ما قبل الانتخابات ... حرب عدوانية رابعة !!!! (2)

ما قبل الانتخابات ... حرب عدوانية رابعة !!! (2)
بداية لا بد وان نسجل عظيم الشكر والامتنان للجهد المصري الشقيق من خلال الوفد الامني الذي لم يتركنا ... ولم يتأخر عنا ... بل أبقى على حضوره وجهده وحكمته في مواجهة تصعيد مفتعل لا مبرر له .... ولا غرض من ورائه الا تحقيق المزيد من المكاسب السياسية .
اصرار الوفد الامني المصري على ضرورة وقف العدوان واطلاق النار لمعرفتهم الكاملة ان العدوان لن يحل مشكلة لا لإسرائيل ... ولا لنا داخل القطاع .... بل ستزداد الامور صعوبة وتعقيدا بالمزيد من الازمات والكوارث والمحن والتي نحن بغنى عنها ... ويكفي ما لدينا وحتى نتمكن من التهدئة والعمل على اتمام المصالحة ... وان لا نعيش حالة الفراغ السياسي والحكومي ونتائجه الكارثية .
حكمة الشقيقة مصر وقيادتها واصرارها على الدوام لتثبيت التهدئة والعمل على اتمام المصالحة يأتي في سياق الدور المصري للمحافظة علينا وعلى الامن القومي .
وهذا ما يدفعني الى تكرار القول بضرورة الاستماع الى مصر ... والاصغاء لها ... وتنفيذ ما يقال لنا حتى لا نخطئ ونكرر الاخطاء ... لأننا بحق لا نحتمل المزيد من الاخطاء ... استمعوا لمصر ليس فقط بما يخص التهدئة ... بل بما يخص المصالحة ... لأننا احوج ما نكون لإتمام المصالحة اليوم قبل الغد .
اسرائيل تعيش نشوة الانتصار الوهمي بعد ان حققت لنفسها اعتراف امريكي كامل بسيطرتها على الجولان العربي السوري .... وبعد ان حصلت على موافقة امريكية باعتبار القدس عاصمة لها .... وما بعد ان قامت أمريكا بإتمام صفقتها وقرب الاعلان عنها ... وما بعد ان اوقفت مساعداتها المالية للسلطة الوطنية ... وما بعد جولات المبعوثين الامريكيين كوشنير و غرنبلات لبعض دول المنطقة ... وفي ظل السياسة الاسرائيلية التي اقتنصت المال الفلسطيني في محاولة تركيع وممارسة الضغوط وفي واقع الحصار المحكم والاستيطان المستمر .
يبدو انه لم يتبقى لإسرائيل الا حرب عدوانية رابعة ... قد تكون اليوم ... وقد تكون مؤجلة في ظل خطة اسرائيلية قائمة على العدوان والدمار والقتل للأبرياء في الوقت الذي يخدمهم سواء في عهد نتنياهو او في العهد القادم ما بعد نتائج الانتخابات الاسرائيلية .
الحرب العدوانية الرابعة ستأتي عبر فصول ومراحل محددة بواقع زمني يخدم دولة الكيان وتحدد نتائجه بما يتوافق ومصالحها ... لكن هذه الحرب العدوانية لن تكون قبل الانتخابات ... الا في حالة الضرورة القصوى والتأكد ان القيام بحرب او جولة او عملية عسكرية كبرى سيوفر المزيد من القوة لنتنياهو ... والا عكس ذلك سيكون عملا طائشا ... غير محسوبا بدقة ... لما يمكن ان تكون عليه النتائج من زيادة عوامل اضعاف نتنياهو وخسارته للانتخابات ... وهنا يكمن الخطر الشديد ان يتصرف نتنياهو باعتباره مغادرا للحكم ... وليس مستمرا !!! بالحالتين بقاء نتنياهو او مغادرته ووصول منافسه القوي غانيتس لموقع رئاسة الحكومة الجديدة ... لن يبعد حرب عدوانية رابعة بقدر ما يمكن ان يحدثه من توقيت مختلف ومساحة فعل مغايرة .
فالمغادر يريد ان يثبت قدرته على اعادة هيبة الجيش الاسرائيلي ... والقادم سيؤكد ان بيده حل مشكلة غزة وسيقوم بعمل اللازم ... أي ان كلا من القادم والمغادر بالانتخابات الاسرائيلية سيعمل وفق مصلحة اسرائيل وجيشها .
لكن الاهم من كل ذلك يتعلق بنقطتين اساسيتين :-
الاولى :- ان نسمع لمصر ونصائحها وان نعمل على الخروج من دائرة التهديد المستمر في ظل ما نعاني من ازمات وظروف غاية بالصعوبة .
ثانيا :- ان نعيد لأنفسنا ما افتقدنا من وحدة داخلية ومن تماسك قد يكون الرادع الوحيد في ظل تهديدات لم تتوقف واهمية اتمام المصالحة وانهاء الانقسام ... فربما نكون بذلك قد اخترنا الطريق الصحيح ... واستمعنا الى الصديق الوفي لنا .
الكاتب : وفيق زنداح