اللحاق بالعالم المتقدم

في غياب العالم الثاني (الدول الاشـتراكية) لم يعد العالم ينقسم إلى ثلاثة عوالم حيث كان موقعنا في العالم الثالث، بل أصبح العالم قسـمين دول متقدمة ودول نامية، فماذا عن توزيع الدخل بين هذين العالمين؟؟.

يشكل سكان الدول المتقدمة 20% من البشـرية وكانوا قبل عقـدين من الزمن يحصلون على 80% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، وقد انخفضت حصتهـم الآن إلى 60%، في حين يشـكل سكان الدول الناميـة 80% من البشرية، وكانوا قبل عقدين من الزمن يكتفون بحوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفعت الآن إلى 40%.

هـذا الاتجاه إيجابي، خاصة إذا صدّقنا التقديرات القائلـة بأن التحسن سوف يسـتمر بحيث يصبح الناتج المحلي الإجمالي العالمي مقسـماً بنسبة 50% للعالم المتقـدم و50% للعالم النامي.

التحسن النسـبي الذي أشـرنا إليه في اقتصاديات العالـم النامي يخفـي حقائق ملفتة للنظر، ذلك إن دخل الفرد في العالم المتقـدم يعادل في المتوسط دخل سـتة أفراد في العالم النامي. وحتى لو تسـاوت حصتا العالمين خلال السنوات العشر القادمـة، فإن حصة الفرد في العالم المتقـدم تظل أربعة أمثال حصة الفرد في العالم النامي.

ما زلنا في المتوسطات الحسابية التي تخفـي التفاوت الصارخ في توزيع الدخول داخل كل من العالمين، فهناك تفاوت في توزيع الثروة في العالم المتقدم، وتفاوت مماثل أو أسـوأً في توزيع الفقـر في العالم المتخلف لدرجة المجاعة التي لم تختف ِ من وجـه الأرض بالرغم من التقدم التكنولوجـي الذي يساعد في زيادة الإنتاج.

هـذا التحسن النسبي يدل على أن معـدل النمو في العالم النامي مرتفـع، ويفوق معدل النمو المتدني في العالم المتقـدم، ولكن هذه مجرد نسب مئوية ذلك أن ما يحققه العالم المتقـدم من إنتاج قائم بالأرقام المطلقة عندما ينمو بنسبة 2% يزيد عما يحققـه العالم النامي عندما ينمو بنسبة 8%. فاللحاق بالمستوى العالمي يتطلب نسب نمو عالية جـداً.

في وقت ما كان الأردن ينمـو بمعدلات تفـوق معدل النمـو في العالم النامي لكن هذا الوضع انعكس الآن فالعالم النامي بقيادة الصين والهند والبرازيل يحقـق نسب نمو تعادل ضعف نسـبة النمو في الأردن.