الانتخابات الإسرائيلية الأكثر تطرفاً.. كما تكشفها ريشة لطوف



أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة التي يقدم فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه بوصفه مديرا للحملة الانتخابية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ويواصل ترامب تقديم "الهدايا" لنتنياهو لضمان إعادة انتخابه بأغلبية بوصفه جزءا من تحالف المحافظين الجدد والإنجيليين الزائفين، ومن بين هذه "الهدايا" كان الاعتراف بالقدس العربية "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة وإلغاء حق العودة وصفة اللاجئ عن الفلسطينيين، ورفع الدعم عن "أونروا"، وآخر "الهدايا" كان اعترافه بسيادة دولة الاحتلال على الجولان العربي السوري المحتل.
رسام الكاريكاتير والسياسي البرازيلي من أصول لبنانية كارلوس لطّوف المعروف بشجاعته وصراحته وقوة رسوماته، والذي يشكل مصدر إزعاج للمؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، يهتم في جميع أعماله بمجموعة واسعة من الموضوعات الدولية والإنسانية، بما في ذلك مناهضة العولمة، ومناهضة الرأسمالية، ومناهضة الولايات المتحدة والتدخل العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان وأمريكا اللاتينة وغيرها.
لكن الموضوع المفضل له في الرسم هو تصويره الذكي للصراع العربي الإسرائيلي، وقد وصف لطّوف نفسه عمله هذا بـ"المثير للجدل".
ينشر لطوف في الغالب معظم أعماله بنفسه على مواقع الإعلام المستقل "Indymedia "والمدونات الخاصة وبعض وسائل الإعلام العربية وفي البرازيل.
يرتبط عدد كبير من رسوم لطوف بفلسطين التي أصبحت ركنا أساسا في رسوماته بعد أن زار المنطقة في أواخر عام 1990.
في سلسلة "كلنا فلسطينيون" ظهرت العديد من الجماعات المضطهدة الشهيرة، بما في ذلك اليهود في "غيتو وارسو"، و"السود من جنوب إفريقيا" خلال الفصل العنصري، و"الأمريكيين الأصليين"، و"التبتيين" في الصين، قائلين "أنا فلسطيني" وذلك في محاولة منه لتوضيح أن معاناة الفلسطينيين هي نفس معاناة المضطهدين في جميع أنحاء العالم عبر التاريخ.
من هنا تتهمه عدة جماعات ومنظمات يهودية بمعادة السامية، ورفعت عليه أكثر من قضية، لكن لطّوف يرد على جميع هذه المزاعم بقوله: "رسومي لا تركز على اليهود أو على اليهودية. تركيزي هو على إسرائيل ككيان سياسي، كحكومة، على كون قواتها المسلحة تابعة للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وتركز خاصة على السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. يحدث أن اليهود الإسرائيليين هم من يظلمون الفلسطينيين. إن الذين يحطون من قدري يقولون إن استخدام ماجن دافيد "نجمة إسرائيل" في رسومي المتعلقة بإسرائيل هو دليل لا يدحض على معاداة السامية، إلا أنه ليس خطئي إذا اختارت إسرائيل رمز مقدسا ذا دوافع دينية كرمز قومي لها، مثل شمعدان الكنيست أو نجمة داود في آلات قتل مثل F - 16 طائرة".
لطّوف لا يمانع في إعادة نشر رسوماته في أي وسيلة إعلام، في هذه الباقة يقدم لنا لطّوف رؤية مختلفة للانتخابات الإسرائيلية القادمة فيها الكثير من الغضب حين يكون الفلسطينيون مجرد لعبة في هذه الانتخابات التي يتنافس فيها اليمين المتطرف مع نفسه.