الارض والانسان ... والرباط المقدس
الارض والانسان ... والرباط المقدس
بكل عام يمر .. وفي مثل هذا التوقيت من شهر مارس يكون الاحتفال بيوم الارض تعبيرا عن الرفض لاغتصاب ارضنا والاستحواذ عليها وحتى تهجيرنا منها .
منذ الاستيلاء على الالاف من الدونمات داخل الخط الاخضر من قبل المحتل الاسرائيلي وقيام عرب الداخل من الفلسطينيين بمعارضة هذا التعدي العنصري من خلال مسيراتهم المنددة والمناهضة لهذا الاعتداء .... ونحن بداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة نجري الاحتفالات المنددة والمناهضة لهذا السلوك الاجرامي العنصري الارهابي الذي قامت به قوات الاحتلال وما اسفر عنه من استشهاد وجرح العشرات .
مناسبة تستحق التوقف ... واعلاء الصوت ...والتماسك والترابط بيننا والمطالبة بعودة الارض وحفظها لأصحابها الحقيقيين وعدم المساس بها وعدم الانتهاك لحقوق اصحابها ... واحترام انسانيتهم المنصوص عليها بكافة المواثيق والاعراف الدولية .
منتصف سبعينيات القرن الماضي وما حدث في الثلاثين من مارس والذي يجدد في كل عام ارادتنا المتمسكة بأرضنا ... وحريتها ... وانعتاقها من قبضة المحتل الغاشم الذي سفك دماء الابرياء عليها وسرق حلم الملايين لرؤية حريتهم ودولتهم المستقلة بعاصمتها القدس .
نعطي قضية يوم الارض ما تستحق من جهد شعبي وفصائلي واعلامي ... كما نعطي لذكرى النكبة التي هجرنا وشردنا منها ما تستحق في موعدها ... لأننا أمام المناسبات نحشد ونتكاتف ونصرخ بصوت عالي حول حقوقنا وحريتنا ومدى تمسكنا بأرضنا ... لكننا أمام قضية الارض وحريتها وعودتها الينا يجب ان لا نسقط قضية الانسان وحقه بكافة المراحل والمنعطفات وحتى بداخل القضايا الاساسية التي يكون فيها الانسان بحاجة الى متطلباته وضرورة الوقوف لمساندته بوقفة جماعية ... وبإرادة جامعة ...وبنوايا صادقة ... وباصرار والتزام بأن يكون العمل مسخرا للوسيلة والهدف ... أي الانسان أحسن مخلوقات الخالق على الارض ... وهو الذي يحمي ويدافع هو الذي يزرع ويصنع ... هو الذي يبني ويشيد ... هو الذي يحافظ ويدافع ... هو الذي يجعل من الارض جنة بما يبذل من جهد وبما يسخر من طاقات .
الارض ليست منفصلة عن الانسان الذي يعيش عليها .... والذي يقوم بالبناء فوقها كما الذي يقوم بتشجيرها وزراعتها .... وحقه بجني ثمارها ... والاكل من خيراتها ... وشرب مائها وتنفس هوائها والعيش بحرية وكرامة عليها .
نحن احسن مخلوقات الخالق على الارض وقد تم تكريمنا ... وقد خلقنا لان نكون على الارض كرماء بكامل حقوقنا .. ولم نولد حجارة على الارض ... ولم نكن عبء عليها ..... بل خلقنا لنعمرها ولنحافظ عليها ... ولندافع عنها ولنبني حضارة الانسان والانسانية حتى يتم توارثها ما بين الاجيال .
احتفالنا بيوم الارض ... يجب ان يكون احتفالا لتأكيد عزتنا وكرامتنا وتمسكنا بوحدتنا وانسانيتنا وان لا نجعل من المناسبة مجرد حدث عابر لا نستخلص فيه من العبر والدروس ما يمكن ان يعزز من وحدتنا وتمسكنا بترابط الارض والانسان باعتبارهم متلازمين متجذرين في سعيهم فكرا وثقافة وعمل وتاريخ .... يجب ان لا تنفصل القضايا ... وان لا تتعارض ... وان لا تتناقض ... بل كلا من الارض والانسان يعطي الاخر .... حتى تتولد الحياة الكريمة والحرية المنشودة .
الكاتب : وفيق زنداح