افتراءات تستهدف جبهتنا الداخلية


ليست بريئة دوافع الافتراءات والأكاذيب التي استهدفت ثلاثة من الكتاب المرموقين مهنياً وأكاديمياً وسياسياً : حسن براري، وجهاد المومني، ورجا طلب، وأجد نفسي في الموقع الذي يدفعني للدفاع عنهم بقوة لأكثر من سبب : 1 سياسي وطني، 2 – مهني شخصي، فالحملة التي استهدفتهم وربما لم تقتصر عليهم فقط، لأننا لم نسمع ولم نقرأ ورود أسماء غيرهم، هي حملة سياسية ذات طابع استخباري خبيث، تستهدف الأردنيين والسياسات الأردنية المتفوقة والتي شكلت رأس حربة سياسية للدفاع عن فلسطين والقدس وحقوق الشعب الفلسطيني واستعادتها لنصفه الأول اللاجئ في العودة وفق القرار 194، ولنصفه الثاني المقيم على أرض وطنه في الاستقلال وفق القرار 181، مع إدراك قادة المستعمرة الإسرائيلية أن الأردن في وقوفه لدعم وإسناد صمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، فهو يدافع أولاً عن أمنه الوطني عبر إتخاذ سياسات إحترازية مسبقة تعمل على إحباط مشاريع العدو الإسرائيلي ومحاولاته لإعادة رمي القضية الفلسطينية للحضن الأردني، بالإبعاد القسري، أو الهروب الطوعي بسبب إجراءات التجويع والقمع وجعل الأرض الفلسطينية طاردة لشعبها وأهلها وأصحابها، وثانياً يؤدي الأردن واجبه القومي والديني والإنساني سياسياً وعملياً في دعم الشعب الفلسطيني في مسألتي صموده على أرضه، وفي نضاله لاستعادة حقوقه غير المنقوصة، فهذا واجب أردني وليس منة ولا كرماً فائضاً عن الحاجة، بل حاجة موضوعية تُمليها متطلبات الشراكة والمصير والمستقبل المشترك لشعبينا كي يعيشان بالكرامة والاستقلال كما يستحقان، في الأردن للأردنيين، ولفلسطين للفلسطينيين .
سياسة المواجهة الأردنية المتزنة العقلانية الحكيمة في مواجهة سياسات المستعمرة الإسرائيلية تدفع العدو نحو استعمال وسائل وأدوات استخبارية خبيثة بهدف إرباك الجبهة الداخلية للأردنيين، برمي الإتهامات والإفتراءات على الأردنيين سواء بشكل مقصود منظم، أو عبر أغبياء خصوم يتم استعمالهم كأدوات جاهلة، فالبيان الصادر عن وزارة خارجية المستعمرة الإسرائيلية يقول أن مائة شخصية أردنية كانوا في ضيافة سفارتهم على العشاء في عمان، فهل هذا خبر سياسي يستحق الاهتمام والتوقف أن يصدر عن وزارة خارجيتهم، بدون ذكر الأسماء، بل خبر منهم يجهل هويات الذين حضروا، وكما قال أحد شخصيات المعارضة الأردنية إذا كان الخبر صحيحاً، وهو بالتأكيد يفتقد للمصداقية، فلينشروا الأسماء أو الصور، لأن من كانوا بالتأكيد لا تنطبق عليهم صفة شخصيات، وهم مجرد أشخاص بلا قيمة سياسية أو مهنية، ومجرد أفراد إن صح الخبر ممن يعملون معهم في إطار الخدمات أو الوظائف الهامشية مع بعض الدبلوماسيين الأجانب.
على الخارجية الأردنية، مراجعة سفارة المستعمرة، لأن خبر وزارة خارجيتهم والإعلان عن وجبة العشاء المسمومة، هدفها مقصود وملغوم يستهدف الأذى والرد على سياسات الدولة الأردنية والتحشيد العربي معها ولها بشأن القدس، مما شكل صفعة وإغاظة لحكومة المستعمرة فردت بضربة تحت الحزام تستهدف جبهتنا الداخلية من خلال المس بعدد من الكتاب يتمتعون بالثقة والمهنية والانتماء الوطني والقومي الذي يحميهم من التجاوب من دعوة مشبوهة يرفضونها هم وغيرهم من الذوات الأردنية .
أقف مع الزملاء بشجاعة وقوة لأنني أدرك حجم الظلم وتبعاته خاصة وأنني تعرضت لمثل هذه الافتراءات والأكاذيب وتزييف الوقائع غير مرة وأفهم تأثيرها على الذات بالأذى والمس أمام الذات وأمام الآخرين حينما تكون أكاذيب لا أساس لها من الصحة، روج لها خصوم منزوعي البراءة إن لم يكن عملهم مقصوداً لذاته لسبب أو لآخر، وتجعل مما ورد اسمه في موقف الدفاع عن النفس باعتباره متهماً أمام المجتمع .
علينا أن نتوقف أمام سلسلة الأكاذيب والإشاعات التي تستهدف مسؤولين كبارا وذواتا تتصف بنكران الذات والنزاهة، ومع ذلك يتم استهدافهم لإشاعة جو من البلبلة وعدم الثقة وإرباك الدولة والجبهة الداخلية وخلط الأوراق، للتغطية عن ناس وإدانة ناس، لتكون النهاية أن جميعنا غارق بالاتهامات، ولا أمل مرتجى عبر إشاعة خُلاصة مفادها أن « الخل أخو الخردل « وهو ما يريدونه لنا: مجتمع مريض فاسد عناوينه بلا استقامة، تجعلنا متهمين نهرب إلى الانكفاء والرهبة ولا نملك شجاعة الإقدام على الفعل لأن الثمن سيكون الاتهامات والافتراء، فها هو بعضهم قد رمى فرية كاذبة بحق عدد من الزملاء الكتاب، فكم من الوقت والجهد نحتاج حتى نتخلص من تبعاتها، ونظافة من مسته وتعرض لها؟؟
h.faraneh@yahoo.com