ضبط وسائل نقل طلبة المدارس وجعلها اكثر امناً وأماناً


انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة نقل الطلبة ذكورا واناثا من بيوتهم الى المدارس, ومن المدارس الى بيوتهم, سواء كان ذلك من خلال باصات المدارس الخاصة, ام كان ذلك من خلال باصات تابعة لأفراد من المجتمع المحلي, وهذا شيء مقبول الى حدٍ ما, لكن المتتبع لهذه الظاهرة وللأسف الشديد يجد ان هناك مفارقات عديدة تتمثل بتجاوزات ومخالفات هنا وهناك تُرتكب يوميا دون حسيب او رقيب من خلال هذه الخدمة والمدفوعة الاجرة, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا, من هي الجهات المعنية بضبط وسائل نقل طلبة المدارس وجعلها اكثر امناً؟
في هذا السياق, هناك مسؤولية تقع على عاتق عدة جهات رئيسية منها الاهل والمدرسة من جهة, ووزارة التربية والتعليم وادارة السير في جهاز الامن العام من جهة اخرى,...الواقع الذي لا ينتابه الشك ان هدف الاهل باختصار هو ذهاب ابناءهم الى المدرسة وعودتهم الى المنزل دون عناء حرارة الصيف وبرودة الشتاء ومشاق الترجل مع حمل الحقائب الثقيلة لمسافات طويلة (وكفى الله المؤمنين شر القتال), في الوقت الذي قد يترتب فيه بعض السلوكيات السلبية التي قد تظهر على ابنائهم الطلبة نتيجة لتعاملهم واحتكاكهم مع طلبة آخرين سلوكياتهم سلبية خلال جولات الذهاب الى المدرسة او جولات العودة من المدرسة داخل الباصات المخصصة لهذا الغرض.
هناك شكوى مستمرة من قبل اولياء الامور تفيد ان هناك الفاظ سوقية يتلفظ بها بعض الطلبة امام الطلبة الاخرين داخل الباصات اثناء الجولات الصباحية او الجولات المسائية, وان هناك تبادل لأنواع من السجائر بين هؤلاء الطلبة, وقد اكد البعض ان هناك انواع من (...) توزع داخل باصات نقل الطلبة المملوكة للمدرس الخاصة او التابعة لأفراد المجتمع المحلي, وقد يستغرب البعض ان كل هذا وذاك ربما يحدث على مرأى ومسمع من المرافقين للجولات ان وجد مثل هؤلاء المرافقين في الباصات المملوكة للمدارس الخاصة, مع التأكيد على عدم وجود مرافقين للأسف الشديد لجولات الباصات المملوكة لأفراد المجتمع المحلي.
وزارة التربية والتعليم معنية بالتعاون مع ادارة السير في جهاز الامن العام بوضع تعاميم وتعليمات خاصة بجولات الباصات المعنية بنقل الطلبة من والى المدارس الخاصة او المدارس الحكومية سواء كان ذلك بباصات المدارس الخاصة, او بالباصات التابعة لأفراد المجتمع المحلي, وان تلتزم المدارس الخاصة بهذه التعاميم والتعليمات والعمل على متابعتها اولا بأول.
ان الحمولات الزائدة والسرعات الجنونية التي تقوم بها باصات نقل الطلبة المملوكة للمدارس الخاصة او التابعة لأفراد المجتمع المحلي تقع مسؤولياتها بالدرجة الاولى على عاتق ادارة السير في جهاز الامن العام وحسب مواقع الاختصاص, نعم ادارة السير في جهاز الامن العام وحسب مواقع الاختصاص يمكن ان تتابع بأساليبها الخاصة جولات الباصات الصباحية وجولات الباصات المسائية من حيث الحمولات الزائدة والسرعات الجنونية التي تقوم بها تلك الباصات, مع تأكيدنا ان هناك متابعات مرورية (متواضعة) يقوم بها رجال السير بين الفينة والأخرى وهي غير كافية, ولهم منا عليها كل الشكر والتقدير.
لقد اثبتت بعض الشواهد عندنا ان كثير من هذه الباصات تنقل (ضعف) عدد الحمولة المقررة لها في الجولة الواحدة, وان مثل هذه الزيادة تكون على حساب جلوس الطلبة الآمن على الكراسي المخصصة لهم, الامر الذي يجعل من هذه الزيادة وقوف بعض الطلبة طيلة فترة الجولة,...ولزيادة عدد الجولات لنفس الباص يقوم كثير من السائقين بتسجيل سرعات زائدة على الطرقات عن السرعات المقررة في الوقت الذي لا تتحمل فيه شوارعنا لمثل هذه السرعات كون تلك الشوارع مليئة بالحفر والمطبات ومزدحمة بالسيارات والمارة, الامر الذي قد يعرض الطلبة الى مخاطر الحوادث القاتلة والمميتة لا قدر الله, ناهيك عن وصول الطلبة الى مدارسهم في حالة من الرض والدوخان.
في الدول المتقدمة, يكون نقل الطلبة من والى المدرسة بجولات موقته بالساعة بالدقيقة وبالثانية, وان عدد الطلبة في الباص يساوي عدد المقاعد فيه بالضبط, لا زيادة ولا نقصان, وان سائقو الباصات ملتزمون بسرعات ثابتة ومحددة على جميع الطرقات وتتناسب مع اعمار هؤلاء الطلبة, ويكون حديث الطلبة مع بعضهم البعض بطريقة هادئة وبصوت خافت, وتوضع الحقائب الخاصة بالطلبة تحت الكراسي, ويقوم المرافقين بعمل اكثر من تفقد لأحوال الطلبة خلال الجولة الواحدة لمتابعة حاجاتهم ان وجدت, وتكون الباصات المخصصة لنقل طلبة المدارس آمنه ونظيفة من خلال اجراءات تنظيف يومية وعمل صيانة دورية لها.
والادهى والامرّ من كل ذلك, يقوم المرافق او تقوم المرافقة في الدول المتقدمة خلال الجولة بتناول موضوع هادف والقاءه على مسامع الطلبة ويكون هذا الموضوع داعما لمناهجهم الدراسية, كترشيد استهلاك الماء او الكهرباء, او كيفية المحافظة على اجسامنا من البكتيريا والجراثيم, او طرائق وعادات الاكل والشرب الصحيحة, الى غير ذلك من مواضيع هادفة, وفي اليوم التالي يقوم المرافق او تقوم المرافقة بعمل مسابقات اثناء الجولة من خلال طرح بعض الاسئلة ذات العلاقة بالموضوع الذي تم طرحه وتقديم جوائز رمزية للفائزين, وهكذا على مدار العام.
اخيرا يمكن القول ان الباب مفتوح على مصراعيه امام الاهل والمدرسة من جهة, وامام وزارة التربية والتعليم وادارة السير في جهاز الامن العام من جهة اخرى في موضوع (ضبط) و(انضباط) وسائل نقل طلبة المدارس وجعلها اكثر امناً وأماناً.