تحطيم سيارات دعاة الإصلاح في مدينة الطفيلة ينتهي بتوجيه إتهام لسلطات الحكومة برعاية 'البلطجة' ويتحول إلى قضية رأي عام
اللغة التي استخدمها رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري الأربعاء وهو يتحدث عن مضمون لقائه بنخبة من قادة الحراك السياسي في مدينة الطفيلة الجنوبية تحديدا تنطوي على عدة رسائل سياسية تتفاعل داخل النظام هذه المرة وليس من خارجه فالمتحدث أحد أهم أركان الدولة ومن نقل وجهات نظرهم ممثلون لقوى الحراك في الشارع والمناسبة كانت 'إعتداءات بلطجية مجهولة' على أملاك من يقودون الإعتصامات في شوارع الطفيلة.
وهنا تحديدا يمكن إصطياد المفارقة الأهم فمن وصفهم المصري شخصيا بالغاضبين جدا من أبناء مدينة الطفيلة يطرقون عمليا باب الدولة والنظام عبر رئيس مجلس الملك طاهر المصري ويتجنبون طرق نوافذ الحكومة ورئاسة الوزراء والحكام الإداريين على إعتبار أن الطرف الأخير في الواقع هو الخصم في الموضوع قيد البحث.
وأساس الفكرة لقاء على هامش العيد بين وفد يمثل أبناء مدينة الطفيلة التي تعتبر أكثر البؤر سخونة في الدعوة للإصلاح السياسي وبين المصري رجل الدولة والنظام الذي يحترمه الجميع.
وهدف اللقاء إظهار الإعتراض والغضب والشكوى بعد قيام مجهولين من البلطحية بتحطيم سيارات دعاة الإصلاح في المدينة عشية يوم العيد، الأمر الذي أثار ضجة واسعة محليا طوال اليومين الأخيرين.
ورسالة أبناء الطفيلة عبر المصري كانت واضحة وإختصرها عضو لجنة الحوار الوطني الدكتور خالد الكلالده وتقول ضمنيا: حصل إعتداء علي ملكياتنا ونحن نعتصم بطريقة سلمية للمطالبة بالإصلاح ولم تتحرك السلطات الأمنية لحماية ملكيتنا أو للقبض على الفاعلين.
هذا السلوك إعتبره الكلالده الذي حضر ورتب اللقاء مع المصري على الأرجح عدائيا جدا تجاه دعاة الإصلاح ويضع إشارات إستفهام على الجهات التي تقف خلفه.
وفي الحوار مع أبناء الطفيلة وجه النشطاء أصابع الإتهام لجهات محددة في الماكينة الرسمية وقبل كلاما كثيرا وكبيرا عن رعاية بعض الشخصيات الحكومية والأمنية لظاهرة البلطجة بهدف تخويف حراك الشارع.
وكان لافتا ان المصري صرح بعد اللقاء وعبر صحيفة 'في المرصاد' الإلكترونية قائلا: إنهم غاضبون، هم ليسوا ضد النظام ويقولون أنهم يسعون لإصلاح الأمور لكنهم غاضبون جدا، هذا التصريح محاولة واضحة من المصري لتحذير النظام فقد طلب منه الشبان الغاضبون نقل موقفهم للملك عبدلله الثاني مباشرة مما يعني ان قوى الحراك لم تعد تثق بالقنوات الأخرى في الدولة وإختارت المصري لإيصال الرسالة والأخير بدوره أوصل الأمانة .
وما فهم من الكلالده ورفاقه دعاة الإصلاح في الطفيلة هو التحذيرمن تجاهل الحكومة لظاهرة البلطجة وإستخدامها أحيانا ضد الحراك وهنا يلمح الكلالده وهو أيضا عضو بلجنة الحوار الوطني إلى أن الناس ليست ضد النظام لكنها قد لا تبقى كذلك إذا إستمرت مثل هذه الإعتداءات والتغطية عليها.
ويمكن القول أن الطفيلة تشهد منذ أشهر صخبا في الحراك السياسي الداعي للإصلاح ومحاكمة الفاسدين وكان الحراك الشبابي والإجتماعي فيها قد منع رئيس الوزراء معروف البخيت قبل أسابيع من زيارة المدينة اما هتافات إعتصاماتها فهي الأكثر سخونة قياسا ببقية الإعتصامات.