دول عربية تدخلت لوقف تحويل " دحلان " للقضاء وعباس يرضخ للضغوطات

 

اخبار البلد : علمت الجزيرة نت من مصادر قيادية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أن زعيم الحركة ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرر تأجيل إحالة ملفات النائب والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان إلى القضاء والنائب العام الفلسطيني.

وقالت المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها إن دولاً عربية لم يسمها توسطت لدى عباس بغية عدم نقل الملف إلى القضاء والنائب العام الفلسطيني وتأجيل بحث حل القضية إلى أجل لاحق.

وأشارت المصادر إلى أن عباس استجاب للطلبات "الكريمة" من أشقائه العرب واستمع إلى نصائحهم في الملف، علماً أن قيادات أخرى في فتح وجهت نفس الطلب في وقت سابق لعباس لكنه رفض.

وذكرت المصادر أن هذه الدول أقنعت عباس مؤخراً بأن عليه الآن تهدئة الموقف من دحلان وفي مقابل إقناع دحلان بعدم كشف ما لديه على السلطة، وذلك انتظارا لمساع تبذلها لحل قضية الخلاف بين عباس ودحلان.

وكان الخلاف بين الرجلين وصل أشده عندما أعلن عباس واللجنة المركزية لفتح فصل دحلان وتجريده من مناصبه الرسمية وتوجيه ملفاته –السياسة والأمنية والمالية- إلى القضاء الفلسطيني والنائب العام ليبت فيها.

وكانت الجزيرة نت نشرت في 14 أغسطس/آب المنصرم أن عباس أمر بتشكل لجنة قضائية برئاسة النائب العام الفلسطيني للتحقيق قضائيا مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان.

وقالت المصادر إن محمود عباس أمر بتشكيل اللجنة من قضاة ومن النيابة العامة وفيها ممثل عن فتح لتبحث في كل قضية مرفوعة أو بها أدلة ضد دحلان، وأشارت إلى أنه سيحاسب على قضايا سياسية ومالية وأمنية وأخرى تتعلق بمحاولة الانقلاب على سلطة عباس في الضفة الغربية.

وكشفت أن عباس يبحث حاليا عبر اللجنة القضائية سحب الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها دحلان لتسهيل ملاحقته، مؤكدة وجود أطراف عربية تضغط على السلطة لمنع جلب دحلان للجنة ولطي صفحته.
 
وفي الأثناء وجه دحلان رسالة بمناسبة عيد الفطر المبارك عبر البريد الإلكتروني وأيضا عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر" ونشرتها وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا).
 
وقال دحلان الموجود حاليا في الخارج "يهمني هنا أن أوضح رغم الأزمة غير المبررة التي تمر بها حركتنا إلا أننا كلنا في فتح سنتجاوز الصعاب كما تجاوزناها في مرات عديدة سابقًا، وأنا أول المنضبطين في الحركة لقوانينها وأدبياتها وهيئاتها"، مؤكدًا على ضرورة تفويت الفرصة على الذين يصطادون في الماء العكر، الطامعين بالوهم ولو على جثة الحركة وانقاضها.

وأضاف "هنا أؤكد بأنني نأيت بنفسي ومنذ بداية المشكلة ورغم كل الإساءات التي صدرت بحقي عن الرد على مهاترات هنا وهناك, في الوقت الذي تستهدف فيه فتح من الداخل والخارج كحركة تحمل المشروع الوطني الفلسطيني والمطلوب رأس هذه الحركة للقضاء على القضية الوطنية برمتها وأخذها لسياقات غير التي انطلقت وتناضل من أجلها الأمر الذي يستوجب منا جميعًا توحيد الجهود لمواجهة كل محاولات النيل من حركتنا وتاريخها ونضالات أبنائها والمساس بمستقبلها".

ووجه دحلان في رسالته الشكر لكل "أبناء فتح والأحرار في وطننا الغالي الذين وقفوا في هذه الأزمة متسلحين بقناعتهم الوطنية ورافضين للجدل الدائر حول الموضوع الذي سيبقى قيد المتابعة حسب الأصول".

وأمل دحلان من أبناء الحركة (فتح) والمناضلين كافة التركيز على نقطتين هامتين وأساسيتين في هذه المرحلة دون الانجرار إلى "الجدل العقيم الدائر حول قضية أثق تماماً بأنها ستحل في إطار الحركة طال وقتها أو قصر".

وهما -بحسب ما نشر في رسالة دحلان- الوحدة الوطنية التي اعتبرها "إستراتيجيتنا وضمانتنا الأكيدة في مواجهة التحديات، وهي الطريق الوحيدة الواحدة لخلاصنا من الاحتلال وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف" ثم التركيز الجدي على استحقاق أيلول الهادف لنيل الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة والذي يتطلب توحيد الجهود وتكثيف الجهود والتسلح بالوحدة الوطنية.