موقف ملكي مقدر علّه يحرج البعض



إلغاء الملك عبد الله الثاني زيارته لدولة رومانيا بعد أن أعلنت رئيسة وزراء الأخيرة نية حكوماتها نقل سفارة بلادها إلى القدس المحتلة قرار حكيم وشجاع.
إعلان رئيسة الوزراء جاء خلال لقاء لها مع أعضاء من اللوبي الصهيوني في أمريكا (ايباك)، وكانت سعيدة وهي تعلن ذلك، وكأنها تقدم هدية لأعضاء اللوبي كي لا ينسوها عند السيد ترامب!!
لكن الرئيس الروماني استشاط غضبا، وقال إنه لن يوافق على نقل السفارة، «والدستور الروماني يمنحني السلطة لذلك».
قرار الملك إلغاء الزيارة التي كانت معدة سلفا جاء في وقت مناسب جدا؛ إذ لا بد لبوخارست أن تفهم أن لقرارها ذلك تبعات، وأن اللوبي الصهيوني وإدارة ترامب ليسا وحدهما من يجب أن تقدم لهما الهدايا، فهناك دول أخرى يجب التفكير في مصالحها عند اتخاذ قرار بهذا الحجم.
تبع الموقف الملكي الشجاع موقف الفعاليات الاقتصادية التي ألغت هي الأخرى فعاليات كانت تنوي القيام بها في رومانيا.
صحيح أن الأردن لا يملك اقتصادا قويا يمكن أن يؤثر في اقتصاد رومانيا، لكن وزن الأردن فيما يتعلق بالقدس يفوق حجم مساحته وحجم اقتصاده، ولا بد أن الرسالة وصلت إلى بوخارست في قلب أوروبا، لكننا نتمنى أن تصل إلى أشقائنا الذين يملكون المساحات الكبيرة والاقتصادات الضخمة!!
الأردن لا يزاود على أحد في ملف القدس، ومعروف عنه دبلوماسيته الهادئة والناعمة جدا، إلى درجة أنها تغيظ الشعب أحيانا، إلا أن التطورات المتسارعة جعلته يخشن من دبلوماسيته قليلاً.