ارخميدس أمينًا لعمان


هل كان بالإمكان منع حصول الفيضانات التي ضربت قلب عاصمتنا؟
هل بالإمكان أن نعصم عاصمتنا من فيضان جديد آخر ؟
الجواب بكل تأكيد: لا. قطعا لا.
في الستينات رسم المخططون على الورق، تحويل نصف أمطار شمال عمان عن سقف السيل إلى وادي الشتا. فقال جمال الجقة اعطوني مليارات الدنانير لأنفذ مخططكم الممتاز هذا !!
تبين ارقام الأرصاد الجوية ووزارة المياه والري أن كمية الأمطار التي هطلت على عمان كانت 147 ملم خلال 12 ساعة. وأن المعدل العام للأمطار، التي يمكن تحملها، هو نصف هذه الكمية و أقل.
والحديث هو عن عبارة سقف السيل، التي تمتد من تقاطع وطلوع المصدار، الى سجن المحطة المهجور بطول 6.7 كم، نفذها في الستينات بسام البخيت وابو حنا القصير. هذه العبارة ليس فيها نقاط غلق مطلقا. وهي تتكون من عينين، أقل عرض للعين الواحدة هو 6 أمتار بارتفاع 4 أمتار.
لو امطرت السماء بتلك الكثافة مجددا، لغمرت مياه الفيضان وسط البلد مجددا.
ولو تم تعيين ارخميدس امينا لعمان، لما تمكن من منع حصول الفيضان. فالطاقة القصوى لتصريف مياه الأمطار لمدينة عمان، هي اقل من القدرة على استيعاب ما هطل من مطر.
في حالة واحدة فقط، يمكن أن تهطل امطار كثيفة، كالتي هطلت ولا يحدث فيضان. وذلك بتحويل مجاري المياه المتدفقة، من جبال عمان السبعة، عن مصبها الحالي في سقف السيل. فيتم على سبيل المثال، تحويل المياه المتدفقة من الهاشمي واللويبدة وطبربور الى سيل الزرقاء. وهكذا الحال في تحويل مياه امطار خلدا وتلاع العلي وام السماق والشميساني الى وادي شعيب. وبالطبع فإن كلفة التحويل تحتاج إلى مليارات الدنانير.
اذن، تصميم تصريف مياه الأمطار، مكلف جدا ويأخذ في الاعتبار المعدلات السنوية ويزيد عليها قليلا، وفي حالة عمان فإن معدلها الذي هو 70-80 ملم، يمكن أن يتحمل 100 ملم مطر. لكن لا يمكن أن تتحمل 147 ملم.
وبالمناسبة فأنا لا اعرف ان كانت امانة عمان قصرت أم لم تقصر. تهمني الحقيقة والمواطن. لكنني اعرف ان موظفي امانة عمان منا، وانهم لا يقلون حمية ووطنية عن أي مواطن اردني.
أطالب امانة عمان ان تشرح للناس هذه الحقائق وأن تتخذ العديد من الإجراءات التي يمكن أن تخفف من سطوة الفيضان على قلب عاصمتنا، حيث تأذى إلى حد كبير، أبناؤنا التجار وابناؤنا اصحاب المركبات التي هشمتها المياه، والذين يجب تعويضهم.