الكويت السند القوي والعضد المتين


بلغة واضحة لا تشوبها شائبة ولا يعتريها لبس ولا يكتنفها غموض صادقة وصافية قوامها المرؤءة والشهامة والأخوة بنيت على قواعد الدين والعروبة والإنسانية وهي نهج الكويت ومسارها الأصيل دون شروط أو استغلال وفي تأكيد جديد على مكانة الكويت كقلب نابض في كيان الأمة من خلال مساعيها الحثيثة بالوقوف إلى جانب الأشقاء واحتواء الأزمات ومواجهة التحديات والصعاب التي يمرون بها وفي الزيارة الأخير للدكتور عمر الرزاز رئيس الوزراء لدولة الكويت الشقيقة وبنبل المشاعر المفعمة بالشجاعة والنخوة أعلن سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح على رؤوس الإشهاد ان الكويت وبتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حريصة على الوقوف إلى جانب الأردن لتجاوزه التحديات الاقتصادية وأضاف " لن نقبل أن يمر الأردن بضائقة وضغوط ونقف موقف المتفرج " مما يؤكد متانة العلاقات التي تربط الأردن والكويت والحرص المشترك على الارتقاء بها وتعزيزها في المجالات كافة خدمة لمصالح البلدين المشتركة

أيها الأهل والعزوة في الكويت الأبية لقد بعث وفائكم النادر والمشرف فينا حرارة وطنية قادمة من ارض العروبة وعقلها المستنير ميزان الحكم والحكمة محملة بمروءة الأخوة أثلجت صدر كل أردني يتطلع بأمل عميق وثقة عالية إلى محيطه العربي وما هذا الموقف النبيل إلا خطوة سباقة تمثل أصالة وعروبة الكويت وقيادتها وشعبها وامتداد وترجمة لمواقفها العربية والإنسانية العديدة فمنذ سنوات طويلة ظلت الكويت تتصدر قائمة الدول الأكثر دعما للأردن في كل مراحله العصيبة وكانت حاضرة وفاعلة بشكل متواصل في مختلف المجالات وقد أثبتت على مدى العقود والسنوات الماضية مواقفها الأخوية الصادقة والمساندة للأردن وحرصها الدائم على أمنه ووحدته واستقراره بعيدا عن الشعارات والحسابات السياسية الضيقة والمتغيرات الإستراتيجية الراهنة وها نحن نرى اليوم أيادي الكويت البيضاء الندية وهي تطبب جراح الأردنيين وأوجاعهم بالكثير من الجهود والإمكانات والقدرات والموارد في تعبير صادق وواضح على عمق الروابط الأخوية القائمة على قاعدة الانتماء العربي والإسلامي وصدق الشعور الإنساني وان الدعم الاقتصادي والسياسي والمعنوي الكويتي للشعب الأردني لم يتوقف أو يتراجع يوما رغم كل ما يحيط بالمنطقة من مخططات آثمة وأخطار محدقة وصفقات مشبوهة بقيت الكويت سندا قويا وعضدا متينا للأردن يعينه على الصمود والمواجهة والحياة ولا زالت الاستثمارات الكويتية النشطة تحتل المرتبة الأولى بين الاستثمارات العربية

العلاقة الأردنية الكويتية تاريخية ومميزة أسست على روح الأخوة والصداقة ووحدة الدم والظروف السياسية المشتركة أرسى قواعدها حكمة وحنكة قيادتا البلدين الشقيقين على ارض الواقع وقد ترجمت في مختلف برامج العمل والأنشطة التجارية والصحية والتعليمية والبرلمانية والدعم المتواصل للعديد من المشاريع التنموية وتقديم القروض الميسرة لدعم مشاريع التحفيز الاقتصادي وان اغلب مواقف عمان والكويت متشابهة سياسيا وتكتيكيا خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ووحدة ومستقبل الأمة ولا يفوتنا الإشادة بالمواقف الايجابية التي اتخذتها دولة الكويت على الدوام بحق الأردن في العديد من المحافل العربية والدولية حيث تعتبر الكويت الأردن عمق استراتيجي وسند لها تفتخر به إضافة إلى انه يشكل أنموذجا ثابت وراسخ يحتذى به في العلاقات بين الأشقاء العرب

الكويت دولة متجذرة وأصيلة تتفهم أميرا وحكومة أكثر من غيرها الضغوطات والظروف الاقتصادية الصعبة التي يتعرض لها الأردن هنا وهناك نتيجة لمواقفه القومية خاصة ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية ومخطط صفقة القرن وطمس هوية مدينة القدس الشريف والتي تأتي بالدرجة الأولي من إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي ترامب وأيدي خفية أخرى تحاول العبث بأمنه واستقراره سيما وأنه محاط بدول جوار تعاني من أزمات أمنية وسياسية واقتصادية خانقة والكويت من الدول الشقيقة والصديقة القليلة التي أبدت قلقها على امن الأردن السياسي والاقتصادي وقد أعلنت مرارا وتكرارا أنها لن تتركه وحيداً يواجه أزمته الاقتصادية وستقدم له كل الدعم اللازم لخروجه منها وهو موقف أصيل و متقدم نثمنه عاليا ونفتخر به

وفي كل لقاء بين القياديتين والمسؤولين في الكويت والأردن نجد الإصرار الكبير والسعي الحثيث على تجديد وتأكيد معاني الإخوة والصداقة والشراكة والتوأمة والحرص على تعميق وتوسيع العلاقات الودية والتضامن والمؤازرة بين البلدين والشعبين المتماثلين في المشاعر الوطنية والقومية وان الأردنيين يرون في إخوانهم الكويتيين شركاء في بناء الوطن وأعماره يتقاسمون معهم السراء والضراء وهم خير أشقاء وقت الضيق أهل نخوة ومروءة وشهامة وستبقى الكويت منارة شامخة للوحدة وجمع الصف ولم الشمل العربي توقد النور والضياء في سماء الأمة وتنشر السلام والأمان في رحاب الإنسانية إمارة الخير منذ القدم وقلب الأمة العربية النابض وأيقونة العالم الإسلامي الطليعية صاحبة الدور القيادي إقليميا وعربيا وعالميا وستضل السند والعون والعزة للأردن والأردنيين الذين يستذكرون ويقدرون مواقفها المبدئية الراسخة والتي تمحورت في أهمية دراسة كافة السبل الكفيلة بانتشال الأردن من أزمته الاقتصادية الطاحنة بشكل فوري وسريع وبكل حكمة وروية وبأسلوب أخوي يحفظ لها كرامتها وحدتها الوطنية وسلامة أراضيها ويبعد عنها شبح التدخلات الخارجية في أعقاب ما تعرضت له خلال السنوات الماضية من نكبات صعبة واحتجاجات وقلاقل مؤلمة وهذا الموقف النبيل يدل دلالة واضحة على الدور الجليل الذي تضطلع به الكويت بمساعدة أشقائها في كل مكان وهي سياسة حكيمة دأبت على انتهاجها لما فيها من تحقيق المصالح العربية والإسلامية العليا

والمتتبع لمسيرة التطور والنهضة والانجازات الكويتية يجد أن سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الأمير الوالد كما يناديه أبناء الكويت الأشقاء وهو مثال للوالد الكبير قدرا واحترام ومكانة يشع طاقة وحيوية ونشاطا جعل من الكويت درة الخليج بما له من تجربة سياسية ودبلوماسية متخمة بالخبرة واستثنائية في الشجاعة والإدارة وحسن التدبير واستباق الإحداث تحليلا وقراءة تنبؤية فسموه يتجاوز حدود النظر والرؤية اللحظية والسطحية ويسبر غور الأفكار ويسترق منك المشاهدة الكلية للحدث العالمي فكلماته وطنية وعروبية نقية تخرج من حاكم عركته تجارب السنين وصقلت فكره النابض بكل معاني الحكمة والتبصر وصدقية القرار والتوجه والكويت كانت على الدوام صاحبة اليد البيضاء على كل شقيقاتها بالدعم والمساندة والعون ماديا وسياسيا ولم تحد يوما عن إجماع العرب أو تجمعهم ولم يكن ذلك إلا لحكمة القيادة والرؤى التي انتهجت والتي تستحق أن تكون مثالا وأنموذجا ومدرسة في دساتير الحكم والقيادة الحديثة
لقد وقفت الكويت دائما إلى جانب أشقائها العرب ونجدتهم بالشكل الواقعي العملي لا بالشعارات الفارغة وساعدتهم على تجاوز بعض مصائبهم ومحنهم التي يتعرضون لها ومواقف قائدها وأميرها مشهودة ومعلنة تجاه إخوانه العرب وليس هذا بالأمر المستغرب على السياسة الرشيدة لحكام الكويت الذين أخططوا مسلكا حميدا في الوقوف إلى جانب الدول العربية لرأب الصدع ولم الشمل وتقديم كل المساعدات إيمانا منهم بأهمية التلاحم العربي المنشود في كل الأحوال والحالات وتحقيقا لرسالتهم النبيلة حيث لم تدع الكويت اجتماعاً خليجياً يمر دون أن تطالب فيه بدعم الأردن ومساندته وقد كان لها دور فاعل ومؤثر في القمة الرباعية لإنقاذ الأردن من مشاكله وأزماته الاقتصادية التي عقدت في مكة المكرمة وهو تحرك وتفهم مصحوب ببصيرة عالية اتجاه قضايا وتحديات الأردن في عدة مناحي والتي تفرضها الظروف الإقليمية وأبرزها تحمله أعباء اللاجئين السوريين حيث يستضيف أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري ونصف مليون مهاجر عراقي ومئات ألاف من العمال الأجانب نجحوا في كسر سوق العمل المحلية إلى أدنى مستوى مما أدى الى ضغوطات كبيرة على مختلف قطاعات المياه الطاقة والتعليم والصحة والعمل وقد كان للكويت خطوة أخرى أخلاقية سليمة وسوية حين بينت لجميع الدول الخليجية بان بقاء الأردن مستقراً يقف على قدميه دون أن يترنح ليمارس دوره المحوري هو لصالح المنطقة ككل وإن استمرار الاحتجاجات التي يخشى من تداعياتها على المنطقة وأمنها جراء عدم الاستقرار يتطلب كلفة مالية وأمنية واجتماعية أكبر بكثير من من مد يد المساعدة له والوقوف الى جانبه بما يخدم المصالح الإستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية للسعودية ودول الخليج في تأمين استقرار المنطقة ومنع الانزلاق نحو المزيد من الاضطرابات المدمرة وتعزيز القدرات على مواجهة المشروع الإيراني الذي يستهدفها بشكل أساسي في ظل محاولات عديدة من أطراف وقوى إقليمية للتدخل واستغلال الأزمات الأردنية لغرض إشعالها وتحويلها عبر أجندات وعناصر مندسة إلى كرة لهب تتدحرج على حساب المواطنين الأردنيين وقد أكدت الكويت للجميع بأن الأردن ليس سببا في الظروف الحالية التي يعيشها وانه من المهم جداً التعاطي مع مشكلاته بشكل جدي للغاية لقطع الطريق على كل تجار الأزمات ورعاة الفتنة في المنطقة
وختاما
فإننا بكل معاني الاعتزاز والتقدير وجزيل الإشادة والتثمين نشكر للكويت الشقيقة مواقفها الوفية والصادقة ومبادراتها الغنية والناجحة ضارعين إلى العلي القدير أن يحفظها أرضا وكيانا وشعبا وأن يبقي عليها حكيمها وأميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح وأن يسبغ على أرضها وأهلها وافر النعمة والرخاء وأن يحقق لها مزيد من التقدم والازدهار منتهزين هذه الفرصة الكريمة لنرفع لمقام صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء الموقر والشعب الكويتي العزيز أسمى آيات التهاني وأصدقها بمناسبة حلول العيد الوطني الثامن والخمسون وذكرى التحرير الثامن والعشرون والله نسأل أن تعود اللحمة والألفة والمحبة بين أبناء الأمة لمواجهة التحديات التي تحاول زعزعة عالمنا العربي والإسلامي وأن يحفظ الله الكويت الغالية أمنة مستقرة ترفل بأثواب العزة والتقدم والازدهار بعدما كانت وستبقى بحول من الله العضد والسند والأنموذج في الوقوف إلى جانبنا والحرص دائما على تقديم العون والمساعدة لتمكيننا من تجاوز التحديات الاقتصادية الدقيقة التي تنغص حياتنا وتهدد مستقبل أجيالنا وتكسر إرادتنا وتخذل قدرتنا في العيش بمستوى حياة كريمة
ِ
mahdimubarak@gmail.com