هل خَسِرت المُعارضَةَ السودانية أمام... نظام البشير؟

فیما تتراجع انباء ِ الحراك الجماھیري السوداني في وسائل الاعلام الاقلیمیة والدولیة، ُ م ِ فسحة المجال أمام الحدث الجزائري ِ المتلاحقة وتائِره واحتمالاتھ, والتي قد یترتّب علیھا مشھد جزائري جدید ِ ومختلف, بتداعیات إقلیمیة یصعب ّ التكھ ُ ن بھا، تبدو قوى المعارضة السودانیة وكأنھا تُغیّر جدول أعمالھا المضطرب, الذي یعكس ضمن امور اخرى، حجم وعمق الخلافات ُ المستَ ِعرة بینھا، وھو ما سیتجلّى الیوم الاثنین, في «المؤتمر» الذي تعقده بعض ھذه القوى في العاصمة الفرنسیة باریس، قیل في تفسیر أسبابھ ومبرراتھ: انھ «لمناقشة تنسیق قوى المعارضة لدعم الاحتجاجات في السودان، فضلاً عن ُ التواصل مع ُ الم َجتم ْعین .«الإقلیمي والدولي في شأن دعم الحراك عبارات عمومیة ُ وملتبسة بل غیر ُ مقنِعة، اذا ما علمنا ان المؤتمر العتید الذي یُ ِ قاطعھ ّ تجمع المھنیین السودانیین, وھو القوة الأبرز والأكثر تأثیراً من معظم الاحزاب والقوى التقلیدیة السودانیة, التي أدار الجمھور السوداني ظھره لھا، بعد ثبوت عجزھا ِ الواضح في التعاطي مع استحقاقات مرحلة المواجھة ِ الراھنة وغیر المسبوقة طوال ثلاثة عقود مع نظام البشیر، الذي استولى على السلطة في حزیران من العام 1989 بانقلاب عسكري. ھذا المؤتمر یُعقَد تحت رعایة «ھیئة .«أمیركیة غیر حكومیة، لبحث حلول سیاسیة واقتصادیة للإحتجاجات التي یشھدھا السودان رعایة امیركیة لمؤتمر یحضره بعض قوى المعارضة السودانیة في العاصمة الفرنسیة، ویقاطعھ ّ تجمع المھنیین نة وھي إسقاط النظام الحاكم. نحن إذاً أمام معادلة غریبة جرى تركیبھا على السودانیین الذي ّ أكد ّ تمسكھ برؤیتھ ُ المعلَ عجل، ویبدو ان المنخرطین فیھا في حال ارتباك واضحة, بعد ان اختاروا (أو َ إختار ُتھم) واشنطن لرعایة مؤتمر ھزیل وغیر ُ م ّخول, لن یخرج بنتائج ُ مؤثرة في الحراك الشعبي، الذي یزداد زخما بعد ان وصلت الامور بینھ والنظام, الذي أعلن حال الطوارئ ّ وشكل حكومة شبھ عسكریة ومن لون واحد، الى مرحلة اللاعودة. ناھیك عن ان دور الاحزاب ُ الم ِشاركة في مؤتمر «باریس» وتأثیرھا ُ (م ِجتمعة) في الحراك الشعبي، یكاد لا یساوي الأثر الفاعل والحیوي ّ لتجمع المھنیین السودانیین, الذي جاء من خارج إطار الاحزاب التقلیدیة ُ ووِلدَ بالفعل من رحم جمھوره وإصرار اعضائھ، الذین خبِروا عقم وعجز احزاب َ المعارضة ِ الھرمة على اختلاف ّ توجھاتِھا ومرجعیاتِھا، وخصوصاً ضعفھا ِ فض إلى واستعدادھا للتجاوب مع «عروض» النظام الحاكم، ِ بمنحھا حقیبة وزاریة او الدخول معھا في حوارات لم تُ نتیجة تُذكر طوال العقود الثلاثة الماضیة, وخصوصا الازمات الافقیة والعامودیة التي عصفَت بالسودان َ وأفضت بھ الى وضعھ البائس الراھن, مع سلسلة لا تنتھي من الانھیارات الاقتصادیة والاجتماعیة والمعیشیة والخدماتیة، وفقدان . ِ السیولة النقدیة والمواد الأساسیة وارتفاع نِ ّ سب التضخم والبطالة والفقر مؤتمر باریس الامیركي ِ الف َكرة والتمویل، لن یخرج بأي نتائج ُ مقنِعَة لجماھیر ِ الحراك ِ الغاضبة ُ والم ّصمِمة، َ وسیخسر.. ٍر ومقموع, یرى ان میادین الخرطوم الذین انخرطوا في جلساتھ العقیمة‘ ما تبقّى من صدقیتھم امام جمھور ُ مفقّ محمد خروب وساحات المدن السودانیة الاخرى، ولیس فنادق باریس وأروقتِھا، ھي التي ِّ تقرر مستقبل ِ الحراك الجماھیري السوداني ِ العارم، في الوقت ذاتھ الذي ِ سیواصل فیھ نظام البشیر َ نھجھ المعروف, في شراء الوقت ومحاولة تعویم نفسھ. على یتو ّھم أركانھ – إدخال ِ الحراك الشعبي في مرحلة الإنھاك، ُ م ِوظفاً في ذلك انقسامات َ المعارضة َ نحو یأمل – او ھكذا . ّ وصراعاتھا الأنانیة المعروفة للتھر ِ ب من الوفاء بوعود أطلقھا في لحظة ضعف, بات یشعر أنھ قادر على تجاوزھا