جبهة وطنية متحدة مع الملك (2-2)


ثمة روح شموخ و تحد ورفض ومقاومة وطنية جديدة تتشكل، ضد محاولات القفز على شعبينا الأردني والفلسطيني في تقرير ما يريدان.
وكما يقول الملك، إذا كان الشعبان الأردني والفلسطيني، يرفضان مشاريع التصفية، فمع من سيتفاوض ويتفق ترامب ونتنياهو ؟!
ثمة حمق سياسي فاضح، وجهل مفرط بقضايا المنطقة، وجهد غريب لإغلاق الأفق على اية فرجة سلام مقبول.
ويتضح الحمق الاسرائيلي في التفريط الكلي، بفرص الحل السياسي الأكثر ملاءمة للاحتلال الاسرائيلي، وهو الآن. عندما يكون العدو العربي ضعيفا إلى هذه الدرجة الكبيرة !!
هل تنتظر إسرائيل ان تعقد سلاما مع الفلسطينيين عندما يصبحون والعرب اقوى؟!
في هذه اللحظة التاريخية الفارقة التي تشهد ولادة اعرض واعمق اجماع شعبي اردني مع الملك، على هدف نصرة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ومقاومة المشاريع التصفوية والمشاركة في محاربة الإرهاب، تصطف مكونات الشعب الأردني المجيد خلف ملكها وحوله ايذانا ببدء عهد سياسي اردني جديد.
ان من بدهيات و ركائز الديمقراطية، ان نحافظ على التعددية السياسية الضرورية، التي تختلف عن التزاحم السياسي، تفاديا للأحادية السياسية التي دمرت 7 أقطار عربية في الحقبة السوداء الماضية.
انه لصحي وضروري، اختلاف التنوع واختلاف احزابنا وقوانا السياسية في البرامج والمناهج، والمراوحة بين الحداثة والقدامة، لكن الاختلاف ليس على امن الوطن وعرشه ومؤسساته الدستورية.
ان قناعتي مطلقة بالدولة المدنية وقواعد المواطنة والعدالة الاجتماعية، وسأظل منحازا للثقافة والحق والخير والفن والجمال. ولقد كنت على الدوام، من المؤمنين بفصل السياسة، بما فيها من خداع وعنف ومناورات ومؤامرات ودسائس ومصالح وصراعات، عن الدين بما فيه من طهر وسمو ونبل وقيم وايثار وتسامح ورحمة.
وانا ازداد اقتناعا ان فصل السياسة عن الدين، الذي اعتمدته شعوب العالم قبل 600 عام، هو في مصلحة الدين، الذي ظل السياسيون يجندون معظم رجالاته ويسخّرونهم للاغراض السياسية الخاصة بهم. في حين ان رجال الدين لم يتمكنوا ولو لمرة واحدة، من تسخير السياسيين لأغراض الدين السامية.
الجبهة الوطنية الأردنية التي تتراصف مع قيادتنا الهاشمية الشجاعة، هي الرد الأول والأقوى على من يغرقون في أوهام واحلام، إجبار الشعوب على اعتناق حلول ضد أنفسهم ومصالحهم واديانهم ومستقبلهم.