ما زاد على حده، انقلب إلى ضده


‏قيل لأحد العارفين: صليت و صمت وحججت وتصدقت ووفيت وعملت وانجزت وصدقت وساعدت ورحلت وأقمت وقرأت وكتبت، فماذا عرفت؟
قال: عرفت حدودي.
وقالت العرب: رحم الله رجلا، عرف حده، فوقف عنده.
وقالوا: ما زاد على حده، انقلب إلى ضده.
لكل إنسان طاقة وحدود وقدرة على الحركة قابلة للزيادة وللنفاد. ونفاد الطاقة متصل بالجهد والعزم والزمن والهدف والتحمل والتدريب والتغذية وكيمياء الاجسام واللياقة البدنية والنفسية والإرادة والتصميم والصبر.
سأل رجل، الشاعر الفارس عنترة:
ما هي الشجاعة؟ رد عنترة فقال: سأضع اصابعي بين اسنانك لتعض عليها. وانا سأعض اصابعك.
تبادل الرجلان العض القوي، الى ان صرخ الرجل، فأفلت اصابع عنترة الذي قال له: لو لم تصرخ لصرخت انا. كنت احدث نفسي ونحن نتعاضض: كيف يتمكن هذا الرجل من التحمل ولا يتمكن عنترة. واضاف: يا اخي والله لو صبرت قليلا فتأخرت وما صرخت، لصرخت انا. وختم عنترة: الشجاعة صبر ساعة.
ها أنتم تلاحظون الإعياء الذي يصيب لاعبي كرة القدم، الذين يحرثون الملعب طيلة 90 دقيقة وفي غيرها من الألعاب، في اللحظات أو الأمتار الأخيرة. وتلاحظون ان أكثر المقابلات الرياضية تنتهي بتفوق فريق على آخر في الدقائق الأخيرة. ففي الدقائق الاخيرة، تنخفض طاقة فريق لتصبح 10 ٪ مثلا. وتصبح طاقة الفريق الآخر 15 ٪.
يصيب الهرم أهل الغابة كافة: الأسد والقرد والفيل والغزال والثعلب والذئب والدب والنسر والنمر.
عندما ينفد عمر الأسد وطاقته ويدنو أجله، ويصبح عاجزا عن العدو والطراد والصيد، يقعي في انتظار الموت، فتتقافز النسانيس على عثنونه. تشد ذيله. وتقذف رأسه بثمار جوز الهند. و»تعجب» عليه.
النمر لا يرتضي تلك الخاتمة. النمر يتوجه الى اعلى قمة في الغابة، ليقفز فيها الى الوادي الصخري السحيق، محددا خاتمته التي يحرص على ان تكون في الحد الأدنى من الخسارة.
في الكثير من الحالات، لا يفيد تعاطي المنشطات في تخليق خلايا، تجدد شباب الجسم وتمكنه من البدء من جديد. لا بل انها تسهم في التعجيل بانهيار الجسم وسقوطه.