الملك يرفع الدوز



تقرر رومانيا نقل سفارتها الى القدس، فيعلن الديوان الملكي الاردني إلغاء زيارة للملك كان سيقوم بها رسميا الى بوخارست امس الاثنين، احتجاجا على الاجراء الروماني.
واضح ان الاردن قلق، صلب وحساس، تجاه موضوع القدس وفلسطين، فالخطوة الملكية بإلغاء الزيارة تهدف الى توجيه رسالة واضحة بأننا نرفض التلاعب بدورنا وهويتنا ومستقبلنا.
موقف الدولة والملك لا شك في وضوحهما، فهناك تصميم على رفض المساس بدورنا في القدس، كما اننا نرفض اية حلول تبدد الحقوق الوطنية الفلسطينية وتحاول اقحامنا في أدوار تمس أمننا الوطني والاجتماعي.
الملك في الآونة الاخيرة «رفع الدوز»، صارح الناس، تحدث عن ضغوط يتعرض لها، وها هو يلغي زارته لرومانيا التي «تترأس الاتحاد الاوروبي» بسبب نقلها سفارتها للقدس.
اذًا هناك مجسات في الدولة تستشعر الخطر، وترى انه قريب من مجالنا، لذلك بدأت تخرج زفرات وعبارات تعبر عن القلق والصلابة وما تحمله قادم الايام.
لذلك علينا جميعا، جمهورا وقوى سياسية، ان نفهم الرسالة، وان نتصرف بناء عليها، فالبلد في وضع لا يحتمل المزيد من المزايدات ومن الاسفاف، سواء من السلطات أم من القوى السياسية والشعبية.
بالمقابل، على الدولة الاردنية الانتقال من استراتيجية التذمر وارسال الرسائل الى مرحلة وضخ خطة، فمهما ضاقت الخيارات لابد من «بنية استراتيجية» تحاول مواجهة القادم والتقليل من تداعياته.
علينا جمعا ان ندرك ان تمرير ما يحاك في واشنطن «صفقة القرن» ستكون كلفته اكبر بكثير من مقاومة الامر ورفض كل الصيغ التي تمس الاردن وفلسطين كيانا وهوية ودولة.
لا خيار لنا الا بالصمود، انه سلاحنا الوحيد، وهذا الصمود، يحتاج الى ان نتوحد معاً في مواجهة الخطر الذي بات على مرمى عصا من كل ثوابتنا.
نحن والفلسطينيون منكشفون استراتيجيا، وقد نبدو الاضعف في الحلقة، لكننا في المقابل نملك خلط الاوراق، ونملك ارادة الحياة من خلال رفض كل التصفيات التي تستهدف وجودنا وأمننا وكياناتنا.
في الخواتيم، نفهم ان الملك غاضب يتحسس الخطر، ويرسل الرسائل للداخل والخارج، وهذا يعطينا دفقة أمل اننا سنرفض وسنقاوم الخطط التي تمس حياتنا ومستقبل أبناءنا.