إعلان المجلس الانتقالي السوري من انقره ضربة للتحركات القطرية الاخيرة!!
إعلان المجلس الانتقالي السوري من انقره ضربة للتحركات القطرية الاخيرة!!
بقلم محمد سليمان الخوالده
إعلان تأسيس المجلس الانتقالي السوري من انقرة كان بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل التي فاجأت الاوساط السياسية والمراقبين وحتى بعض رموز المعارضة السورية التي ورد اسمها في بيان التأسيس، او التي لم يرد اسمها على حد سواء ، والتي بررها البعض على انها تسابق بين اطراف المعارضة السورية على اعلان المجلس الانتقالي السوري والبعض الاخر رأى انه سوف يكون له تداعيات سلبية على حراك الثورة السورية وان مثل هذه الخطوة كان هدفها اضعاف الحراك الشعبي السوري وتوليد انقسامات داخل المعارضة السورية بهدف تشتيت زخمها، خدمة للنظام السوري .
حقيقة هذه الخطوة المفاجئة كانت ردة فعل تركية هدفها خلط الاوراق وقطع الطريق على التحرك القطري الاخير ، الذي بدأ بزيارة وزير خارجية قطر للرياض اولا وانتهي بزيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لطهران ولقائه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ليعرض عليه فتح صفحة جديدة من التقارب والهدوء بين الرياض وطهران اولا ولعرض بعض التفاهمات على طهران حول عملية الإصلاح في سوريا، لتنقلها لدمشق ،مع استعداد قطر لتعلب دور الوسيط بين دمشق وواشنطن بشرط أن يقبل الرئيس الأسد مشاركة بعض المجموعات السورية العلمانية والإسلامية المعتدلة والاصلاحيين الجدد(توجه ليبرالي) وبعض المستقلين،مدعومة من دولة قطر كأطراف شريكة في الحكم وهذه الاطراف مقبولة نوعا ما للنظام الايراني والسوري ، بعدما وصلت قطر وواشنطن واطراف اخرى لقناعة مفادها ان النظام السوري مازال متماسكا وقويا وان اسقاط النظام له تكلفة كبيرة وكارثيه على المنطقة بالمجمل.
وهنا لاحظت أنقره ان قطر في تحركاتها الاخيرة تريد توجيه ضربة لها من خلال حلف جديد اطرافه (واشنطن، الرياض، الدوحة، وطهران) ويبدو ان جملة من التفاهمات تم الاتفاق عليها مبدئيا بعلم واشنطن ،شملت ملفات (العراق والبحرين وسوريا و..) ،وان المشروع القطري في طريقه للتنفيذ ، خصوصا أن الطرح التركي (الذي اراد فرض مشاركة اطراف اسلاميه من جبهة الاخوان ومعتدلين كشركاء في الحكم السوري من خلال تحالف المحورالسابق ( التركي –السعودي -واشنطن اضافة الى الاردن التي انضمت الى هذا المحور لاحقا وبالتنسيق مع الرياض) ، لاقى رفضا قاطعا من النظام السوري وبالطبع رفضا ايرانيا وربما اسرائيلا .
هنا شعرت انقره انها لا بد من التحرك وخلط الاوراق فتركيا دولة محورية وقوية وهي عضو رئيسي في حلف الأطلسي (الناتو) ، فقامت بالسماح باعلان تاسيس مجلس انتقالي سوري من أنقره يضم مجموعة من الاسماء التي تبنتها الدوحة اصلا، اضافة الى مجموعات يسارية واسلامية يكاد يكون رفضها غير مبرر، فاجأ الجميع وبذلك حققت ضربة للتحرك القطري الاخير، وفيها رساله مبطنة لواشنطن انها حاضرة وانها مستعدة للاستجابة مع التخوف الايراني والسوري والاسرائيلي.
فتركيا فرضت أوراقها على حلف الناتو في التدخل الليبي، وهي قادرة على فرض اوراقها على اي ترتيب لسوريا الجديدة، عنوانه اصلاح النظام وليس اسقاطه .
Drkmal_38@yahoo.com