الرزاز في الرياض.. تحريك الراكد



لم نعرف الى الآن طبيعة ومضمون الرسالة التي حملها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز للاشقاء في المملكة العربية السعودية، ذلك اثناء زيارته للرياض قبل يومين.
الرزاز غير مخول بتقديم رسائل سياسية، وبتقديري ان الملك عبدالله لو اراد تقديم شروحات تتعلق بالقمة الثلاثية الاخيرة في القاهرة، حتى لا يساء فهمها، لاعتمد اكثر على ايمن الصفدي وزير الخارجية.
بالمقابل يحاول الملك تحريك العلاقة مع السعودية، واخراجها من الركود، فالرياض حليف لنا، ولا قطيعة معه، لكن هناك برود وخلافات لا تمنع من استمرار التنسيق والتشاور.
الخبر الرسمي تحدث عن رسالة خاصة من الملك عبدالله الى الملك سلمان، تتعلق بمخرجات مؤتمر لندن الاقتصادي، واعتقد ان الموضوع اشمل واعمق من كل ذلك.
لكن بظني ان الاردن معني بتحشيد الموقف العربي تجاه ملف القدس قبل قمة تونس، والملك سلمان مهم في هذه الناحية، ولعلنا حريصون على اخراج الرياض من مرحلة المراوحة في الملف الى مرحلة الحسم والتصعيد.
هناك رغبة اردنية بأن ترسل قمة تونس رسائل قوية فيما يتعلق بالقدس والوصاية الهاشمية، وبدون السعودية ستكون الأماني مبددة والرسائل ضعيفة.
الرزاز مهمته فتح باب مع السعودية، ولا نعرف كيف كانت النتائج، ولعل وجود رئيس هيئة الاركان بمعيته في الزيارة يشي بأن التعاون الاردني السعودي في مجالات بعينها سيظل بمعزل عن بعض الخلاف والبرود السياسي.
هناك رسائل سعودية معقولة في الآونة الاخيرة، منها الوديعة المالية التي ارسلتها وزارة المالية السعودية لتوضع في البنك المركزي الاردني.
كما ان تصريحات السفير السعودي المتعلقة بالوصاية الهاشمية كانت جيدة ومعقولة، ويمكن البناء عليها وتأكيدها في قمة تونس، مما يبدد بعضا من سوء التفاهم الحاصل حول هذا الملف.
في النهاية الاردن لا يقطع مع احد، فمهمته في ظل تعقيدات الوضع الحالي ان ينفتح على الجميع بتوازن وحذر، فالبراغماتية مطلوبة لخدمة الثوابت التي تتعرض لاختبار شديد.