لا توجد جاهزية قصوى في كل العالم



المشكلة الكبرى المرعبة، الاعلان عن الجاهزية القصوى، لمواجهة اي طارئ !!! يجب ان تشرح جماعات الجاهزية القصوى، انه يوجد ممكن ويوجد مستحيل. ولكن لا توجد جاهزية قصوى في كل دول العالم.
عانى بلدنا خلال الأسبوع الماضي من فيضانات كارثية، فاقت كل التوقعات والقدرات، اقتلعت قلب عاصمتنا وجرفت في طريقها مئات المتاجر والسيارات. كما دمرت العديد من المزارع والحقول. و في المقابل حلت علينا بركات وخيرات الغيث الرباني الوفيرة، التي ملأت سدودنا وآبارنا وبركنا، وفجرت ينابيعنا الغائرة منذ عشرات السنين.
كان طبيعيا أن ننظر إلى الوجه المظلم للأمطار وأن ننسى في غمرة الكارثة، ما جادت علينا السماء به من نعماء.
ارسل لي المهندس الألمعي الصديق مروان الشوا المقيم في كندا، تعليقا على الكارثة التي ضربتنا يقول فيه:
«تشكل مساحة مدينة تورونتو 10 ٪ تقريبا من مساحة الأردن. وعندما أمطرت بشدة، في شهر آب الماضي، غرقت المدينة والمنازل والمركبات والمتاجر والمزارع».
يقول مروان: «إن الخدمات العامة في دول العالم كافة، لا يتم وضع التصاميم لها، على أساس الحالات الخاصة، و إنما على المعدل السنوي العام. و لا تستطيع ميزانيات الدول مهما كبرت، ان تضع تصاميم مياه الأمطار، على أساس الحالات الاستثنائية، والا لما غرقت مدينة نيو اورلينز في امريكا. و لما مات وتشرد آلاف البشر».
لقد شهدت الأيام والأشهر الماضية، فيضانات في كل أرجاء العالم تقريبا.
فقد أدت الفيضانات و»السريان الطيني» في تموز الماضي إلى مصرع 126 شخصا في اليابان، بعضهم دفن حيا !! والى فقدان 86 شخصا. والى إخلاء أكثر من 8 ملايين شخص في 23 ولاية.
وفي 4 شباط 2019 امتلأت مراكز الإيواء في تاونزفيل الأسترالية. وتجولت التماسيح فى الشوارع. وتضررت آلاف المنازل. وقالت رئيسة الوزراء «هذا أمر يحدث مرة كل قرن. لم أر مثل هذا من قبل».
وفي 29 تشرين الثاني 2018 غمرت المياه الطرق الرئيسة في بدروم التركية. وابتلعت السيارات. وحوصر السكان. وألحقت المياه أضرارا كبيرة بالمطاعم والمتاجر.
وحدثت فيضانات في ايطاليا بتاريخ 4 تشرين الاول 2018. وفي تونس في 18 تشرين الأول 2018. وفي الكويت بتاريخ 25 تشرين الثاني 2018. ومئات الفيضانات غيرها.
مهم جدا جدا الانتباه إلى التحذير الذي اطلقه المهندس المخضرم عبدالله عاصم غوشة الذي يقول فيه: «إننا امام تصدع قطاع الإنشاءات والهندسة والتخطيط».
الآن. يجب أن نتضامن ونتكاتف ونخرج من الوحل إلى العمل. يجب اسناد تجار وسط البلد وكل التجار والمواطنين المتضررين، أصحاب المركبات والمتاجر والمزارع والمصانع والشقق.
لقد تلاومنا بما فيه الكفاية وآن أوان التضامن الوطني الذي يميز الإيجابية عن العدمية.