كيف نقف مع الملك ونساعده على تحمل الضغوطات؟
اخبار البلد-
احمد خليل القرعان
كم ھي كلمات كبیرة ذات معان وطنیة وسیاسیة غزیرة تلك التي فاتح بھا جلالة الملك قبل ایام أھلھ وعشیرتھ في
الزرقاء حین قال ان ھناك ضغوطات دولیة تمارس علیھ تجاه فلسطین والقدس، ولكنھ غیر خائف منھا لأن الشعب
.«معھ
فما حدث في الزرقاء یجعلني أشعر برغبة غامضة لم أستطع أن أغالبھا، فقادني ضمیري وساقني لكتابة سطور ھذا
.المقال المھم جدا
فیا أیھا الشعب الأردني الكریم لقد كثرت الاضطرابات من حولنا وانتشرت بعض الانحرافات المرفوضة داخل الوطن
بسبب طغیان بعض الساعین الى الخراب داخلھ بھدف ھدم البنیان والتخریب ھنا وھناك وتحطیم الفكر البناء، لأنھم
.یعلمون بأن ھدم المجتمع وانھیاره على ید ھؤلاء المخربین ھو تبدید وإعاقة لمرحلة البناء والإصلاح
فالصراع داخل جدران الوطن یھدم ولا یبني، وھو صراع متقلب الأحداث، فكیف اذا سننظم خطانا للسیر فى ثبات
لحمایة الأردن من اي فوضى عبثیة لا قدر الله، وندفع بطاقاتنا فى اتجاه البناء والاعمار والإصلاح ونحشد وسائلنا بما
.یخدم الوطن كل الوطن وعدم تخریبھ؟
فكما تعلمون بأن الوطن ھو إلانسان والتراب والتاریخ، فأسلوب الإنسان تجاه وطنھ یجب أن ینطلق من الأخلاق
والذوق العام والمنطق العملي الذي یخدم الوطن، فإرادة الفرد داخل المجتمع تنبع دائما من الإطار العام للمجتمع الذى
ھو جزء منھ، فكلما كان المجتمع متماسكا والإنسان فیھ یؤدي دوره الوظیفي بشكل اخلاقي انتظمت فیھ إرادة الفرد
.وتنافست الجھود في مسیرة الإصلاح والتطویر والتنمیة
فللوطن الذي حمانا وربانا وعلمنا حق مقدس علینا، تنبع قدرتھ من قدرتنا على تجاوز الصعاب والاتجاه بھ نحو البناء
.لا التخریب،فكیف یمزق أبناء الوطن الواحد بعضھم بعضا وتتوتر بینھم العلاقات والصلات والترابط لا قدر الله
فالانتماء ھو حالة وطنیة یجب تغذیتھا وادامتھا بالتربیة ولا بد أن تكون مغروسة بالفكر والوجدان لدى كل إنسان یحمل
في قلبھ ذرة من حب الوطن. فالإنسان لا یشعر بالارتیاح بوطنھ الذي ولد وترعرع فیھ بدون الانتماء إلیھ قولا وفعلا،
لأن الانتماء حالة وطنیة وفكریة وثقافیة أرحب وأوسع من حالة المواطنة لأنھ قد یكون ھناك انتماء قومي آخر للفرد
.لغیر الأرض التي نشأ وولد علیھا وترعرع بھا
فالانتماء الحقیقي للوطن یقودك إلى أن تأخذ على عاتقك مسؤولیة المحافظة على الأرواح والأبدان والوطن، ویلزمك
بالإخلاص فى كل قول وفعل یتعلق بوطنك أو مجتمعك، وأن تتحرى الصدق والدقة قبل أن تصنع لنفسك موقفا سلبیا
وعدائیا تجاه أفراد الوطن والمجتمع الواحد، إیمانا منك بأن المواطنة الصالحة ھي وضع نصب عینیك مصلحة الوطن
فوق كل المصالح والاعتبارات الشخصیة، فكم من وطنیین ضحوا بأنفسھم وأرواحھم من أجل أن یحیا ویعیش وطنھم،
.ومن أجل أن یستقر ویعیش الناس بطمأنینة، فرحلوا وبقي ذكرھم محفورا بذاكرة التاریخ
فلننتبھ جیدا لكل ما یدور حولنا في الداخل والخارج وإن نرجع ونحكم ضمیرنا لنحافظ على الاردن
وإن نكون دوما رغم بعض المصاعب الحیاتیة والاقتصادیة التي تواجھنا أدوات إصلاح فى خدمة البلد ومعاول بناء
.الأردن بكل أركانھ
وفي المقابل یجب ان تكون الحكومة كتابا مفتوحا تصارح شعبھا وتنفتح علیھم بكل مصداقیة لإعادة بناء الثقة بینھم
والتي تم زعزعتھا خلال السنوات السابقة، فكلما ارتفعت المصداقیة بالتعامل وطرح الافكار كلما اقترب المواطن من
.مؤسساتھ ووثق بھا، وابتعد عن مصادر الإعلام الاخرى والتي تدس السم بمواطن الأكل للتخریب
الوطن لا یحتاج لمساومة، ولا یحتاج لمزایدة، ولا یحتاج لمجادلة، ولا یحتاج لشعارات رنانة، ولا یحتاج لآلاف
الكلمات أفعالنا تشیر إلى حبنا، حركاتنا تدل علیھ، حروفنا وكلماتنا تنساب إلیھا، أصواتنا تنطق بھ آمالنا تتجھ إلیھ،
.طموحاتنا ترتبط بھ
الأردن كبیر ویجب أن یبقى، والملك شامخاً بسمائھ رمز یحوم بعلیائھ ونبع للحب والعطاء، فھو كالوطن مصدر للدفء
.والقوة، وقدوة فى الصبر والإیجابیة فى الشده والرخاء
فلیبقى الأردن مصدراً للفخر لنا جمیعا ولیبقى ملیكناً دوماً شیخاً للدیرة والعشیرة نطیعھ ونسیر خلف خطاه لنحافظ على
.إرث الأجداد والآباء