شقيق منفذ عملية خوست للبخيت: هذه الرواية الأمريكية لما حصل فأين الأردنية ؟
نشر شقيق منفذ عملية خوست الأردني عمار البلوي رسالة مطولة في صحيفة القدس العربي تضمنت مطالبته بالكشف رسميا عن تفاصيل عملية خوست التي أوقعت شهيدا أردنيا وقتل فيها منفذها وتسعة من الأمريكيين.
ويتعرض البلوي الأخ لتفاصيل الرواية الأمريكية للحادث ويطالب حكومة الرئيس معروف البخيت بالرواية الأردنية الرسمية وفيما يلي نص الرسالة :
لا زالت عملية خوست التي نفذها شقيقي الدكتور همام البلوي في نهاية عام 2009 تتفاعل في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية فلا يمر يوم إلا ونسمع (نحن عائلة همام البلوي) تفاصيل جديدة عن تلك العملية المخابراتية الغامضة ونحن هنا نطالب بتعليق رسمي من حكومة السيد البخيت على ما تم نشره مؤخرا في الصحافة العالمية عن هذا الموضوع، حيث أنه من حقنا أن نعرف ماذا حدث حقيقة مع شقيقي د.همام البلوي، فهل نجد آذانا صاغية من الحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية ليكشفوا لنا الحقيقة والحقيقة فقط عن ما جرى أو بالأقل أن يتم التعليق على التفاصيل الجديدة عن عملية خوست التي نفذها همام البلوي في قاعدة للمخابرات الأمريكية السي اي ايه (نقلا عن الكتاب الأمريكي الذي صدر مؤخرا’ العميل الثلاثي الذي إخترق السي أي أيه’ لمؤلفه جوبي ورك- محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة الواشنطن بوست).
وجاء فيه: بدأت القصة في نهاية عام 2008 عندما رصدت وحدة (متابعة المواقع الجهادية على الإنترنت) في السي اي ايه كتابات أخي همام البلوي بإسمه المستعار (أبودجانة الخرساني) وقامت بإبلاغ الحكومة الأردنية بضرورة إعتقاله والتحقيق معه، وفعلا تم تحديد المنزل وتمت عملية المداهمة ليلا وتم القبض على همام ومصادرة حاسوبه.
وأثناء التحقيق تم تهديد همام بالعمل لصالح الأجهزة الأمنية أو سجنه لمدة عشرة أعوام حيث تم إبلاغه (ان ملفك جاهز واقل حكم سيكون 10 سنوات) عندها وافق همام على الفور وإقترح همام بنفسه ان يتم زرعه في باكستان ليتجسس على مقاتلي طلبان والقاعدة مستفيدا من كونه طبيبا.
ولقد تم عرض إقتراح همام على الجانب الأمريكي إيه فجاءت الموافقة وتم إطلاق إسم حركي على همام البلوي وهو (الذئب). وتم إعطاؤه جواز سفر مزور وفيزا دخول لباكستان.
قام همام في آخر شهر آب/اغسطس بإرسال إيميل لمسئول مرفقاَ مقطع فيديو لمدة ثواني يظهر همام مع مجموع من الأشخاص يلبسون لباسا أفغانيا بشتونيا وكان يجلس همام بجانب أحد مطلوبي القاعدة الكبار وأسمه عطيه عبدالرحمن. والمطلوب للمخابرات الأمريكية منذ ثماني سنوات. مما جذب إهتمام ضباط المخابرات الأمريكية.
ثم قام همام في شهر تشرين الثاني/نوفمبر بإرسال إيميل آخر يخبره فيها أنه تم تعينه طبيبا خاصا لأيمن الظواهري.
وقال همام بإيميله أن الأمر حدث فجأة ومصادفة حيث ان صحة أيمن الظاهري تدهورت نتيجة لأعراض ناتجة عن إصابته بمرض السكري، كما قدم همام تقريرا طبيا دقيقا عن حالة الظواهري الصحية حيث طابق الوصف المذكور التقارير الإستخباراتية الامريكية الموجودة لديهم مما عزز مصداقية همام كمخبر بارع. وهذا ما دعم ادعاءات همام اللاحقة وكانت هذه جزء من خطة همام المحكمة وكان هذا بمثابة الطعم الذي إبتلعته المخابرات الأمريكية.
بعدها تم إطلاع مدير المخابرات الأمريكية على هذه التفاصيل، قام مدير المخابرات الأمريكية ليون بانيت بإقتراح عقد إجتماع بين السي اي ايه وهمام لإعطائه التكنولوجيا المطلوبة لمتابع ورصد أيمن الظواهري ومن ثم القضاء عليه.
عندها تم إرسال إيميل لهمام يخبر فيه أنه حان وقت اللقاء في خوست وانه حان الوقت لرفع وتيرة العمل.
رد همام بالترحيب بالفكرة لكنه إعترض على مكان اللقاء وقال همام أن احسن مكان للقاء هو في باكستان في مدينة ميران شاه حيث ان فيها الكثير من المطاعم والمقاهي وأنها مكتظة بالناس وممكن ان يلتقي بالشخص المسئول بكل سهولة ويسر ودون ان يلاحظه احد وبعدها يعود همام بسرعة إلى قاعدته الطالبانية وبهذا لن يلاحظ أحد غياب همام. وقال همام ايضا انه سعيد جدا انه أخيراَ سوف يرى وجه صديق من بلده .
لكن الضابط رد على همام بترتيب الإجتماع بباكستان لان نسبة المخاطرة عالية هناك وهناك خطورة من ان تكتشف المخابرات الباكستانية العملية وإن الامريكيين حريصون على إبقاء المخابرات الباكستانية مغيبة في الظلام عن اية معلومات حول هذه العملية عالية الدقة والأهمية وعليه يجب ان يكون الإجتماع في أفغانستان. لكن همام إحتج وقال انه هو الوحيد الذي يتحمل المخاطرة في هذه العملية حيث ان حياته ستكون مهدد بشكل خطير في حال إكتشفت طالبان أمره. وأصر همام على حصول اللقاء في ميران شاه.
عندها حصلت مشاورات مع ضابط الإرتباط من السي اي ايه دارين لابونت وكان هذا الضابط مقيما في عمان وتم إبلاغ همام بضرورة القدوم لخوست لان الإجتماع سيشمل قادة كبار في السي اي ايه. عندها فقط أرسل همام إيميلا يقول فيها: ‘حسنا لقد فزت انت…انا سأحضر للقاعدة الأمريكية’ ولكن همام أوضح أنه لا يريد أن يتم تفتيشه عند الوصول للقاعدة من قبل الحراس الأفغان لأنهم قد يكونوا جواسيس لطالبان ثم يقوموا بالوشي به ومن ثم يتم إعدامه من قبل طالبان…. فأكد له أنه لن يتم تفتيشه ولن يراه إلا الأمريكان وتم الإتفاق على الإجتماع.
وتم ترتيب الإجتماع وإستقبال همام البلوي.
في يوم العملية، كان بإنتظار همام سائق أفغاني موثوق به من قبل السي أي إيه كعميل وكان مكلفاً بنقل همام وإحضاره إلى داخل القاعدة الأمريكية، وفعلا ركب همام البلوي السيارة وجلس في المقعد الخلفي وبدأت رحلة الذهاب إلى القاعدة الأمريكية، وكان بإنتظار البلوي في خوست 14 شخصا وهم سبعة من كبار ضباط السي أي إيه و4 من حراس الشركة الأمنية بلاك واتر. وفي ذلك اليوم تم إعطاء أمر إلى الحراس الأفغان الموجودين على البوابات الأمامية لقاعدة خوست بأخذ إستراحة ومغادرة القاعدة وذلك حتى لا تقع عيونهم على وجه همام وبالتالي المحافظة على سرية هوية همام، كما طلب البلوي تماماً.
قبل وصول السيارة التي تقل همام إلى قاعدة خوست بربع ساعة، قام همام بإستخدام موبايل السائق الأفغاني وقام بالإتصال وقال : آسف على التأخير.. كما إتفقنا لن يتم تفتيشي من قبل الحراس الأفغان فجاء الرد: لا تخاف لن يتم تفتيشك.
وفعلا قامت السيارة بإختراق كافة البوابات ونقاط التفتيش بدون توقف إلى أن وصلت للباب الرئيسي الداخلي لمبنى السي أي إيه وتوقفت أمام مجموعة من كبار ضباط السي أي إيه ، عندها ترجل همام البلوي من السيارة ولكن ليس من جهة باب الركاب بل من جهة باب السائق، وثم إستدار حول السيارة وتوجه إلى جمع الضباط المنتظرين وهو يكبر ويتشهد، ثم قام بتفجير القنبلة وعلى الفور تم قتل ثمانية ضباط وإثنين من حراس البلاك واتر.
‘إنتهى الإقتباس’.
ونحن بدورنا نطالب بمعرفة الحقيقة ونريد تعليقا نفيا أو إيجابا على الرواية المذكورة أعلاه مع الأخذ بعين الإعتبار ما أفاد به مؤلف الكتاب جوبي ورك بأن معلوماته مستقاة من خلال قيامه بمقابلة مسئولين أردنيين وأمريكيين وأهالي القتلى وعائلاتهم.{عن القدس العربي}