الوطن البديل.. !

تفكر «إسرائیل» بكل فرصة ممكنة، وكل أسلوب یمكن توظیفھ، لتصفیة القضیة الفلسطینیة، من غیر أن تقیم .للفلسطینیین دولة، فھي لا ترید حل الدولتین.. ولا حل الدولة الواحدة وتدرك، أي «إسرائیل»، أن بقاء الوضع القائم في الضفة الغربیة وقطاع غزة لا یمكن أن یستمر إلى الأبد، وأن حلا .مختلفا لا بد وأن یصمم لیستبدل وضعاً قائماً بآخر یلقي عنھا عبء المسؤولیة البحث عن حل آخر، كان ولا یزال، ھو جوھر تفكیر یمین إسرائیلي متطرف یتفرد بالقرار، ویجد الآن، دعما من .الإدارة الأمیركیة المنتخبة، وبشكل أقل، من الدولة الأمیركیة العمیقة ذلك البحث أنتج أفكارا إسرائیلیة كثیرة للتخلص من القضیة (..) والتملص من الشرعیة الدولیة وقراراتھا واستحقاقاتھا، لكنھا لم تجد طریقھا إلى الواقع، كما الآن، بفعل «صفقة القرن» التي لا یعرف العموم تفاصیلھا .وسیاقاتھا ھي صفقة، یحیطھا غموض، ویرافقھا ضجیج، استفز أسئلة مصیریة ووجودیة، لا یملك أحد إجابات محددة علیھا، .لكنھا، بكل حال، لیست قدراً محتوماً ولا یجب أن تكون على وقع ذلك كلھ، تنھض من سباتھا معزوفة «التوطین» و«الوطن البدیل»، وأساس ھذه المعزوفة أن لا عودة .للاجئین، وأن وطنھم البدیل حیث ھم لاجئون، أي أن الوطن البدیل للفلسطینیین ھو الأردن إن مقدار الوھم الذي تسلل، بكم كبیر، إلى ذھنیة وتفكیر الیمین الإسرائیلي خیّل لھ أن الأردني والفلسطیني یمكنھما أن یقبلا ذلك، أو یمرره بصیغة ما، وتحت ضغط ما، ولم یدرك ذلك الیمین أن الأمر مرفوض جملة وتفصیلا، وأن لا .بدیل عن العودة وقیام الدولة الفلسطینیة وإذا ظنت «إسرائیل» أن قوة الدعم الأمیركي، وحالة التشرذم بین الدول العربیة والإسلامیة، وتغیر أولویاتھا، سبب .كاف، وبیئة معقولة لإنفاذ أجندتھا، فھي حالمة واھمة وإذا ظنت «إسرائیل» أن الأردن مكشوف الظھر، عربیاً وإسلامیاً، فعلیھا أن تظن، ظناً متیقناً، أن الأردن یجابھ مشروعاتھا التصفویة بفعل دعم شعبي، لا یقبل أن یتنازل عن فلسطین ومقدساتھا، ولن یقبل، مھما عظمت .الضغوطات، بالوطن البدیل ومسألة الأولویات العربیة مسألة حیویة، قالھا الملك بوضوح تام في «قمة تونس»، ووضع القادة عبرھا أمام .مسؤولیاتھم التاریخیة، فأي أولویة تتقدم على أولویة القضیة الفلسطینیة أولویة مختلة ومن قبل، عندما یعود الملك مجدداً، خلال زیارتھ للزرقاء، لیقول «كلا»، بدلالتھا القاطعة، ومعانیھا الحاسمة، من غیر .لبس أو التباس، فھو یؤكد المؤكد على موقف، صلب وحازم، ألا طریق متاحاً للتوطین، أو مفتوحاً لوطن البدیل الملك یراھن، ھنا، رھاناً رابحاً حاسماً، على شعبھ، وعلى شعب فلسطین، وشعوب عربیة وإسلامیة، لإدراك جلالتھ ویقینھ أن فلسطین والقدس لیست عندھم محل مساومة، أو قابلة للتنازل، والأردن لا یزال، بضمیره ووجدانھ، یؤمن أن الدول العربیة والإسلامیة ستلحق بموقفھ، وتدعم مجابھتھ لكل محاولات المس بالقدس والمقدسات وحق الشعب .الفلسطیني بدولتھ راكان السعایدة