موكب سعادة المدير.. طِيبة زائدة عن الحد!

بعیدً ّ ا عن الش ّ د والجذب, بعیدا عن تلف الأعصاب وحشرجة الأفففف تتصاعد من كعوبنا, بعیدا عن القال والقیل ونتائج ّ ھذا الاجتماع أو ذاك, ھذه الطوشة أو تلك, باستعمال كل ّ ما أمكن حملھ بین الجیران والحیطان وبین الأعضاء.. تذكرت . ّ نادرة قد حدثت أمامي في یوم بعید قریب من أیام عمان.. العاصمة :رأیت أن أشرككم بھا . ً كنت مدیرا للمنطقة الثانیة(الیرموك حالیً ّ ا) في أمانة العاصمة/عمان شكا للمدیریة سكان درج حي وادي سرور (لم یكن فیھ من السرور سوى اسمھ).. الكائن ما بین جبل الجوفة وجبل الأشرفیة من نھایة شارع الطلیاني، من جار لھم دأب على ترك مخلفات منزلھ المائیة القذرة تنساب على منازلھم التي تقع في مستوى منخفض عن منزلھ. كعقاب لھ على تكرار فعلتھ وضرب عرض الحائط بالإنذارات والمخالفات العدیدة، قررت بناء على تنسیب من طبیب المدیریة قطع المیاه عن منزل الجار (النّكد)، وھو عقاب یلجأ إلیھ في آخر .المطاف ّ یشكون مر الشكوى منھ، رغم قطع المیاه ّمرت الأیام والمجاورون ما زالوا یتوافدون على المدیریة زرافات ووحداناً .عن منزل الجار المشاكس الذي كان في وسط الدرج الطویل حیث لا یمكن لصھریج ماء أن یصلھ .حزمت أمري أنا (سعادة المدیر) وقررت الذھاب بنفسي لأقف على حقیقة الأمر ّ ف لكل من اشتكى علیھ .رأیت المكرھة الصحیّة الحقیقیة التي یعاني منھا السكان من ھذا الجار العنید, المتحلّ ً فالمیاه الآسنة, تنساب بسرعة عجیبة نظر ّ ا للانحدار الشدید للموقع، والحشرات تطیر وتزحف، وسط رائحة ینفر منھا . ًكل الأبالسة, ولا تفلح عطور العالم في محو جزء من آثارھا . ّ تجمع السكان حولي, یحملون أكالیل الورود ّ ھو یوم سیسج ّ ل في تاریخ الحي ّ فسعادة (المدیر) بشخصھ قد حط موكبھ وقد حضر إلیھم وھو أمر غیر مألوف. فالعادة .أن تزحف الوفود لمقامھ في مكتبھ أخذت جمھرة القوم یشكون ویلومون الأمانة على تقصیرھا في حل الموضوع. ولَم یكن ھناك شبكة مجاري في ذلك .الوقت ّ سألت كبیر القوم عما یحیّرني وھو: من أین یأتي الجار المشتكى علیھ بالمیاه لمسكنھ وقد قطعت میاه البلدیة عن منزلھ ولا سبیل لصھریج ماء للوصول إلیھ؟ لأفاجأ بأن الجوار, المشتكین, ھم عینھم من یزودونھ بالماء بواسطة خراطیم من منازلھم لأنھ یا(حرام) عنده أطفال !صغار ّ كدت أشق قمیصي من غیظي, لكن عوضا عن ذلك.. قھقھت, حتى كدت أن أستلقى على قفاي وأنا (سعادة المدیر).. .ملقیا بھیبة المنصب إلى أسفل الدّرج .ضحكت حتى كدت أن أتزحلق وأصل لأسفل الدرج العام وأنا مستلق على قفاي بعدد مئتي درجة ّ ا أفعل.. ھل أقطع الماء عن حي ّ بكاملھ، ھذا لیس حلا فسیقوم سكان الأحیاء المجاورة بتزویدھم بھ و.. ھكذا لم أدر ماذَ ّ من حي ّ لحي . لن أدلّكم على الطریقة التي تغلبنا بھا على الشكوى برضا الجمیع.. فھي ماركة مسجلة في سجلّي أنا (سعادة المدیر).. .شعبنا طیّب طیّب بس.. بیزیدھا