الاردن...المُتمرّد والمُتفرّد في دفاعه عن فلسطين



حيّة هي الشواهد على دفاع الاردن المسمتيت عن القضية الفلسطينية التي تواجه أخطر مراحل تفصيتها لصالح إسرائيل بمباركة ودعم الإدارة الأمريكية المُنحازة دون خجل لسارقي الارض
وقاتلي الإنسان. فموقف الملك الأخير عندما لم يتردد في إلغاء زيارته لرومانيا بعد كشف رئيسة حكومتها عزم بلادها نقل سفارتها للقدس إمتثالاً لقرار ترامب الطاغية, لهو خير دليل على
صدق المواقف والنوايا الاردنية تجاه قضية لم تعد على طاولة النقاش العربي, بل إنها وضعت في الإدراج واُقفل عليها. وفيما تتقلب المواقف العربية والعالمية يبقى الاردن على عهده ووعده ثابتاً
وواضحاً وضوح الشمس حيال قضية يعتبرها أولوية والقتالُ لأجلها فرض عليه تأديته مهما كلّف الأمر أو تعاظمت الضغوط.

فالملك الذي يبدوا غارقاً في المتاعب والهموم الداخلية والخارجية يعترف أمامنا أن ثمة ضغوط يواجهها للتخلي عن دوره في دفاعه عن فلسطين واللحاق بمن تهاونوا وتخاذلوا في موقفهم
من بني جلدتها, وهذا لن يحصل بطبيعة الحال, فكل أطياف الشعب الاردني معه كما قال الملك وهذه هي الحقيقة المُطلقة التي يجب على العالم أن يعيها جيّدا, فتخلينا عن فلسطين تخلي عن كرامة
والاردني لن يكون حيّاً دون كرامة.

الاردن ورغم ما يمر بمرحلة عسيرة داخلياً متمثلة بأزمات كبيرة لا سيما وأن أهمها الأوضاع الإقتصادية وما وصل إليه الحال من فقر وبطالة وفقدان الأمل واليأس والخوف مما هو قادم إلا أنه
يلعب دوره المُهم في حماية المُقدسات والتصدي لكل محاولات الصهاينة في تهويدها والعبث فيها ويسخّر جهوده ويُحمّل عاتقه ما لا طاقة به في سبيل ذلك, في ظل ما هو تراخياً وتهاوناً ورُبما رضاً عربياً
عن المستجدات التي طرأت على القضية التي يُفترض أنها مركزية لكل العرب, ولكنها لم تعد تهم العرب وكل ما يفعلونه من إصدار إستنكاراتهم وشجبهم وإدانتهم لن تنفع القضية ولا تُعيد فلسطين ولا حتى تكبح
جماح الصهاينة الذين باتوا ساخرين من ردودنا على ما يرتكبونه من أفعال إجرامية.

لن يقبل الاردن في موقفه المتناغم والمُتلاحم رسمياً وشعبياً أن يكون جزءً من الخيانة العُظمى لفلسطين, ولن يكون طرفاً قابضاً ثمن أرضها, هذا ما على الناكرين والمُشككين أن يدركوه... وسنبقى مُتمادين مُتفردين
في نصرة فلسطين إلى أن يتحقق الوعد اللهي وتعود.