شكرًا «لندن».. أمّا بعد:
جهد كبير وجبار بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، تكلل بنجاح مؤتمر مبادرة لندن 2019 ( نمو وفرص).
نجاح المؤتمر تؤكده الحقائق والنتائج التالية:
- دعم بريطاني وتأكيد على أهمية دور الاردن كركيزة أمن واستقرار في المنطقة، وشريك رئيس في محاربة الارهاب.
- دعم دولي، ممثل باستجابة نحو 60 دولة ومنظمة ومؤسسة دولية، جاءت للاستماع للاردن، وبحث سبل مساعدته.
- توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم والاعلان عن:
-حزمة مساعدات بريطانية بنحو مليار دولار، اضافة الى ضمانات قرض للبنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار.
- مليار دولار منح وقروض من بنك الاستثمار الاوروبي.
- تجديد اتفاقية الدعم من فرنسا للمملكة بقيمة مليار يورو لأربع سنوات.
- 300 مليون دولار قرض ياباني ومنحة بقيمة 100 مليون دولار....الخ.
كل ما تقدم ذكره أعلاه (يضاف اليه النقطة الأهم ربما فيما تحقق) وهي: النجاح بإقناع صندوق النقد الدولي بأن يكون أكثر مرونة وليونة وتفهما للاصلاحات المالية العامة الاردنية، وهذا ربما أيضا ما سيعجّل من الاعلان رسميا عن تقرير المراجعة الثانية من قبل صندوق النقد في نيسان المقبل.
الاردن حقق ما يريد من مؤتمر مبادرة لندن، وهذا ثمرة جهد ملكي متواصل، ومتابعة حكومية حثيثة على مدار الشهور الماضية، واللقاءات المكوكية التي قام بها رئيس الوزراء د. عمر الرزاز من «دافوس العالمي»، مرورا بمؤتمر وزراء مالية دول «قمة مكة» في الكويت، وانتهاء بزيارة د. الرزاز الى الكويت ثم الامارات قبيل مؤتمر مبادرة لندن.
ويبقى السؤال الاكبر الآن... ماذا بعد؟؟
باختصار.. المطلوب:
- ترجمة كل ما تحقق في المؤتمر على أرض الواقع.
- متابعة حكومية حثيثة لقطف ثمار النجاحات مع صندوق النقد الدولي.
- متابعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع كل الجهات التي حضرت ووقعت أو حتى وعدت.
- مطلوب أن يتواصل الجهد الذي بذل قبل المؤتمر بجهد أكبر بعد المؤتمر.. لأن الأهم دائمًا والذي يتطلع اليه قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني الذي شكر الاردنيين والاردنيات على ثباتهم وعزيمتهم، الأهم ما يريده جلالة الملك لشعبه بأن يلمس ثمرة هذه الجهود، بجلب مستثمري العالم للاستفادة من الفرص والمميزات التنافسية في الاردن.. استثمارات تخلق فرص عمل تخفف من سرعة أرقام البطالة الآخذة في الصعود شهرا تلو الآخر.
-مطلوب - كما وعد رئيس الوزراء - أن يكون تركيز الحكومة في المرحلة المقبلة على تحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.
الخلاصة: المجتمع الدولي أكد خلال مؤتمر مبادرة لندن ثقته وايمانه بالاردن ملكًا وشعبًا، وحضر من حضر المؤتمر لمساعدتنا، وقد نجحنا بالاقناع، بدليل ما تم.
بقي أن ننجح هنا في الاردن بالمتابعة، وتحويل النتائج لواقع يلمسه المواطن، فجذب الاستثمارات للمواطنين وللشباب، يعني خلق فرص عمل.. ورفع معدلات النمو، يعني للقطاع الخاص فتح أسواق جديدة، وتنشيط الحركة الاقتصادية.. وكل ذلك هو المطلوب.
انتهى «مؤتمر مبادرة لندن».. والمفروض الآن أن نبدأ العمل!