العودة إلى المدارس غدا

 
بالرغم من كل الاجراءات التي اتخذت،إلا أننا نأمل أن يبدأ العام الدراسي غدا ومنذ اليوم الأول بجدية، وأن تكون وزارة التربية والتعليم قد استكملت استعداداتها لهذا اليوم، حسب التصاريح التي يطلقها مديرو التربية في مطلع كل عام دراسي.

لكن الواقع يشير إلى أن العديد من المدارس حتى الآن لم تستكمل إجراءات القبول والانتقال للطلبة، لأن الدوام في الأسبوع الماضي للأسرة التعليمية لم يكن كاملا، وأن الطوابير التي كانت تنتظر على غرف مديري ومديرات المدارس كانت مستمرة حتى يوم الاثنين الماضي وجاءت بعدها عطلة العيد، وأن مدارس كثيرة امتنعت عن قبول الطلبة لأن الأعداد كانت فوق المسموح به، حتى أن بعض الصفوف زاد عدد الطلبة فيها عن الأربعين، وربما الخمسين طالبا.

مدارس كثيرة لم تقبل تلاميذ الصف الأول الإبتدائي الذين يسجلون لأول مرة، لأنها استكملت الأعداد بما في ذلك الآلاف من الطلبة الوافدين، وأن أطفال الحي مضطرون للبحث عن مدارس بعيدة عن أماكن سكناهم لعدم توفر أماكن لهم.

اكتظاظ المدارس الحكومية بالطلبة هذا العام بالذات يأتي بعد تدفق الآلاف أيضا من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية لعجز أولياء أمورهم عن الاستمرار في دفع الأقساط المدرسية والتي ارتفعت هذا العام بنسبة تزيد عن (25) بالمئة عن العام المنصرم وأن هذا الامر يتطلب سرعة اتخاذ الإجراءات في توفير أماكن لهم، بالرغم من قيام وزارة التربية والتعليم هذا العام بإدخال (45) مدرسة جديدة في الكادر التعليمي.

وزارة التربية تستطيع أيضا خلال الأيام القليلة القادمة التخفيف من الإجراءات الإدارية والروتينية، حيث يمكن قبول الطلبة، في المدارس وتعطى لهم مهلة أسبوعين لاستكمال أوراقهم، والتصاديق اللازمة من مديريات التربية والتعلم والتي تواجه ضغطا غير مألوف، وأن الطالب وولي أمره يضطران للبقاء لمدة ساعات دون أن يتمكنا من إنجاز أوراقه.

بعض المدارس مازالت حتى الآن غير مستكملة للجهاز التدريسي، وخاصة في المناطق النائية، حيث رفض العديد من المعلمين والمعلمات مكان عملهم الجديد، لأنه من غير المعقول أن تذهب معلمة من عمان أو الكرك إلى قرى معان، ولا توفر وزارة التربية والتعليم وسائط النقل لهم وتتركهم تحت رحمة وسائط النقل العام.

وزارة التربية والتعليم مازالت بانتظار إنجاز طباعة العديد من الكتب المدرسية، خاصة وهناك مناهج جديدة ستدرس هذا العام للمرة الأولى، وأن الأمر يتطلب الضغط على هذه المطابع لإنجاز هذه الكتب بالسرعة الممكنة حتى ولو أنه تم تصوير الصفحات الأولى من بعض الكتب إلى حين إنجازها، حتى لا يضيع على الطلبة أية حصة بدون منهاج.

وقد يكون من المناسب أيضا أن تصدر وزارة التربية والتعليم تعليمات مشددة إلى كافة مديري التربية للتعميم على المدارس بضرورة الاقتصاد في طلب القرطاسية من الطلبة، وأن لا تكون من نوع معين لأنها عالية الثمن.