أطفال الحليب



الظلم ظلمات، وها هو الشعب يعاود الكرة ويظلم الوزيرة المستقيلة ويحرمها من منصب سفير كتعويض لها وقبل ان يحصل عليه اي متضرر من ذوي ضحايا حادثة البحر الميت، ومن قبل ظلموا الشباب الذين تم تعيينهم بالعدلية بمبالغ تافهة لا تتعدى السبع آلاف دينار لثلاثتهم وقد انصفتهم وزيرة الاعلام عندما صرحت انهم تعرضوا لأذى نفسي.
واحمد ابو خليل حدث امس عن شباب معان المعتصمين امام الديوان وقال ان احدهم خاطب ضابطا بالقول انت لا تحس بنا لأن راتبك 700 دينار، ويعلق: «تخيلوا يا رعاكم الله كيف يرى هؤلاء القوم ضخامة راتب الضابط وهم يبحثون عن فرصة بما يقارب 300 دينار وحسب»، فما البال وهم يرون الآلاف تهل على شباب لم يمروا بتسلسل الدرجات الحكومية ولا يعرفون معنى موظف فئة رابعة والفرق عن الذي فئة ثالثة مثلا.
وتجار وسط البلد يظلمون الامانة ويتهمونها بالتقصير الذي ادى الى خراب مخازنهم رغم انها تحقق بالفيضان وقد تم استدعاء 17 مديرا للتحقيق معهم علما ان الصحفي خالد الخواجا اكد في تقريره المصور المنشور بالرأي اغلاق المناهل في شارع قريش واختفاءها اسفل بلاط الارصفة، ولا احد يريد ان يصدق ان فيضان الرصيفة سببه لحاف الحجة الذي وجدوه في منهل رئيسي للتصريف.
المصيبة اكثر ما يكون بوزيرة الطاقة التي كشفت سر تبخر البنزين ومن ثم عن حجم قدراتنا الوطنية بالفحم الحجري وكيف ان الحكومة ستبيع الكهرباء لدول الجوار، وكان آخر الابداع الاعلان ان البلد ستحقق اكتفاء ذاتيا بالكهرباء عام 2050 ولسان الحال يقول عيش يا يا ابو العبد الى ان يأتيك الحشيش.
ولأن الشعب يظلم الحكومة والنواب ولا يمل من التذمر وطرح الاسئلة ولا يحتفل بيوم المرأة العالمي ولا بعيد الربيع ولا بعيد العمال ولا بذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان فقد اتخذ رئيس الحكومة ووزيرة اعلامه قرارا بمقاطعة الشعب وعدم الاطلالة عليه بربع مؤتمر صحفي!