ما بين اللاءات الأردنية والشروط الإسرائيلية


بعد اللاءات الثلاثة اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي شروطه الثلاثة فيما يتعلق بالخطة للمبادرة السياسية المعروفة بصفقة القرن و التي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طرحها بعد الانتخابات الاسرائيلية حسب التسريبات الاعلامية العالمية والتي تحمل عدة دلالات وسيناريوهات.
ان شروط نتن ياهو التعجيزية او المستحيلة من الواضح انها موجهة للداخل الاسرائيلي خاصة قبيل الانتخابات المزمع اجراؤها بعد غد الثلاثاء من باب مخاطبة المتشددين بغية جمع اصواتهم للفوز بالانتخابات خاصة وان هذه التصريحات التي نشرت الجمعة جاءت عبر وسيلة اعلام اسرائيلية هي صحيفة «يسرائيل هيوم». وما يؤكد هذا السيناريو اعتبار نتنياهو، أن «الخيار الحقيقي بشأن قطاع غزة، هو احتلاله وحكمه». وهذا مناقض للواقع بعد الانسحاب الاسرائيلي من الفطاع عام 1994 بشكل جزئي تاركة عدة مستوطنات لها تحت امرة جيش الدفاع الإسرائيلي في عمق القطاع، وأصبحت المنطقة جزئيا تحت السلطة الفلسطينية إلى أن انسحبت إسرائيل بالكامل من أراضي قطاع غزة في 15 أغسطس/آب 2005 هذا القطاع الذي كان وما زال يشكل كابوسا لاسرائيل.
ان شروط نتنياهو تدعم ما اشرنا له في مقالات سابقة انه لا يوجد صيغة واضحة للادارة الامريكية فيما يتعلق بمبادرة السلام وان كل ما نشر او ينشر عنها بالونات اختبار للاطراف المعينية لقياس ردة الفعل لان موضوع فلسطين والقضية الفلسطينية برمتها دولية واممية وهناك العديد من القرارات الاممية في هذا الشأن و لن تسطيع امريكا فرض اي حل او تسوية دون دعم او تحشيد دولي ومباركة اممية واي قرار او اعلان يبقى ناقصا لا قيمة له لذلك فان راعية المبادرة ما زالت تبحث عن تصور يضمن لها الحد الادنى من القبول العالمي خاصة العربي منه.
وهذا الامر يتطلب من الولايات المتحدة الامريكية مزيدا من النقاشات والحوارات لترويج خطتها دوليا و التي من الواضح انها ستواجه بالرفض المطلق في ظل الشروط الثلاثة مع وجود الملفات الشائكة
الاخرى كالموضوع الايراني التي فشلت ايضا الولايات المتحدة لغاية الان في التحشيد وتأسيس تحالف دولي تكون الدول العربية هي نواته والاساس فيه.
حيث تتمكن من اجبار لبنان على اتخاذ موقف بخصوص حزب الله او ضم العراق الدولة المحورية في هذا الشان لصفها، هذه الامور يضاف اليها تراجع بعض الدول العربية عن تبني هذا الموقف ستعمل على تاجيل كل ما يتعلق بالصفقة.
كما تحمل شروط نتنياهو تهديدا ورسالة واضحة الى الداحل الفلسطيني بشقيه حماس وعباس بهدف الترهيب والتخويف ولا ننسى ايضا الموقف الاردني واللاءات الثلاثة فيما يتعلق بهذه الصفقة.
لذلك يبدو ان اسرائيل والولايات المتحدة في ازمة بهذا الشأن.