادي ابو هشهش ان الفوز في مستهل المشوار جاء مهما، لكن الطريق لا يزال طويلا ويحتاج الى بذل الكثير من الجهود بهدف تحقيق الهدف المنشود الا وهو بلوغ الدور الرابع من التصفيات، ثم لكل حادث حديث في المرحلة الحاسمة.
واشار ابو هشهش الى ان جميع اللاعبين كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وانهم سعداء جدا لاسعاد الجماهير الاردنية.
زيكو : سوء الحظ سبب الخسارة
وارجع المدرب البرازيلي للمنتخب العراقي زيكو اسباب الخسارة لسوء الحظ الذي لازم لاعبيه، مشددا على التركيز في المباراة المقبلة أمام سنغافورة.
وقال زيكو خلال حديثه لوسائل الاعلام « إن الخسارة ليست نهاية المطاف فما زال المشوار طويلا»، وان المنتخب العراقي لعب بصورة جيدة إلا انه لم يتمكن من ترجمة الفرص التي سنحت له إلى أهداف».
وأضاف زيكو الذي تسلم مهمة تدريب منتخب العراق قبل مدة وجيزة من المباراة أن «المنتخب الأردني حصل على فرصتين فقط تمكن من التسجيل فيهما وكسب المباراة»، داعيا المنتخب العراقي إلى «نسيان الخسارة والتركيز على المباراة المقبلة أمام منتخب سنغافورة التي ستجرى بعد غد الثلاثاء».»
محمود : انقطاع التيار الكهربائي غير مقصود
ورفض رئيس الاتحاد العراقي ناجح محمود ان يكون هناك تعمد من جانبهم لقطع التيار الكهربائي عن الملعب خلال المباراة وأكد ان هذا حدث دون قصد وانه تكرر قبل ذلك خلال مباراة أوغندا الودية.
وعن اسباب الخسارة اكد محمود انها كانت صعبة لاسيما وان المباراة كانت على أرض العراق ووسط جماهيره، موضحا ان غياب التوفيق وتألق حارس الأردن عامر شفيع حرم العراق من التعادل.
وقال رئيس الاتحاد العراقي «كان املنا كبير فى الفوز على الأردن في أول مباراة لنا في المجموعة رغم ان ذلك حق مشروع للأردن ولكن للأسف فقد العراق ثلاث نقاط مهمة في مشواره في التصفيات ولابد من ان تكون هناك حسابات مختلفة لبقية المباريات القادمة».
وعزا محمود سبب ظهور المنتخب العراقي بمستوى متواضع ومدى تحمل المدافعين لمسؤولية هدفي الأردن قال ان الهدف الثاني يتحمل المدافعون مسؤوليته ولكن الهدف الأول كان به كثير من التوفيق لحسن عبدالفتاح الذي تابع الكرة بشكل جيد وأودعها في المرمى.
واشار محمود ان عدم ظهور مهاجمو العراق بمستواهم المعروف حال دون التسجيل في مرمى الأردن مشيدا في الوقت نفسه بقدرات المدرب البرازيلي زيكو وشجاعته على تحمل مسؤولية المباراة رغم انه تولى تدريب الفريق قبل يومين من المباراة وانه على ثقة في انه سيكون قادرا على إعادة تصحيح أخطاء منتخب العراق قبل مباراة سنغافورة رغم ضيق الوقت.
وحول ما إذا كان هناك ندم لدى الإتحاد العراقي لكون عدنان حمد مدربا لمنتخب الأردن قال محمود انه لا يوجد لدى الاتحاد اى نوع من الندم لعدم تدريب حمد للعراق وأضاف انه من الوارد جدا ان يكون الفشل من نصيبه لو تولى تدريب الفريق، وان هذا لا يعني انه مدرب سيىء ولكن كرة القدم بها الكثير من الامور.
|