حتى وان سقط نتنياهو !!

حتى وان سقط نتنياهو !!
يبدو أن استطلاعات الرأي الاخيرة لا تبشر ببقاء نتنياهو رئيسا للحكومة الاسرائيلية .... فالمؤشرات تؤكد أن هناك شبه انقلاب بالخارطة الحزبية الاسرائيلية تدلل على أن غانت ولبيد سيحققون فوزا على نتنياهو وحزبه الليكود .
حزب أزرق أبيض سيحصد على ما نسبته 37 مقعدا لو جرت الانتخابات اليوم ...بينما حزب الليكود سيحصل على ما نسبته 29 مقعدا .
من هنا وللمرة الأولي لن يستطيع الليكود أن يشكل ائتلاف حكومي .... حتى وان تحالف مع قوي اليمين في ظل عدم الحسم لبعض قوي اليمين في استطلاعات الرأي .
حزب أزرق أبيض يمكنه الحصول على ما نسبته 61 مقعدا من أصل 120 مقعدا بالكنيست بينما حزب الليكود وائتلافه لن يتجاوز 60 مقعدا وهذا لا يعطيهم أحقيه تشكيل الحكومة .
فهل اليمين قد تراجع في الحياة الحزبية الاسرائيلية ؟؟!!
لا أعتقد ان اليمين واليمين المتطرف قد تراجع بالقدر الحاسم بقدر ما تشير استطلاعات الرأي الي ضرورة اعادة الحسابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ما بعد اتهامات عديدة بالفساد لنتنياهو ....والتي ستكون بمضمون لائحة الاتهام المقدمة ضده ...مما ستجعل من مستقبله السياسي محل خطر وفشل .
نتنياهو على طريق السقوط ...هكذا الدلائل والمؤشرات التي تؤكد مثل هذه النتيجة النهائية لحياته السياسية ..... والتي سيكون من نتيجتها السجن بتهم الفساد بالقضايا الثلاثة التي يجري الاستعداد لتوجيه الاتهام له .
ونحن كفلسطينيين وان كنا نتأثر ونؤثر بنتائج الانتخابات الاسرائيلية .....الا أننا لا نتدخل بها لكننا نحصد نتائجها ....حتى وان كان بالنتيجة النهائية أن السياسات الاسرائيلية محكومة باستراتيجيات وعقائد ومعتقدات توراتية ...وتحالفات صهيونية إمبريالية امريكية .
قد نصل الي مقولة لا تغيير ...ولا تفضيل ... ما بين الليكود والعمل ..... أي ما بين اليمين واليسار وهذه حقيقة بحكم التجربة وتاريخ الصراع .
فهل لو سقط نتنياهو ....سيسقط الاستيطان ؟؟!!
وهل لو سقط اليمين واليمين المتطرف .... ستتحقق التسوية السياسية ومشروع حل الدولتين ؟؟!!
المؤشرات تؤكد انه لا تغيير كبير في السياسة الاسرائيلية المستندة الي استراتيجياتها وتحالفاتها مع الولايات المتحدة ازاء الصراع ومشروع التسوية السياسية والقائم بأساسه على السيطرة والتحكم وعدم القبول بالسيادة الكاملة للدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
أي ائتلاف حكومي اسرائيلي لن يستطيع مواجهة قوي اليمين واليمين المتطرف وحزب المستوطنين الا بحالة المراجعة الداخلية الشاملة..... التي سيكون من نتيجتها النهائية وبحكم القرارات الدولية ومتطلبات حل الصراع .....أن الاستيطان الي زوال .... وأن كل ما يجري بنائه من مستوطنات تعتبر غير شرعية وغير قانونية .....وأن المستوطنات والمستوطنين سيذهبوا الي خارج الارض الفلسطينية .... ولن يتم قبولهم بأي تسوية سياسية ممكنة أو قادمة .
كما أن فشل المشروع الامريكي المسمي بصفقة القرن سينعكس على قوي اليمين واليمين المتطرف .... والذين سيجدوا أن امكانية التلاعب بالضفة الغربية والقدس أمرا مستحيلا .... اذا ما كان هناك امكانية لتحقيق مشروع حل الدولتين .....وأن الصفقة الامريكية بمضمونها السياسي والاقتصادي ستبقي حبرا على ورق ومرفوضة من العرب ...كما انها مرفوضة بصورة مطلقة من القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
التحركات الجارية من قبل المبعوثين الامريكيين من خلال جولتهم بالمنطقة تؤكد على رفض ما يطرحون ... وعلى استحالة تطبيق الصفقة الامريكية على حساب الحقوق الفلسطينية ....في ظل تصدر مبادرة السلام العربية باعتبار أنها أخر ما يمكن القبول به من قبل العرب لحل الصراع .
أمريكا لن تجد اذان صاغية في ظل توجهات ادارة ترامب لاعلان صفقتهم الملعونة .....ولن يجد رئيس الحكومة القادم لاسرائيل امكانية ابقاء الاوضاع على ما هي عليه ....وبالتالي فان الانسداد واغلاق الطريق على المشروع الامريكي الاسرائيلي يتطلب اعادة الحسابات من جديد ....اذا ما كانت اسرائيل تريد السلام والامن والاستقلال ....والا فان التغيير الذي سوف يحدث بالحكومة الاسرائيلية القادمة لن يجد له طريقا لحدوث أي اختراق ممكن في عملية التسوية السياسية ....بل ابقاء حالة الصراع المحتدم في ظل ما يمكن أن يحدثه من نتائج قد تعرض المنطقة الي تغييرات عديدة ....وما يجب أن يكون تغييرا في منهجية الفكر السياسي الاسرائيلي الامريكي .....الذي لا زال يدفع بسياساته الي المواجهة بأكثر من التهدئة والتسوية .
نتنياهو وقد فشل في سياسة التطبيع بصورة كلية وبناء علاقات اقتصادية ....كما فشل في... سياسة الابتزاز والمماطلة والتسويف مع القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الذي استطاع بحكمته وسياسته أن يحدث ارباك وعزلة ملحوظة لنتنياهو الي حد الاقتراب من حدود الفشل الذريع .
هكذا التاريخ يعيد نفسه مع رؤساء الحكومات الاسرائيلية السابقة الذين سقطوا لأنهم لا يريدون ان يلتزموا بالاتفاقيات الموقعة..... ولا الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية..... ولا حتى وقف الة عدوانهم ... وسياستهم الاستيطانية والاحتلالية ...اذا كان مصيرهم الحتمي أن يخرجوا فاشلين وفاسدين من الحلبة السياسية .
الكاتب : وفيق زنداح