ما بعد «مبادرة لندن»

 المبادرة الدولیة التي انعقدت في لندن أصدرت التزامات قویة بالدعم ونجح الاردن مع بریطانیا بحشد المانحین الأساسیین وتولت المتابعة وحث ھذه الدول والمؤسسات المانحة على الوفاء بما التزموا بھ سابقاً ومن جدید تجاه . ْ الاردن ومع ذلك لا زلنا بحاجة للمزید فالعبء لازال كبیراً الدول المانحة ترید فعلاً أن تقدم دعماً ْ لمساندة الاردن ولمواجھة أعباء اللجوء السوري، وقد انتظرت فترة طویلة كانت .فیھا المعاناة تتزاید لماذا لم تتحرك سابقا؟ ْ كانت الحجة، على الاردن أن یتحرك أیضاً لكن على طریق وعرة زادت من معاناتھ وقد أنجز فعلاً منظومة .الإصلاحات القاسیة لكن بثمن وكلفة باھظة في ھذا المجال لا بد من الوقوف عند الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك في المؤتمر، حیث قدم وجھة نظر المملكة على .ضوء التجارب الواقعیة . ْ لكنھ في ذات الوقت قدم الاردن باعتباره فرصة تستحق الدعم لم یقصد جلالة الملك إثارة العواطف بل أنھ قصد عرض إمكانات دولة قویة بصبرھا وصمودھا في مواجھة الأعباء والعواصف وھو ما دعا رئیسة وزراء بریطانیا تریزا ماي التي تركت نقاشاً ساخناً في البرلمان حول مستقبل بریطانیا . ْ في أوروبا لتكون مع الا ْ ردن لاستخدام كلمة الإلھام في وصف الاردن ھناك من أساء تفسیر الضغوط على المجتمع الدولي بأنھا تسول، ھذا غیر صحیح، فالأردن یحث المجتمع الدولي على .الوفاء بالتزاماتھ والقیام بالواجب تجاھھ من الواضح أن الحكومة قامت بجھود كبیرة لإنجاح مشاركتھا في المؤتمر فالمؤسسات والوزارات كانت جاھزة وعرضت في المؤتمر، فرصاً واقعیة وكان بحوزتھا ورقة ناجحة ھي تنفیذ الإصلاحات الاقتصادیة وشھادة صندوق . ْ النقد وخبراء زاروا الاردن قبل انعقاد المؤتمر لم یذھب الأردن الى مؤتمر لندن متسولاً، فھو عرض فرصاً واقعیة للاستثمار وقد أتم ولا زال دوره في إیواء .اللاجئین السوریین وغیرھم نیابة عن المجتمع الدولي على أكمل وجھ ولا یزال ْ لم یعلق الاردن آمالاً عریضة على المؤتمر لكن ترك للمؤسسات الدولیة مھمة الترویج لھ وفي ذات الوقت لم یكن بالنسبة لھ مجرد نشاط دبلوماسي تلقى فیھ المدیح والكلام المعسول على الصمود ودوره المتقدم في المنطقة وكان ما حصل علیھ واقعیاً لكن ھناك المزید فھو قد نجح في فتح ثغرة كبیرة في قناعات المجتمع الدولي بأھلیتھ كمكان مناسب .للاستثمار بعد المؤتمر یفترض أن یبدأ العمل على تصویب ثغرات القوانین والیوم تبدو الحاجة ماسة لمراجعة شاملة لكل القوانین .والتشریعات فالترویج لإزالة العراقیل أمام القطاع الخاص الأردني أولاً والعربي والأجنبي .السماء لن تمطر دولارات فھي ستأتي بالجھد والعمل والإعداد المناسب qadmaniisam@yahoo.com