هناك من يريد تفصيل التعديلات الدستورية على مقاسه
في خضم ماشهدناه ونشهده في الاردن من حراك سياسي تقوده وتحركه بعض الاحزاب السياسية والقوى الشبابية التي خرجت من رحم بعض احزاب المعارضه لاعطاء لمسيرة المعارضه روحا شبابية ودفعا قويا للامام ولكن للاسف بدون استرتيجية واضحة المعالم ولكنهم يعتمدون خطابا مرتجلا غير مرتب ويخلو من التنسيق وبعد خروج التعديلات الدستورية والتي تعتبر نقلة نوعية في الحياة السياسية والديمقراطية في الاردن وخطوة كبيرة للامام للوصول بالاردن الى اعلى مستويات التقدم والازدهار وقبلها مخرجات لجنة الحوار الوطني لا زال البعض ينظر للامر برمته على انه اشباعا لمصالحه الشخصية ومنفعة لحزبه او حركته اكثر منها طلبا للاصلاح السياسي .
ومن الملاحظ في هذا الحراك السياسي لبعض الاحزاب والقوى الاصلاحية والمنظمات النسائية ان الكل يريد ان تكون هذه التعديلات على مقاسه وتلبي طموحه وتخدم مصالحه الخاصه بغض النظر عن انها ستخدم المصلحه العامه ام لا فهناك بعض الاحزاب الكبيره والقديمه على الساحه الاردنية لا زال مستمرا بالحراك الشعبي والمسيرات من اجل الضغط على صانع القرار وعلى الحكومه للحصول على بعض المكاسب السياسية سواء بمخرجات لجنة الحوار الوطني وخاصة قانوني الانتخاب والاحزاب او بالتعديلات الدستورية ويحاول جاهدا ان تلبي تلك القوانين طموحات الحزب السياسية وليس طموحات الشعب الاردني كما اعتاد ذلك الحزب على الحديث دائما في بياناته واجتماعاته فالامر لم يعد ينطلي حتى على طفل صغير فالمواطن الاردني مثقف وواعي ويدرك ما يدور حوله واما فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية فان الحزب قد عبر عن رفضه لهذه التعديلات حتى قبل ان تخرج بصفه رسمية وهم لغاية الان يشنون حربا لا هوادة فيها من اجل ان تلبي تلك التعديلات لطموحهم وسعيهم لاستلام السلطه بغض النظر من ان تلك التعديلات هي في الصالح العام ام لا وبغض النظر ان الوقت الحالي يسمح او لا يسمح بمثل هكذا تغييرات جوهرية .
وايضا نرى الان الحملة التي تقودها المنظمات النسائية في الاردن من اجل تعديل الماده 6 من الدستور لاضافة كلمة الجنس اليها بما يضمن تحقيق المساواه بين الاردنيين على حد تعبيرهم مع ان كلمة الاردنيين المذكوره بالدستور تعني الرجال والنساء وليس هناك ضرورة لاضافة كلمة الجنس بما ان الغرض والغاية قد تحققا فهذه النظره الضيغه لتحقيق مصالح شخصية وهي الحصول على الجنسية الاردنية لابناء المرأه الاردنية قد غلبت النظره الواسعه والمستقبلية وهي مصلحة الاردن العليا من ان يكون هذا التعديل هو بداية تهجير موسع لابناء الضفه الغربية الى الاردن مع ان الكثيرون ممن يدعمون هذا التوجه ينكرون قضية التهجير والوطن البديل ويعتبرونها هوسا فكريا والمتابع لبعض اسماء السيدات اللواتي يقودن الحراك من اجل التعديل يجد ان لهم مصالح شخصية من هذا التغيير كون ان ابناء احدى السيدات والتي تعتبر المحرك الرئيس لهذا الحراك يحملون الجنسية الفلسطينية وبالتالي فالمصلحه الشخصية هي المحرك وليس الخوف على نساء الاردن وحماية حقوق المرأه كما تدعي في لقاءاتها فالشمس لا تغطى بغربال .
هناك من استغل هذا الحراك الشعبي العارم والحرية المفرطه في الشارع ليظهر لنا الوجه الاخر الاسود والذي اخفاه طيلة هذه المدة ونفث علينا حقده وكراهيته العمياء التي يبرأ منها مجتمعنا فالمواطن الاردني ليس له سوى وجه واحد وقلب واحد غير ملون ولكن تلك الفئه الخارجه عن نطاق اخلاقنا وعاداتنا الاردنية الاصيله من ان الاردني لا يكره بلده ولا يضمر الضغينه له ولا يتمنى وصول الخراب والدمار الى اطرافه ولا يسيء الى مكوناته الاساسية ولا الى عشائره الطيبة ولا الى اجهزته الامنية الشريفه ولا يتعامل بوجهين يطالب الاردن بالحرية واحترام حقوق الانسان وبنفس الوقت يدافع عن نظام اخر فاشي ظالم مستبد يقتل ابناءه بدم بارد.
ايها الساده الاردن ليس كعكة عيد ميلاد يتسابق عليها الاطفال ليظفر كل واحد بالقطعه الاكبر وبالحصة المناسبة لاشباع جوعه والاردن غير قابل للقسمه على اثنين او ثلاثه ولا مكان بيننا للمحاصصه على الاصول والمنابت لان كل من هو اردني يجب عليه ان يندمج في مجتمعه ولا يفصل نفسه عن المجتمع امام سلطه او منصب او مصلحه شخصية الاردن سيبقى وطنا واحدا وارضا واحده لكل الاردنيين الشرفاء فهو للجميع والجميع له وعلى من يسعى للحصول على مكاسب ومصالح خاصة وينفذ اجندات مشبوهه ضد المصلحه العليا للوطن ان لا ينظر بعين واحدة ولا يشاهد الا ما يريد ان يشاهده ولا يحب ان يسمع الا ما يريد سماعه نقول له كفا كفا .