التلاحم الأردني الفلسطيني مطلوب أكثر من أي وقت مضى


تحديات المرحلة بكل تفاصيلها السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية، تضع القضية الفلسطينية وفلسطين والاردن الاكثر تأثرا والتصاقا بها على مفصل تاريخي، وعلى منعطف غاية في الخطورة والدقة، ونحن نتابع تسلسل الاحداث والقرارات والخطوات والاجراءات العملية التي يتخذها الرئيس الامريكي دونالد ترامب بايعازات مباشرة من نتنياهو، مما يضع الاردن وفلسطين معا في مقدمة الاشتباك اليومي مع الادارة الامريكية والكيان المحتل دفاعا عن الحقوق الفلسطينية كافة وفي طليعتها القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، الامر الذي يتطلب وحدة اردنية فلسطينية تلاحمية مصيرية غير مسبوقة، تفرضها وحدة المصير والاهداف والمصالح المشتركة، بحيث تشكل نواة صلبة عصية على الاختراق او الانفكاك او الليونة امام هذا الهجوم العقائدي في جوهره السياسي في مظهره، الذي يقوده كل من ترامب ونتنياهو ضد فلسطين وانعكاساته الفورية المباشرة على الاردن، وضد الامة العربية عموما.
لن يكسر ولن يوقف المخطط الصهيو-امريكي الذي يستهدف في الاساس فلسطين والاردن، الا وحدة الموقف الاردني الفلسطيني والتلاحم الصلب بين الشعبين التوأم والقيادتين الشقيقتين في البلدين المستهدفين، ولن ينفع ترامب ونتنياهو مخططات ولا قرارات مهما كان شكلها وحجمها ومكانها وموقعها ما دامت مرفوضة اردنيا وفلسطينيا، وسوف تبقى حبرا على ورق باطلة فاشلة غير شرعية وغير قانونية طالما انها مرفوضة ولا تحمل تواقيع الاردن وفلسطين.
سيناريوهات كثيرة متوقعة خلال المرحلة المقبلة، قد يسعى الاحتلال الصهيوتي الى تنفيذها، فلسطينيا، فرض القانون الاحتلالي على الضفة الغربية المحتلة ومن ثم ضمها للكيان المحتل واعتراف ترامب بأنها تحت السيادة الاسرائيلية كما فعل مع القدس والجولان المحتلين، وبعد الاستيلاء على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة، سوف يتعامل الاحتلال مع الشعب الفلسطيني على انه اقلية غريبة، وجودها يزعج الدولة اليهودية احادية القومية، ويجب محاصرة هذه الاقلية في اماكن محددة ومنحها ادارة ذاتية، وربما تحميل مسؤوليتها الادارية والوظيفية للاردن، تمهيدا للترحيل الجماعي نحو الاردن، هكذا يخططون، لكن ليس بالضرورة ان يكتب لهم النجاح .
اردنيا، السيناريو المتوقع الى جانب الضغوطات بجميع انواعها واشكالها وصنوفها، اعادة استفزاز المملكة من خلال محاولة التملص من تسليم الباقورة في الموعد المحدد والمماطلة والمطالبة بتمديد عقد الايجار، والسيناريو الاهم، محاولة الاحتلال نشر الفوضى في الاردن من خلال التركيز على نشر الاشاعات الداخلية واثارة النعرات الاقليمية، وهذا هو الموضوع الاكثر اهمية الذي يجب مجابهته بوعي وادراك وحرص منقطع النظير وعدم تمرير اي اشاعة لها علاقة بالنسيج الوطني الداخلي، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، والحفاظ على قوة ووحدة الجبهة الداخلية الاردنية، والوقوف صفا واحدا في التصدي لمحاولات التسلل الاسرائيلية الى صفوف الشعب الاردني، كي تتفرغ القيادات لمهامها وواجباتها ومسؤولياتها الصعبة والخطيرة، وتكون مطمئنة على الاوضاع الداخلية والتفاف الشعب حولها بكل اخلاص ووفاء وولاء وانتماء.
صخرة الموقف الاردني الفلسطيني الموحد الصلبة هي الوحيدة والكفيلة، بأن تتحطم على اطرافها جميع السيناريوهات والمخططات والمؤامرات الصهيو-امريكية، وهي التي تستقطب وتجذب الدعم والتأييد والالتفاف العربي والاسلامي والدولي حول الاردن وفلسطين.