بلياردو في حمام عائشة القذافي... ومسيحيون في ليلة الإستبشار بسقوط بشار ..والأردن له حصة في مسلسلات 'الأكشن'
اخبار البلد : بسام بدارين
لماذا تحتاج إمرأة لطاولة بلياردو في الحمام ؟... سؤال محير وجهته لي شقيقتي التي لا تعرف شيئا عن السياسة والإعلام مباشرة بعد جولة بصرية لها مع كاميرا الجزيرة التي خصصت عدة دقائق بث مكررة لحمام السيدة عائشة القذافي في طرابلس بعدما طهرته الثورة وطردت أصحابه.
... فعلا .. نفهم أن الإنسان الطبيعي والثري والباحث عن الفخامة يمكن ان يضع جهازا صوتيا في الحمام او باقة مجلات أو حتى أقراصا مدمجة لموسيقى.. أما بلياردو فهذه صرعة وفكرة جديدة.. عموما أحد: الأصدقاء وهو صحفي مخضرم عرض على ثوار ليبيا خدماته المجانية لمدة عام مقابل شرط واحد السماح له بالإقامة في حمام السيدة عائشة القذافي!
الصور التي رآها الرجل ويتسلى بها الإعلام العربي هذه الأيام مثيرة للدهشة خصوصا وان الرأي العام العربي كان يصدق فعلا بأن القذافي يعيش في خيمة ويجبر أم العيال على الإقامة وفقا لما تتطلبه مكرهات المعيشة في خيمة.
وما أذكره أن بلدية العاصمة عمان انشغلت ثلاثة أيام قبل سنوات بتحديد الساحة المناسبة التي تصلح لإقامة مقر استضافة القذافي وبعد اختيار المقر قرر الرجل بنفسه تغييره ووضع خيمته وجماله وحرسه النسائي في الساحة الفارغة أمام مكاتب البلدية ثم طلب الرجل طلبا غريبا بعد نصب الخيمة العملاقة: إحضروا لخيمتي 200 شاعر أردني.
.طبعا تدبر القوم بعض الشعراء من الدرجة الخامسة وحشروا في الخيمة عشرات الموهوبين وتمت الإستعانة بأشخاص كتبوا شعرا لمرة واحدة في حصة الإنشاء وهم في الخامس الإبتدائي.
.. بعد ذلك ترك القذافي خيمته الفارهة وطلب زيارة أحد مخيمات اللاجئين في عمان ثم زيارة ضاحية راقية فزار حيا راقيا يدعي {عبدون} فتراجع في اليوم التالي عن دعم مشروع الديسي المائي كما وعد الأردنيين وقال لهم: من يبني هذه القصور والفلل في عبدون ليس فقيرا.
حماة سيف الإسلام
والحقيقة الكلام عن القذافي كثير ويحتاج لأطنان من الكتب خصوصا هذه الأيام بعدما إنتهى الرجل لكني شخصيا أثارتني لقطة محددة وردت على شاشة تلفزيون 'العربية' في الليلة التي قرر فيها نجل العقيد سيف الإسلام أنه ما زال على قيد الحياة ولم يعتقل واللقطة تتعلق بإمرأة واحدة سوداء البشرة وقفت ترقص بجنون وسط عدد محدود من رجال سيف الإسلام القذافي وهي تقول بهستيريا: ألله .. معمر .. ليبيا وبس.
وسر دهشتي أن هذه المرأة كانت وحيدة تماما وسط الرجال تتقافز بفرح وهوس حتى دون أن ينتبه لها أحد فهي تظهر في زاوية الكاميرا.. لماذا تفعل ذلك خصوصا بعدما سقط النظام ؟.. وكيف تمكن نجل القذافي أو أعوانه من تجنيدها لهذه المهمة ؟... السؤال الأهم : من أين يأتي الديكتاتوريون العرب بكل هؤلاء ممن يرقصون على الجراح ويخرجون للساحات للتغني بهم؟
ومن الواضح أن أحدا لن يعتب على هذه المرأة المتقافزة أمام الكاميرا إذا لم تفعل وأغلب الظن أنها لو جلست وصمتت ولم تختلط بالرجال بهذه الطريقة الإستعراضية لما إنتبه أحد لعدم وجود إمرأة في المشهد تطبيقا لمعايير الجندر.
وأقل ما يفترضه المرء عن مشاهدة لقطة من هذا النوع هو أن هذه المرأة هي خالة القذافي أو حماة سيف الإسلام بمعنى أنها من {عظام الرقبة} ولها مصلحة بترديد الشعار البائس الذي {يؤله} القذاقي او يضعه بمرتبة تالية بعد ألله وليبيا الوطن لكن سحنة المرأة 'وكشة' شعرها وملابسها الفوضوية توحي بأنها ليست من العائلة الكريمة.
ونفس السحنة تدلنا على أنها ليست مستثمرة إفريقية عملاقة لها مصلحة ببقاء القذافي.. لماذا إذا تكرر المشهد الأبله الذي فرضته علينا الفضائيات العربية وتحديدا فضائية اليمن منذ سقط نظام بن علي حيث يتقافز أشخاص بحماس زائف وواضح على كادر الشاشة أمام الكاميرا؟.
هؤلاء وأمثالهم للأسف يضعون الزعيم دوما بعد ألله مباشرة في هتافاتهم وقبل الوطن وهي خصلة تميز فقط زعاماتنا العربية ولا يحظى بها مثلا ساركوزي ولا أوباما المتحدر من اصول افريقية حيث تكتفي شعوب العالم المتحضر برفع علم او لافتة صغيرة والوقوف بصمت لتأييد حملة إنتخابية عامة بينما تجتاح الهستيريا شوارعنا وينفلق البعض في الشارع وهم يتراكضون ويصرخون شلتذكير المشاهد بالمصيبة القائمة أقصد الزعيم-.
ويمكن أن نضيف لهؤلاء المتحمسين الأوغاد، على حد تعبير راحلنا الساخر محمد طمليه، جحافل البلطجية والشبيحة وحشود تأليه الزعيم .. فعلا وقولا من أين يأتي زعماؤنا بكل هؤلاء؟.
زغرودة أردنية بإمتياز
لولولييييشش .. الكلمة الأخيرة زغرودة مقصودة لأني في حالة إحتفال فإسم بلادي ظهر مجددا في مسلسل أكشن أمريكي داخل حوار بين بطلين أحدهما الشرير والأخر المحقق المحترم .. إليكم التفاصيل لعلعكم تشعرون مثلي ببعض الإثارة:
المسلسل إسمه {هاواي أو فايف} تعرضه إم بي سي أكشن والبطل الرائد المحقق غاريت أطال ألله في عمره لإنه بصراحة {حليوة} وشقلباته وهو يطلق النار تذكرني بشبابي أيام الخدمة العسكرية فقد إكتشف المدرب أني وجاري المهندس أصبنا ثماني طلقات فقط من أصل 200 خلال إختبار الرماية .. المصيبة ان الإصابات التي سجلتها مع رفيقي في السلاح كانت على نفس اللوح.. يعني بإختصار أحدنا {أنا أو المهندس} كان يرمي على لوحة الأخر.
.. المهم صاحبنا غاريت يكلف بالتحقيق في ظروف مستشار أمني على صلة بجنرال من جمهوريات الموز التي ترتع وتلعب فيها بالعادة الإستخبارات الأمريكية .. تبين لاحقا أن القاتلة هي راقصة وعميلة سابقا للإستخبارات الأمريكية طبعا إسمها في المسلسل{ الشركة} وإسم القاتلة {الميكانيكية}.
.. يسأل المحقق صاحبي أحد المستشارين عن قصة الميكانيكية القاتلة فيجيبه بالعابرة التالية : يبدو أنها تعمل لحسابها الأن فقد إختفت عن الأنظار بعد عملية سيئة لها في الأردن.
.. تخيلوا ما أجمل ظهور إسم بلادي في هذه العبارة على شواطيء هاواي فالدول الكبرى لا تحظى بشرف ترديد إسمها في مسلسلات الأكشن الأمريكية التي يبدو في الواقع ان حكومة الرئيس معروف البخيت متأثرة بها بعد الإستقبال الحافل لخالد شاهين في المطار.
يعني بإختصار وعلى إفتراض ان العقدة الدرامية متسلسلة فعلا فعميلة الإستخبارات فشلت إحدى عملياتها في الأردن ... طبعا لا زلنا نتحدث عن المسلسل حتى لايفهمنا أحد غلط.
ولكي يعرف القاريء الكريم فعمل الأخت الميكانيكية التي فعصتها شاحنة عملاقة في النهاية هو إغواء وإغراء شخصية ما ثم الذهاب به وهو في حالة إشتعال بسبب حبة مجهولة تدسها بالشراب قد تكون من حبوب القذافي الشهيرة إلى إحدى غرف النوم وقبل التعمق في المسألة وأثناء عملية التعري تستل الميكانيكية من صدريتها خيطين رفيعين فتفتك بهما برقبة الضحية وتخنقه وتغادر.
هذا موت بخيطين من حرير صدرية إمرأة فاتنة تعمل جاسوسة أو ماكينة لتصفية الأجساد .. أليس نهاية مدهشة لأي رجل يمكن ان يقع في حبائل الست إياها؟.. بالنسبة لي أموت وأعرف من هو الشخص الذي أفلت من براثن هذه المرأة في الأردن عندما فشلت عمليتها ؟.. ما علينا شخصيا أفضل الرصاص عن الخنق إذا ما قرر الأمريكيون إغتيالي يوما ما لإني أكتب عن مسلسلاتهم لكن لا أريد مجموعة قتلة يجيدون الخنق كما فعل الموساد في دبي وكل ما أرغب به .. إمرأة لعوب ورصاصة.
لكن ما دامت الست القاتلة متخصصة بالقتل والتصفية الجسدية وقد فشلت عملية لها في الأردن.. من هو الأردني المقيم أو الزائر الذي أفلت من براثن هذه القاتلة؟... القائمة والخيارات في الواقع محصورة جدا.
والغريب ان الأردن ظهر ضمن عبارة قالتها ممثلة في مسلسل أمريكي آخر تحدث عن قاتل تدرب في سورية وأفغانستان والعراق ولبنان والأردن.. لاحظوا أني كمتابع شرس لمسلسلات الأكشن الأمريكية لم أسمع ولا مرة واحدة اسم السعودية أو قطر او البحرين وجميعها بلدان صديقة للغاية للعم سام وعلى الأغلب تشهد نشاطات إستخباراتية مفعمة بالحياة والروح .. لماذا يقتصر كتاب السيناريو على الإشارة للأردن والضفة الغربية فقط رغم ان الأردن لا ليس فيه تواجد عسكري أمريكي كما يحصل في بلدان عربية أخرى .. أليست تلك مفارقة؟.
الإستبشار بسقوط بشار
'ليلة الإستبشار بسقوط بشار' كانت ليلة مثيرة بامتياز أ شغلت صالونات عمان السياسية بعدما ظهرت تغطيتها بفضائيات مهمة من بينها أبو ظبي والجزيرة وحتى بي .بي . سي العربي فقد إحتشد ما لايقل عن 12 ألف مواطن أردني وسوري في ساحة ضيقة جدا مقابل مقر السفارة السورية في عمان التي أحاط بها المئات من حراس الأمن الأردنيون.
.. جميع هؤلاء توجهوا في ليلة القدر 27 رمضان بدعاء واحد وموحد هز أركان ضاحية عبدون الراقية في العاصمة عمان وطلبوا من ملك الملوك عز وجل أن يلبي أمنيتهم في الليلة التي نزل فيها القرآن والأمنية حصريا هي سقوط نظام الرئيس بشار والجلادين والجلاوزة{كما قال الخطيب} الذين يحكمون بإسمه ورؤيتهم جميعا مسحولين في الشوارع وأخذ أرواحهم أخذ عزيز مقتدر.
نساء وأطفال ومشايخ الأخوان المسلمين من الطرفين وعائلات وحتى شخصيات مسيحية دينية شاركت الخطيب بالدعاء إياه فقد ألقى الأب الدكتور عودة قواس خطابا فكانت ليلة قدر سياسية بإمتياز شهدتها عمان فيما يعرف الجميع بأن هذا الحشد وهو الأكبر الذي يظهر في شوارع عمان منذ سنين طويلة لم يكن من الممكن أن ينظم وينجح بهذه الطريقة لو أن السلطات الأردنية أرادت منعه فكل إجراءات المنع المعتادة مثل إغلاق طرق وتحويل شوارع ووضع حافلات درك لم يشهدها أحد مما يعني ضمنيا بأن رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت شارك، ولو عن بعد، وقال {آمين} مع الجمهور بعد دعاء سقوط بشار وتلك بحد ذاتها قصة أخرى.
المهم أن المكان أضاء محيط سفارة سورية وغير معالم الضاحية الراقية في العاصمة الأردنية فقد تواجدت الحلويات وباعة الترمس والبالونات وسهر الجميع لإحياء ليلة القدر المخصصة للدعاء ضد بشار وأزلامه حتى صباح اليوم التالي وتخلل الحفل الضخم إنشاد ديني لفرقة حلبية وخطابات لقادة مسيحيين وإسلاميين وقصيدة لشاعر كويتي