(الْعِرَقْدَنِيُّ) - عدنان حمد - وفريقه...
(الْعِرَقْدَنِيُّ) - عدنان حمد - وفريقه...
أكتب مباشرة بعد انتهاء مباراة منتخبنا الوطني – الأردن - لكرة القدم مع منتخب أسود الرّافدين – العراق – ضمن التّصفيات المؤهّلة لكأس العالم، وأنا فرحانٌ وسعيدٌ جدّاً، وكلّ أملٍ يحدوني هذه المرّة بتحقيق الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة الأردنيّة وهو حجز إحدى البطاقات المؤهلة لهذا المحفل الكروي العالمي...، وهل هناك أردنيّ ليس متأمّلاً ومتمنّياً لتحقيق هذا الإنجاز الصّعب على الورق والسّهل في التّخطيط والعرق وبذل المجهود؟ فالإنجازٍ الحقيقيٍّ لن يتحقّق إلّا بهمُ...؟
(الْعِرَقْدَنِيُّ) - عدنان حمد - وفريقه...؛ يستحقّون منّا الكتابة لأنّهم في نظري يستحقّون لما قدّموه سابقاً ولاحقاً من نجاح، فهل هناك أجمل وأفضل من الكتابة عن النّجاح الدّائم؟ فكيف إن كان هذا النّجاح يصدر عن أبناء الأردنّ، ولم يتحقّق بفزعة وعشوائيّة ولم يمسّه فساد أو تخذله (بلطجه)؛ بل كان نجاحاً سهلاً مُمتنعاً شريفاً عفيفاً وخلفه روح الفريق الواحد لا عقليّة اللاعب الواحد أو المُدرّب الأوحد... .
لست خبيراً كرويّاً، لكنّني أُجزم بأنّنا إن حقّقنا هذا النّجاح التّاريخي في كرة القدم؛ فإنّنا لن نعجز عن تحقيق إنجازات ونجاحاتٍ أخرى مشابهة ومماثلة في الفنون والعلوم والسّياسة والاقتصاد وغيرها ولو بالغيرة أو بالإيحاء والإلهام والارتقاء؛ فالنّجاح يخلّف نجاحاً والفشل يخلّف تخلّفاً وانحطاطاً...، وبخاصة إن كان هذا الفشل دائماً ومتكرّراً، فإنّه يصبح خبرة سيئةٍ أو متلازمةٍ للشّعوب لسنون وسنون ويمكن أن يطول ويطول، وبما أنّ من سيحقّق هذا الإنجاز والنّجاح أردنيّون ويعيشون بيننا ومثلنا؛ فلن يبقَ هذا الإنجاز وحيداً، بل وسينتمي إلى شجرة أردنيّة وستنمو وتكبر إلى أن تثمر وتضمّ في أغصانها بقيّة مجالات الحياة ولعل السّياسيّة والإداريّة الأكثر أهميّة وإلحاحاً سيكونان أوّلها أو ضمنها ومنها!
يا (نشامى) الأردنّ في كأس آسيا؛ الإحساس السّعيد بما ستحققونه قريباً إن شاء الله – اللعب في البرازيل – سيدوم طويلاً، وسيطوي بيننا المسافات، ويجعلنا جميعاً في نفس الطّريق بعد أن يقرّب خطواتنا المتباعدة، وسيصفّي نيّاتنا بعد أن يجمعنا ويسامح ويتجاوز بعضنا عن الآخر، نعم...، وأنا على يقين بأنّه سيدوم طويلاً كوننا في الأردنّ (عطاشى عطاشى) لأدنى إنجازٍ نلمسه واقعاً لا (كذبة نكذبها فنصدّقها) وكما تعوّدنا وأدمنّا من سنين وسنين، حتّى ولو يكن هذا الإنجاز عن طريق كرة مُمتلئة بالهواء يتقاذفونها فيما بينهم الجميل (بشّار بني ياسين) أو الأنيق (عامر ذيب) وباقي زملائهم الغزلان الرّائعين في الفريق... .
يا (نشامى) الأردنّ؛ أكرّر على مسامعكم بأنّنا (عطاشى)، وفقط ليس قريبٌ منّا سوى (مواردكم) لنشرب ولعلّ الأردنيّ يبل ريقه منها بشربة فخر واعتزاز أو فرح، فجميع (مواردنا) الأخرى عنّا بعيدة وبعيدة، وأظنّها (الظنٌّ هنا من باب الأمل ليس إلّا) ستأخذ وقتاً طويلاً لتسمح لنا بإفطارٍ ولو على أقلّ تقديرٍ في أول يوم من كلّ عيدٍ، والذي جعل الله فيه الصّيام علينا مُحرّما، وحلّله لنا من حلّله لا بل مُجبرين وأجبرونا عليه...!!!
لقد أثّبت (النّشامى) ومدرّبهم (الْعِرَقْدَنِيْ) – عدنان حمد - لأنفسهم أوّلاً، ولنا جميعاً ثانياً أمرين، وأوّلهما: أنّ دوام الحال السيئ بكل مجال أضحى من المُحال، وليس بقاء الحال هو أحسن حال، وثانيهما: لو أنّ (الْعِرَقْدَنِيْ) – عدنان حمد - قد طبّق أو يطبق في المباريات ما يطبّقه ويفعله السّياسيّون ورجال الدّولة بنا؛ لخسرنا ليس من العراق بل من الهند أو نيبال (7 – صفر)، أو لخرجنا من التّصفيات قبل أن يبدأ حتّى الدّور الأوّل...!!!
وفي حال حصل أو لم يحصل تأهّلنا لكأس العالم وأملي هذه المرّة كبير بحصوله؛ فما يهمنّا في البداية والنّهاية هو رفع اسم الأردنّ والأردنيين عالياً، ونحن على يقين وثقة وايمانٍ بأنّ اسميهما لا ولن يتغطّيان بغربال وهي نعمة كُبرى ولا نزال دوماً عليها نحمد الله الذي بيده كلّ النّعم... .
الغناء والنّشيد للأردنّ في (ساو باولو) و (ريو دي جانيرو) و (أرآرا)؛ أجمل وأعظم وسيدوم طويلاً، وسيمنح الأردنيين تذكرة سفرٍ مجّانيّة ليسافروا جميعاً بعيونهم وقلوبهم لمدة شهرٍ إلى البرازيل والعالم، وسيسافر لنا كل العالم بعد أن يقدّرنا ويعرفنا جيّداً فيُعجب بنا إلى الأبد... .
وأخيراً...؛ دعونا نغنّي ونهتف بصوت عالي خلف عدنان حمد وفريقه: (هيه يالله هيه يالله ...برازيييل بعون الله...).
*(الْعِرَقْدَنِيْ) – عدنان حمد - : أي (العراقي الأردني) حسب اجتهادٍ منّي وتقديراً لهذا المدرّب المُقنع الصّامت ليس إلّا (والله أعلم)... .
د. صالح سالم الخوالدة
shahimhamada@yahoo.com