مرزوق الغانم لك وللكويت نرفع العقال



المهندس مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي يعتبر أصغر رئيس مجلس أمة في تاريخ الكويت من حيث العمر وهو رمز عربي مهيب ومناضل صلب وعنيد ضد الصهاينة المحتلين وصاحب رسالة وطنية وقومية وسياسي شريف ومحترف منحازا دائما لقضايا أمته تربى وتتلمذ في بيوت ومدرسة الأساتذة الكبار وألده رجل الإعمال البارز علي محمد ثنيان الغانم ووالدته الدكتورة فايزة الخرافي أول أكاديمية تدير جامعة الكويت وخاله البرلماني العريق المرحوم جاسم الخرافي ريس مجلس الأمة الكويتي لعدة دورات متتالية وفي هذه البيئة كان على اتصال دؤوب مع الهمّ العام بشقيه السياسي والاقتصادي وهو رجل حصيف ذو مرة ورأي سديد وحكمة رشيدة ومواقف مشرفة مشهود لها حمل قضايا الأمة في وجدانه وضميره والتزم بالدفاع عنها بكل مسؤولية وأمانة وأصالة وإخلاص تميز في كل أعماله بعمق الدراسة وحسن المتابعة والمثابرة والتصميم ويعتبر محاورٌ لبق وشخصية فذّة مقنع دون تعصب أو انحياز لرأي أو موقف وباحترام وافر لذاته والآخرين كما عرف بالصلابة في العقيدة والمبدأ والمرونة في التعامل والسلوك تقدم الصفوف الأولى في التصدي لكل المشاريع الرامية إلى فرض الهيمنة الصهيونية وسياسة التطبيع على المنطقة فكرا ًوعملاً وكانت فلسطين بوصلته القومية الأهم ينافح عنها وهي تحت حراب الاحتلال و قيود الأسر وجدران الحصار شعباً وأرضا وقد وجد ضالته في ممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية وتعظيم قيم الحرية والمساواة وحماية حقوق الإنسان بأعتبارها الطريق الأمثل للبناء والتقدم وصناعة مستقبل الأجيال وقد فهم الموقع النيابي كرسالة عدل لمحاربة الظلم والدفاع عن الحق
وما كان الغانم قادر على أن يتخذ مثل هذه المواقف الثورية والشجاعة والنبيلة في زمن الانهيار العربي وبعد تعري البعض المشين والهرولة خلف أي علاقة مع إسرائيل لولا وجود قيادة كويتية حكيمة تقف خلفه وتدعمه وتحميه فما قام به في المحافل المحلية والإقليمية والدولية فاق التصور وهتك حرمة الخطوط الحمراء حين ثأر أكثر من مرة لمظلمة وقهر الشعب الفلسطيني بعدما أشاد بمقاومته وصموده دون استعراض أو تمثيل بل كان جادا وعبر عن موقف بلاده وقيادته حيث لم تقتصر مواقف الكويتيين يوما على مناهضة التطبيع فقط بل نظمت العديد من اللقاءات والمؤتمرات والندوات لدعم القدس وأطفالها والدفاع عن المقاومة الفلسطينية في وقت تخلى عنهم من كانوا يتصدرون المشهد السياسي والديني تحقيقا لحماية عروشهم ومصالحهم الخاصة وقد بقيت الكويت عربية أصيلة بهويتها التاريخية والقومية والدم الذي يجري في عروقها تتحرك وتندفع كرامة وكبرياء رفضا للظلم والغبن الذي يقع على أي جزء من الأمة وقد تحملت وشعبها العبء الأكبر في مراحل تأسيس النضال الوطني الفلسطيني الذي انطلق من أرضها ولذلك كان الوجدان الكويتي وسيبقى حيا نابضا بدماء الغضب على الكيان الصهيوني الغاصب المحتل الذي شرد الشعب الفلسطيني من أرضه وارتكب المجازر الوحشية بحقه
وقد رفضت الكويت قيادة وحكومة وبرلمان وشعب كل إشكال ومحاولات تسويق التطبيع السياسي والاقتصادي مع الكيان الصهيوني وأكدت انه مهما حاول المروجون تجميل وجه إسرائيل القبيح وتقديمها على أنها دولة حضارية تحترم حقوق الإنسان وفق دعاية خبيثة وكاذبة إلا أنها لن تنطلي على أحد وأن واقع وصور آلاف الأسرى الفلسطينيين والأسيرات وهم يقبعون في سجون الاحتلال في ظروف اعتقال قاسية وأحكام عسكرية جزافية اعتباطية تصل لخمس مؤبدات وإسرائيل تضلل العالم وتتشدق ليل نهار بحقوق الإنسان ومفاتن الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وليعلم الجميع أن الكويت ستكون آخر من سيطبع مع إسرائيل بعد استعادة الأشقاء الفلسطينيين كافة حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس
ولا شك في أن الغانم ومنذ توليه قيادة سفينة مجلس الأمة الكويتي عام 2013 شكل علامة فارقة بين رؤساء البرلمانات العربية وأثبت حضوره بجدارة في الملتقيات والمنتديات البرلمانية العربية الدولية حيث كان صوتاً عالياً ومسموعاً وقد سجل العديد من المواقف المشرفة والمبادرات الناجحة وله قوة تأثير كبيرين في العدد من القضايا الحساسة والخطرة خاصة بعدما وقف منافحا شرسا ضد التطبيع مع إسرائيل في وقت يتباهى ويتفاخرالكثيرين بتطبيعهم وتهافتهم في العلاقات مع دولة الاحتلال اذ لم يعد الغانم مجرد شخصية كويتية مميزة فقط بل تحول إلى أيقونة عربية بفعل مواقفه الصلبة من القضية الفلسطينية وقدرته الفائقة على ترجمة توجيهات أمير البلاد وسياسة الكويت الملتزمة بقضايا العروبة رغم ما ألم بها من جراح عميقة وقد أصبح يشار إليه بالبنان في الجرأة والرجولة والثبات على المبدأ والدفاع عن كرامة الأمة وحقوق شعوبها وبما عجز أن يقوله الكثيرون في زمن الاستسلام للصهيونية والخنوع لسطوة الهيمنة الأمريكية
ولا زلنا نستحضر في سفر الرجولة والجراءة وبكل معاني الفخر والاعتزاز موقفه البطولي والشجاع والذي تحدث عنه الإعلام حول العالم وحظي بتقدير ممثلي الدول العربية الشقيقة والصديقة المحبة للسلام عندما انتفض غضبا وتصدى لرئيس وفد الكنيست الإسرائيلي والمرافقين له وطالبهم بمغادرة قاعة المؤتمر خلال الجلسة الختامية لاجتماع الاتحاد البرلماني الدولي الـ 137 الذي انعقد بمدينة سان بطرسبيرغ في روسيا تشرين الأول2017 وهو ما يجسد جليا موقف الكويت الداعم للأشقاء الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة ونصرة قضيتهم العادلة وقد خاطبهم الغانم مباشرة وجها لوجه بالقول منذ أكثر من 50 عاما يرفع الفلسطيني غصن زيتون فتجاوبه الصواريخ ومدافع الهاون وعندما يرفع حجرًا تتلقاه البندقيات الآلية بأزيزها المقزز وانتم محتلين وغاصبين تمثلون اخطر أنواع لإرهاب وهو إرهاب الدولة وقد فضح خطورة مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون الدولة القومية لليهود وتعطيل عمل المنظمات الدولية التي تخدم حياة الفلسطينيين وبين مرارا أن العدو الصهيوني لا يريدا أن نتحدث عن القضية الفلسطينية أو ملف القدس الشريف حتى في خطاباتنا كأسلوب قذر منه للابتزاز وفرض الاملاءات

وخلال مؤتمر البرلمانات الإسلامية في العاصمة العراقية بغداد الأخير وقف بقوة لينبّه مندوب إيران لاريجاني إلى أنّ غياب السعودية عن أروقة المؤتمر بوفدِها لا يُعطيه الحق في التهجم عليها والتدخل في الشؤون الداخلية وأعلن أنّه بصفته الشخصية ووفد الكويت يمثلون الرياض في هذا الاجتماع
وقد فاجأ جميع أعضاء المجلس في أيار من عام 2014 بطلبه منهم إسقاط الحصانة عنه بصفته رئيس المجلس كي يقف أمام القضاء في قضايا عديدة تقدّم بها نوّاب آخرون ضدّه عن مواقف دارَت تحت قبة المجلس وذلك في سياق إيمانه المطلق بضرورة تقوية الفعل الديمقراطي وتمكينه وفي كلمة نارية له وموقف لافت خلال أعمال المؤتمر الـ19 للاتحاد البرلماني العربي الذي انطلقت أعماله قبل أيام في عمان حيث استمعنا والعالم بإعجاب وفخر للغانم وهو يشدد على ضرورة التحرك العاجل لدعم قضية القدس دوليا وعربيا وأن يكون في البيان الختامي بند شديد اللهجة لرفض التطبيع واعتبار مجرد الحديث عنه والتسويق له يصنف في خانة الحرام السياسي وبشكل واضح وبدون مواربة وأن نقول بصوت واحد لا للتطبيع مع محتل ومع قتلة الأطفال ومغتصبي الأرض ولا للتطبيع لأنه يمثل عنوان فاضح للاستسلام والخنوع ووصمة عار في تاريخ دعاته وطالب بتفعيل المقاطعة كترجمة عمليّة للمواقف وقال إننا نشعر بالضيق من استمرارية تصدع الساحة الفلسطينية ونعبر عن انزعاجنا ودعا إلى تشكيل لجنة برلمانية عربية لإشاعة أجواء المصالحة بين الإخوة في فلسطين
وحول الأردن قال لقد تحمل أكثر مما يمكن أن يحتمل ولم يغلق أبوابه في وجه أي من اللاجئين بل اقتسم معهم رغيف الخبز وهذا العمل النبيل يسجل للأردن سيما وأن المنطقة تمر في مشكلات وتحتاج إلى تعاضد الجميع وعلينا أن لا نترك الأشقاء الأردنيين يواجهون مصيرهم لوحدهم ونحن معهم كنا وما زلنا وسنظل دعما ومساندة وطالب بدهم وتثبيت الوصاية الهاشمية الشرعية والتاريخية من اجل المقدسات الإسلامية وحمايتها
مرزوق الغانم شكل على مر السنين البسيطة صوت الشعب العربي وضمير الأمة الذي يحاول ان يُعيد الأمل والثقة فينا على الرغم من الوضع العربي المأزوم والمهزوم مؤكدين ان هذه الأمة لن تقهر ولن تموت مادام فيها الإبطال والشجعان كأمثال الغانم الذين يرون أنّ قضية العرب الأولى كانت وستبقى فلسطين حتى التحرير وإن مكانها قلب الأمة وشرايين أبنائها وهي العقدة والحل وأن القدس مهد عيسى ومسرى محمد صل الله عليهما وسلم فلن تكون إلا عاصمة فلسطين الأبدية رغم أنف الصهاينة وحماة إسرائيل ونقول أيضاً مع الغانم لن نركع ولن نخضع وإنّ قضية فلسطين مسألة وجود وليست للمساومة والبيع والشراء وإنّها قضية أمة وحق شعب بطل وستبقى أمانة في الأعناق وحية في الدماء وفي يقيننا ان في الأمة عشرات الملايين من أمثال البطل مرزوق الغانم وهي امة ولاَّدة عبر تاريخها للإبطال الرافضين للصمت العربي وللاستسلام إيمانا منهم بأنّ هذه الأمة قادرة ان تصنع المعجزات ان هي توحدت واستعدت للمواجهة في الرؤى والمواقف والبندقية الفلسطينية والوحدة الوطنية كطريق للمعركة والخلاص بالإضافة إلى وحدة الموقف العربي والإسلامي كسبيل لتعطيل المخطّطات المشبوهة وبقاء المقاومة طريقا وحيدا للانتصار ولا طريق سواه وإن وعد الله حق والنصر آت لا ريب فيه
تحية من ملايين الأحرار في الأمة والعالم الى ابن الكويت البار مرزوق الغانم الذي تجرأ حيث تخاذل كثيرون وألف تحية وتقدير للكويت وشعبها و لكل عربي شريف يملك الشجاعة لمواجهة الاحتلال الصهيوني الإرهابي
بوركت هذه المواقف النبيلة والأصلية والتي سيحفظها التاريخ السياسي بكل معنانيها ومغازيها المشرفة
يا بو علي كفيت ووفيت نرفع لك وللكويت العقال
mahdimubarak@gmail.com