موجة ثانیة من ”الربیع العربي“

الانتفاضات والاحتجاجات التي بدأت بتونس العام 2011 انتشرت بسرعة فائقة في عدد كبیر من الدول العربیة. إذ كانت النتائج ّ مدمرة لبعض الدول، ولم تستطع أن تخرج لحد الآن من أزماتھا، في حین استطاعت بعض ھذه الدول بإصلاحات سیاسیة مكنتھا من تجاوز المرحلة، وتجنب الآثار السلبیة لھا. ولكن البعض لم یتأثر بھذه الاحتجاجات، أو لم تطالھا تلك الانتفاضات لأسباب مختلفة. الاحتجاجات التي بدأت بالسودان قبل أسابیع، وتلك التي نراھا في الجزائر منذ أیام عدة، تستدعي التأمل والتفكیر بھا، وبأبعادھا وانعكاساتھا المحتملة. بدایةً، في كلتا الدولتین تكون الظروف التي أدت للاحتجاجات متشابھة. فعمر البشیر حكم السودان لأكثر من ربع قرن بتحالف واضح مع الجیش، وحركة الإخوان المسلمین، وعندما حاول تعدیل الدستور للسماح لھ بالترشح للانتخابات الرئاسیة المقبلة، بدأت الاحتجاجات، ومن قطاع واسع من فئات الشعب السوداني وفي مناطق مختلفة . وبالرغم من قمع ھذه الاحتجاجات ومحاولة الاستجابة ِ لبعض المطالب، وتأجیل التعدیلات الدستوریة، وإعلان حالة الطوارئ، إلا أنھا لم تنتھ، وقد تكون مرشحة للتصعید. في الجزائر، الرئیس والقائد التاریخي بوتفلیقة، الذي یعاني من ظروف صحیة صعبة جداً، أعلن قبل ذھابھ خارج الجزائر لإجراء