لا تستفزوا شباب الوطن


شباب الاردن ساروا حجيجا ايام وليالي مشيا على الاقدام الى الديوان الملكي , تحدوا المطر والبرد القارص وصعوبات التضاريس , ناموا تحت الجسور وفي الشوارع وخلف الجدران الاسمنتيه , اشعلوا النار من خشب وكراتين الحاويات ليدفئوا اجسادهم التي ادماها ونخرها فقدان الامل وضياع العداله الاجتماعيه , دافعهم في رحلة حجهم هذه هو انه لعل هناك باب مفتوح ولعل الله محدث امرا فرجا بعد ان اغلقت كل ابواب الرزق والعمل امامهم , مضت الايام وفي كل يوم يزدادوا عددا و تماسكا وقوه , وما زالوا متسمرين بانتظار قرار يفرج عن لقمة عيشهم , قرار يعيد لهم الثقه و الامل بان الوطن ام حنون , قرار يسقي فيهم جذور الانتماء الجافه بفعل الحكومات التي لا تتقن الا فن التحايل والدجل , والتخدير والتمطيط .
وفي خضم موجة القهر والاحتقان وفقدان الامل , ياتيك الحاجب بخبرسيء , بان الوالي عين ذاك وتلك بقرار استثنائي براتب شهري بالالاف الدنانير , اليس هذا استفزاز لشباب الوطن المتعطلين , اليس هذا استهزاء بانسانيتهم , اليس هذا كافي لتفجير قنبلة القهر الموقوته في داخلهم , اليس هذا كاف لنزع عشق الاوطان في قلوبهم وزرع الكراهيه , اليس هذا دليل على ان عدالة فرص العمل مجرد شعار للدهلزه والكذب , حكومات لا تدرك معنى ان يبيت متعطل ايام وليالي تحت المطر هي حكومات لا تستحق البقاء دقيقه واحده , اتقوا الله في شباب الوطن المتعطلين ولا تستفزوهم .
3-2019