السنيد في بيت زيد الرفاعي

 
يتعرض الناشط محمد السنيد الى حملة لتشويه السمعة،ويكتب من يكتب عنه،انه ذهب الى رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي،ليعتذر عن نشاطاته ضد حكومته،عن قطع الطريق في مادبا خلال توجه الرفاعي لتناول العشاء في بيت وجيه من مأدبا.

لا اعرف شخصياً سبب الحملة التي يتم شنها ضد الرجل،الذي قاد حراك عمال الزراعة،ودافع عن حقوق العمال،وناضل كثيراً،وجعل للحراكات الشعبية مذاقاً خاصاً،بعيداً عن الاجندات والتسييس،غير انك تقرأ كلاماً غير دقيق حول الرجل في نهاية المطاف.

محمد السنيد عامل المياومة في الزراعة،والذي يدرس في الجامعة على حسابه،فيسجل فصلا،ويؤجل فصلا،لظروفه المالية،لم يبع حراكات الناس في مادبا او المحافظات مقابل منفعة،،ذهب الى سمير الرفاعي في منزل والده زيد الرفاعي في جبل عمان،لسبب اجتماعي بحت،ولم يذهب ليعتذر ولم يطلب منه احد الاعتذار ايضاً.

السنيد ايضاً التقى برئيس الوزراء الحالي معروف البخيت خمس مرات،والتقى بعض مستشاري الملك،وهو بهذا المعنى يستمع اليه الجميع،ويسمع منه الجميع،لانه اكتسب مصداقية خاصة،سرها عدم وجود طموحات شخصية.

سبب الزيارة يعود الى رغبة السنيد بتهنئة الرفاعي بسلامة نجله من حادث السيارة المروع الذي تعرض له،وقد قال السنيد للرفاعي وفقاً لمعلوماتي،اننا في الاردن قد نختلف سياسياً ونخوض حروب شتى،لكننا في الجانب الاجتماعي،نبقى الارقى عربياً،اذ لايغيب الناس عن بعضهم في هكذا ظروف،مهما كانت الخصومات او المشاحنات.

السنيد قال للرفاعي ايضاً،انه ليس صحيحاً انه قام ورفاقه بقطع الطريق على الرفاعي،حين توجه الرئيس السابق قبل شهور،الى مادبا لتناول العشاء،في بيت وجيه من بني حميدة،وان قطع الطريق ليس فعلا يفعله الاردنيون في وجه ضيف،وان كل مافعلوه هو الوقوف على جانب الطريق وحمل يافطات تحمل الشعارات المعتادة،ليراها الرئيس خلال مروره من تلك النقطة.

زاد السنيد بأن قال ان قطع الكهرباء عن بيت المضيف ليلتها لم يكن من فعله ولا من فعل احد من اهالي مادبا،وقد كانت الكهرباء قد انقطعت عن بيت المضيف خلال وجود الرئيس وبقية الضيوف،وقال السنيد ان انقطاع الكهرباء امر معتاد في مادبا،وان ليلتها شهدت انقطاع الكهرباء عن كل المنطقة.

دار حوار حول اداء حكومة الرفاعي،وقال السنيد رأيه بصراحة ولم يبع مطالب جمهور مادبا،ولا الناس،اذ انتقد السياسات الحكومية،وسياسات الخصخصة،واسلوب التعامل مع الناس،والرفاعي استمع للرجل بهدوء بالغ،وشرح له وضع البلد،ووضع الخزينة والديون،وان الحكومة لم تكن امام خيارات في كثير من قراراتها،بقدر معالجتها للوضع من خفض للعجز بنصف مليار تقريبا،اضافة الى بقية القضايا.

احدى لمسات السنيد خلال اللقاء،فتحه لعلبة سجائر «الفايسروي» وتقديم سيجارة للرئيس الرفاعي ليدخن،والاخير ترك التدخين منذ زمن بعيد،راوياً السنيد ان احدى مظاهرات مادبا الكبيرة،كان سببها علبة سجائر «فايسروي» لم يجدها شباب عاطلون عن العمل ليدخنوا،مفسراً بذلك ان الفقر المدقع والبطالة،سبب اغلب الحراكات وغضب الناس،وهي حراكات مالبثت ان حملت شعاراً سياسياً اصلاحياً،ومطالبات ايضا بمحاربة الفساد،وغير ذلك من شعارات.

حسبما فهمت،فأن السنيد سمع معلومات حساسة،تفسر سياسات الحكومة السابقة،واكتشف ايضاً ان بعض وزراء الرفاعي كانوا يحجبون المعلومات عنه،ويحرضون بشكل غير مباشر من اجل اغراق ذات حكومتهم،وادخالها في مواجهات مع العمال وبقية الحراكات!.

زيارة السنيد لسمير الرفاعي،لم تكن في العتمة،وقد عاد السنيد بعد زيارته وابلغ رفاقه في حراك مادبا بهذه الزيارة،وزيارته ايضاً لم تكن عيباً ولاخطيئة،ولاصفقة في الظلام،وكل ماجرى نفعله يومياً،في حياتنا،اي مراعاة الجانب الاجتماعي،في حياتنا وعلاقاتنا.

محمد السنيد يتعرض الى حملة لتشويه السمعة لاعتبارات كثيرة،ويراد القول اليوم،ان هذه الحملات يراد منها تكسير رموز الحراكات،ورسمهم بصورة الذين يعقدون الصفقات في السر ويساومون الدولة على قضاياهم الشخصية،باعتبار ان المناخ مناسب لحصد الامتيازات الشخصية.

لا السنيد اعتذر عن نشاطاته،ولاالرفاعي ايضا اعتذر عن سياساته.