فرص العمل.. معضلات تستوجب الحل


البطالة احد اهم المعضلات التي يواجهها الاقتصاد الاردني، فالنسبة في ازدياد مضطرد، والمشكلة تتفاقم عاما بعد عام، تعبر الحكومات وجميعها بدون استثناء تعلن انها تولى مسألة تخفيف حدة البطالة الاهتمام الاكبر، الى ان وصل الحد بالشعب الاردني لاعتباره مجرد كلام شعبوي .
من الظلم تحميل الذنب لطرف دون الاخر، ومن الجور ان لا تتحمل الجهة صاحبة القرار مسؤوليتها، فالحكومة الحالية وسابقاتها تبذر الوعود هنا وهناك وتخرج بارقام من تم تعيينهم، نسبيا هي لا تؤثر كثيرا في المعدل العام للبطالة، المنافسة بين الشباب خاصة خريجي الجامعات عالية والفرص المتوفرة قليلة، فلا تناسب بين عرض الوظائف والطلب عليها، وفي خضم هذا كله نسيت الحكومة ان الكثير من غير الجامعيين عاطلين عن العمل ولابد من الالتفات اليهم بجدية.
مرة اخرى هناك اهمية لموائمة التخصصات الجامعية مع متطلبات السوق، كما ان الاكثر اهمية، هو تشجيع القطاع المهني والخدمات، فلازال المواطن يعتمد على العمالة الوافدة وغير الاردنيين للحصول على خدماته، والطلب على اصحاب المهن لن ينقطع يوما فهو اساس في الحياة اليومية، فمن المهم تفعيل دور مؤسسات التدريب المهني بشكل اكثر حداثة ومرونة مما هي عليه الآن، كما يجب على الحكومة لفت الانتباه بشكل جاد الى ان مهن كالسباكة والنجارة والحدادة كمكملات اساسية في المجتمع ولا عيب فيها، ومصدر دخل حقيقي، ووظيفة مستدامة.
بالمقابل، لابد من الحديث عن ثقافة المجتمع الاردني ومدى تقبله للعمل في هذا المجال، الذي كان ضربا من العيب ومسببا للخجل!، لكن هذه الصورة بدأت بالانحسار في السنوات الاخيرة واصبح هناك قبول لدى الشباب للانخراط في هذا المجال خاصة من يحملون شهادات متوسطة اوممن لم يتموا تعليمهم الاساسي، فالحقيقة امام اعينهم هي اهمية ان يكون عضوا فعالا في بيته واسرته ومجتمعه عموما، ومفهوم «العيب» في نوعية الوظيفة اقترب من التلاشي تماما.
الالتفات الى هؤلاء ملح في وقت تروج فيه الحكومة لهدفها وهو تخفيض نسبة البطالة، لكن حتى وان وفرت ظروف تعليم مهني متقدمة وحديثة، فهناك معضلة توفير راس المال للبدء بالعمل، الامر الذي يحتم ان يتجاوز المسؤول الرسمي القول الى الفعل من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لهؤلاء عبر قروض ميسرة بفائدة متدنية، تسمح لهم بجني ثمار عملهم ، لا ان يقضوا سنوات من عمرهم لتسديد قروضهم والفوائد عليها.
هناك طاقة استيعابية للتوظيف في القطاعين العام والخاص، وهي لا تكفي كل المتعطلين عن العمل، تغيير بوصلة التفكير أمر سيريح الجميع وسيحقق الاهداف التي ينشدها المواطن قبل الحكومة.