منتهى أول أردنية عربية تفوز بعضوية مجلس بلدي في إيطاليا
استبشرت الجالية الأردنية والعربية المقيمة في ايطاليا خيرا، باحتلال أول امرأة عربية في تاريخ ايطاليا المعاصر خلال حزيران (يونيو) الماضي مقعدا في المجلس البلدي بمدينة سان جاليانو التابعة لمحافظة ميلان.
الأردنية منتهى الوحشة (44 عاما)، مقيمة في ايطاليا ومتزوجة من رجل الاعمال الاردني محمد القضاة منذ 20 عاما، تمكنت من تحقيق حلمها بالدخول الى مجلس بلدية سان جاليانو لتقدم يد العون والمساعدة لمحتاجيها، بينت أن 12 شخصا فازوا في الانتخابات منهم 5 نساء من اصل 24 مرشحا.
وتقول الوحشه في حوار مع "الغد"، إن "هذا الحدث غريب إلى حد ما في الأوساط السياسية، حيث هذه هي المرة الاولى التي تدخل فيها سيدة عربية الى المجلس البلدي على مستوى ايطاليا، لذا فإن معظم الصحف المحلية كتبت عن هذا الخبر لعدة ايام".
وتضيف إنها كانت تحضر اجتماعات الحزب الديمقراطي دوريا كعضوة فيه، ما جعلها أكثر إدراكا ووعيا حيال المواضيع والمشاكل التي تؤرق منطقتها، وهذا دفعها الى خوض تجربة الانتخابات.
وأشارت الى ان الحزب الديمقراطي من اكبر الأحزاب الايطالية - في المرتبة الثانية - بعد حزب برلوسكوني الحاكم، لافتة إلى أنه حقق انتصارات كبيرة في معظم المدن الايطالية، ويهيئ نفسه الآن للانتخابات العامة بعد سنة ضد حزب برلوسكوني الحاكم.
وتضيف الوحشة، "هنا نحن ايطاليون متساوون في الحقوق والواجبات، بالرغم من اختلاف الدين والأصول، لكن تلك الفوارق ليس لها أي معنى في حياتنا"، مشيرة الى أن زوجها وأبناءها قدموا لها الدعم والعون لتحقيق حلمها، وساعدوها في حملتها الانتخابية، وكانوا يوزعون المنشورات لأصدقائهم ومعارفهم، "فحملني ذلك مسؤولية إضافية، لأكون عند حسن الظن".
وتقول "فوزي في الانتخابات يعني لي ولأسرتي الكثير، لأنني أول عربية مسلمة تفوز فيها، ما ألقى على عاتقي مسؤولية كبيرة وهي تغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين في ايطاليا على الاقل".
وتبين الوحشة التي تعود جذورها الى مدينة عجلون، إنها خلال إقامتها في الأردن وقبل زواجها، شاركت في أعمال تطوعية، كونها تحمل دبلوما في لغة الإشارة، ما ساعدها في عملها التطوعي، مبينة أن حب الخير والمساعدة دفعاها الى دراسة لغة الإشارة في ايطاليا.
وأوضحت انها تسعى في المجلس الى انشاء مقبرة اسلامية ومكتبة عربية وبناء مسجد في البلدة، لافتة الى ان عدد العرب المقيمين في ايطاليا يبلغ 14.750 حسب احصائية لمجلس البلدية في 2009.
وتبين انها استطاعت التنسيق بين عملها ومنزلها، "ولم يكن هذا ليتم لولا جهود زوجها وابنائها في تحمل اعباء المنزل، مشيرة الى أنها تلقت رسالة تهنئة بفوزها من السفارة الأردنية في ايطاليا، الأمر الذي أسعدني لانني امثل الاردن في الخارج".
وتقول ان زوجها كان يدرس اللغة الايطالية للأجانب في السنوات الست الماضية، ما أتاح لنا فرصة تشكيل لقاءات ثقافية بين الايطاليين والمسلمين للتحاور عن الثقافة الإسلامية والمسيحية في ايطاليا.
يشار الى ان مدينة سان جوليانو تبعد نحو4 كم عن مدينة ميلانو في ايطاليا، ويبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة