الابناء الضالون في الخليج العربي (البحرين مثالا)
الأبناء الضالون في الخليج العربي
(البحرين مثالا)
لا يمكننا الركون الى الهدوء الحذر الذي يسود في البحرين الآن واعتباره مدخلا للاستقرار النهائي المطلوب، ولا يمكننا تجاهل الخوف الكامن في قلوب الجميع وكلا على طريقته في البحرين، فالمخرجات الناعمة الملمس والمسمومة التكوين والتي تنهمر من أبواق الظلام أصحاب مشروع إدامة الفوضى في البحرين تنذر بأيام قادمة قاتمة إن لم يدركها البحرين الآن..
حتى بعد قيام المملكة وبقيادة جلالة الملك حمد باستخدام أقصى درجات الحكمة وأعلى درجات التسامح، وحتى بعد تحقيق جميع المطالب من إصلاحات سياسية والدعم الاقتصادي المستمر واللجوء للحوار الوطني لقراءة المطالب الشعبية المقبولة للمنطق وجميع فئات الشعب البحريني، ورغم إنهاء حالة السلامة الوطنية وتشكيل لجان تحقيق مستقلة وانتخابات تكميلية لمليء الفراغ السياسي ودعوة الجميع للمشاركة فيه.. فلم يزل التشكيك والتعجيز والضبابية هي عناوين الموقف لبعض المتمترسين خلف عباءة السادة أصحاب نظرية ولاية ( الفقيه).
فالحذر هو سيد الموقف المفروض والمفترض تعميمه على كامل البحرين لحين إزالة كل مفردات الضلال من شوارع المنامة وحواريها، والبقاء في موقع المشاهدة والحيرة في انتظار الخطوة التالية التي يتوقعها المتحسسون أمثالي هي خطوة ربما تأخذ البحرين نحو الفوضى مرة أخرى، فرغم الاندفاع الحكومي والشعبي المتسارع نحو التصالح الغير مشروط حتى بالاعتذار من المسيئين للوحدة والبحرين حكومة وشعبا ما زلنا نجد في الجو العام بعضا من العيون الحمراء والألسنة الصفراء والقلوب السوداء.
ما زالت هناك مجموعة تتبع مشروعا بشعا اتخذت البحرين هدفا تصويبيا لها فامتهنت الإساءات والخطب التعجيزية الالتفافية والمسيئة للعقل البشري على منابر الخطابات وحتى حين قابلتها القيادة في البحرين بحكمة وشمولية الاحتضان الوطني الذي أنتج عفوا يتلو عفوا للمساجين المدانين خلال الأحداث المؤسفة في البحرين.
كذلك أبقت هذه المجموعة على لهيب تسخين الساحات والحارات بحجة القمع والفصل وخلافه من الكلمات الرنانة في حين تعاملت الحكومة بمرونة منقطعة النظير بالمسوغات القانونية الملزمة بالفصل التأديبي لكل المتطاولين على مراكزهم ووظائفهم وقامت بإعادتهم رغم تجاوزاتهم القاسية بحق الوطن والوظيفة المؤتمنين عليها أمام الله وشعبهم.. فمحاولات استيعاب الابن الضال من الحكومة والشعب البحريني المسالم بطبعه أصبحت يومية أمام محاولات تطنيش وإيغال في الدلال من قبل أبناء الضلال في البحرين .
ومما يثير العجب فينا أن كل هذا الدلال بل هذا التعجيز والإمعان في استنبات الاصطدام من (الابن الضال) استمر وزاد تمغّطه على البحرين حكومة وشعبا ولم (تنكسر عينه) خجلا حتى بعد ثبوت المرجعية الإبليسية في مشروع الخراب الذي أفشله البحرين بعد كشف وإفراغ الكيان الدخيل من محركاته الخبيثة.
عاش الجميع خلال الثلاثة أشهر الماضية حيزا زمنيا من الاستقرار بعد الفوضى مما ساعد الشعب والحكومة على إعادة التفكير وتحليل الأحداث ومسبباتها ومن خلال رؤية ومراقبة مجريات الفعل ورد الفعل ومراقبة الأطراف المتدخلة في عملية الاستقرار في البحرين..ليجد معظمنا أن الاستقرار الشامل في البحرين قد وقع وما زال تحت رحمة مزاج جمعيات وتحزبات لا تملك حتى قرار إغلاق أو فتح شباك في مكاتبها دون العودة الى ولاة أمرها في طهران والضاحية الجنوبية.
علينا هنا أن نكون أكثر وعيا وتحسسا لكل المجريات المحتملة في شوارع المنامة وضواحيها في الأيام القادمة فقد صمّت الآذان دعوات الخراب من غربان الداخل من (المشيمعيين) والوفاقيين وفتّاوة جهنم.. ومن الخارج من أمثال سعيد الشهابي والصبي العراقي مقتدى الصدر الذي وصل خياله به لتهديد المملكة العربية السعودية بعدما وضع انفه في خدمة (قداسة) عيسى قاسم البحريني الجنسية..!.
وعلى الحكومة البحرينية أن نكون أكثر دقة أو أكثر حزما استعدادا للمرحلة القادمة حتى لا تكون البلاد ضحية محتملة لمراهقات عقائدية غريبة لمجموعة من أبناء الشعب البحريني لا يتجاوز نسبتهم نسبة ابنا عاق في بيت يحتوي على العديد من الأبناء المخلصين لهذا البيت، هذا الابن الضال آثر برهن قراره وإرادته لخارج البيت العربي وأخذ على عاتقه التخلص من رب الأسرة (لا سمح الله) وهدم البيت على رؤوس أصحابه وجعله غرفة ملحقة بالجحيم.
ونجد لزاما علينا أن نحذر الجميع من التصاعد المبرمج للتحشيد والصادر من مراكز الخراب في البحرين وخارجه والتي تتمثل في جمعيات الرهن الشعبي للخارج والكيانات الغارقة في الوحل الإيراني، حيث الأوامر تفرض فرضا عقائديا على أتباعها بالتمرد والعصيان.. ويتم الفتوى والتنظير بضرورة الخراب مستمر..
في البحرين أصبح التحشيد والدس يتم بواسطة شخصيات يتم تلميعها وإعطاءها القدسية من الداخل والخارج من أتباع المشروع الفارسي وذلك لإنتاج المشاريع البشرية الضالة والمسلوبة الإرادة التي لا تسكتها مبادرات الإحسان ولا تقنعها عدالة الأرض ولا حتى السماء، فعملية غسل الأدمغة ورهنها مستمرة وقائمة لتشكيل صورة الابن الضال الذي لا يملك من قراره شيئا ولن يقبل بوطنه إلا محافظة لها الرقم(14) وتحت ظل خرافي لن يدوم ظله.
وحين تستمع الى ( السادة المقدسين) أصحاب مشروع الغسل المستمر للأدمغة الغضة نجد استخداما مفرطا ومراوغا للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة والضعيفة والدخيلة والأمثلة التاريخية التي تجعلك ترى دماء الحسين الطاهرة (رضي الله عنه) قد تناثرت على قميصك.. وتظن أن حكومة البحرين هي من قامت بحرب الجمل..!! وحين العودة الى العقل قليلا تجد أن بعض هذه الشخصيات (المقدسة) الرابضة في مآتم وساحات التحريض ما كان لها أن تكون أكثر من ميكانيكي في ورشة سيارات.. هذا لو استقامت أو حتى لو طارت..
جملة معترضة:
كل عام والعالم العربي والإسلامي بألف خير،
وللمراهنين بعودة الأبناء الضالين في ربوع الخليج العربي بالمبادرات الحنونة الى حضن الوطن الدافئ .. نذكر بهذا البيت من الشعر العربي:
لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي..
أو ربما (لا حياء لمن تنادي).. فعقولهم وضمائرهم قد تم مقايضتهما بمفاتيح قيل لهم أنها تفتح باب الجنة بلا حساب ولا عقل.
جرير خلف