فلسطين في عين الملك

ما ان بدأ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الاسبوع الماضي، وسقطت اولى القنابل والصواريخ الصهيونية على الاحياء السكنية المتهالكة في القطاع، الذي يئن تحت وطأة الحصار والجوع والمرض والبطالة والفقر، حتى امر جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الجيش العربي الملك عبدالله الثاني بتعزيز المستشفى الميداني العسكري الاردني الذي يعمل في غزة منذ سنوات، بالكوادر الطبية والفنية والادوية والمستلزمات المختلفة، حتى يتمكن من تقديم افضل الخدمات العلاجية والطبية للمواطنين هناك على مختلف احتياجاتهم وبأسرع وقت ممكن.
لفتة ملكية سامية وكريمة في وقت دقيق وحساس، يجسد حقيقة الموقف الاردني الداعم والمساند للاهل في فلسطين، خاصة في الظروف الصعبة والقاسية، ويؤكد في ذات الوقت انهم ليسوا لوحدهم، وان الاردن يقدم لهم كل ما يستطيع من مساعدات في مختلف المجالات، وان فلسطين على الدوام تحت المجهر الاردني، سياسيا وميدانيا وفي جميع الظروف والاوقات.
ملايين الحالات التي استقبلتها المستشفيات الميدانية العسكرية الاردنية المتواجدة في قطاع غزة والضفة الغربية «جنين»، وقدمت لها كل ما يلزمها من علاجات وخدمات استطبابية، واجرت الكوادر الطبية العاملة فيها عمليات جراحية معقدة ومستعصية للمرضى من مختلف الاعمار كل ذلك مجانا وصرفت للمراجعين والمرضى اطنانا من الادوية والمستلزمات الطبية الاخرى.
جلالة الملك كان اول من تبرع بالدم للجرحى والمصابين الفلسطينيين اثناء العدوان الاسرائيلي على كل من قطاع غزة وجنين، الى جانب توجيهات جلالته السامية بتجهيز المستشفيات العسكرية وارسالها الى هناك.
مواقف الملك من القضية الفلسطينية، لا تقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي فقط، لكنها شاملة لا تستثني مجالا ولا ميدانا، الا وتكون حاضرة وفعالة ومؤثرة .
تشديد وتأكيد جلالته خلال الايام الماضية، ودفاعه القوي عن عروبة وهوية واسلامية القدس، ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، وفلسطين بكل ما فيها ارضا وشعبا وحقوقا، تحمل رسائل فيها الحزم والحسم والقوة والثبات، والاستعداد للتصدي والمواجهة من اجل حماية الحقوق العربية والاسلامية فيها، ووقف العدوان التوسعي الصهيوني المدعوم امريكيا على حساب الارض العربية.
انها مسؤولية عربية اسلامية جماعية، كون فلسطين ارض وقف اسلامية، لا تتبرأ دولة من مسؤولياتها في الدفاع عنها، ولا يجوز ان يترك الاردن وحيدا في ميدان المجابهة، ولا بد من تحرك عربي اسلامي شامل وسريع، لان الخطر وصل وسوف يصل الى طرف كل دولة عربية اذا استمر الحال على ما هو عليه.