في معركة الأخضر واليابس .. جيش الجراد ينتصر على الشريدة والمبيضين
أخبار البلد – أحمد الضامن
يبدو أن جيش الجراد القادم قد ظل بظلاله على مدينة العقبة .. الاستعدادت على قدم وساق من كافة الأجهزة المعنية والجهات الرسمية في محاولة التصدي لهذاالجيش الكبير .. ولكن على ما يبدو أن بوادر انتصار الجيش في المعركة الأولى قد صبت لصالحه وذلك بعد استقالة رئيس مجلس مفوضي العقبة الاقتصادية ناصر الشريد قبل عدة أيام ، وأمس استقالة مدير عام شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ محمد المبيضين والتي جاءت بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى استقالة غسان غانم الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة.
البعض أشار أن الفرحة تعم أرجاء محافظة العقبة بعد هذه الاستقالات،التي وصفت وأطلق عليها مرحلة "تحرير العقبة" وإعادتها إلى أهلها بعد طول انتظار...
الشريدة صرح بأن أسباب الاستقالة هي لإعطاء الفرصة لأناس آخرين لخدمة الوطن، مؤكدا بأنه قدم استقالته وهو على قناعة تامة بأن الأوان اليوم هو لإعطاء المجال للآخرين لخدمة العقبة، نافيا أن تكون أسباب الاستقالة تعود لمسيرة المتعطلين عن العمل التي نفذها أصحابها من العقبة إلى عمان سيرا على الأقدام.
والمبيضين قال في استقالته التي وصفها مراقبون بالنارية أن الوضع الراهن يشوبه الكثير من الضبابية ، وعليه تستوجب قيم الكرامة والرجولة أن تعلن كلمتها بضرورة الإبتعاد عن المشهد المؤلم والتوجه بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يحمي الأردن وطنا عزيزا مقدرا وأن يحمي شعبنا الطيب الوفي بقيادته الهاشمية المظفرة، ولذلك قرر عدم الرغبة في التجديد وتقديم الاستقالة.
المتابع للمشهد يرى أن أسباب الاستقالات غير مقنعة ولا تبت إلى أرض الواقع بشيء ، وآخرين أشاروا أن سبب الاستقالة جاءت نتيجة الخلافات التي حدثت في الآونة الاخيرة وخصوصا في جلسة مجلس النواب الرقابية وغياب سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عن حضور الجلسة مما أثار غضب رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الذي وقع بموقف محرج أمام مجلس النواب وخاصة أمام النائب محمد الرياطي والذي تقدم بسؤال نيابي حول المكافآت التي تصرفها السلطة لغير العاملين والموظفين فيها.
بالإضافة إلى عاصفة أول مسيرة راجلة وهي السبب الأقوى على ما يبدو ، والتي قادها العاطلين عن العمل من العقبة سيرا على الأقدام إلى القصر الملكي والديوان العامر، كانت السبب الرئيسي الذتقدمت بسببه الاستقالات أو يمكن القول بأن هنالك عدم رغبة للحكومة في التجديد لهؤلاء الأشخاص مما دفعهم إلى المبادرة وتقديم الاستقالات التي فاجئت الجميع...
لا شك أن العقبة اليوم تختلف عن أمس ، ولا شك بأن رياح التغيير التي قدمت محملة بجيش الجراد وونأمل أن تكمل مسيرها بعيدا عن الأردن الذي لم يعد يتحمل المزيد من الجراد ، قد حمل معه ما حمل ، في لحظة وحتى يمكن وصفها بالمشهد السينمائي الضخم لما حمله من استقالات وتبريرات لها يمكن القول بأنها غير مقنعة تماما...والجميع وخاصة أهالي العقبة يأملون اليوم بأن تتحقق الانجازات وتصبح العقبة مركزاً لوجستياً تجارياً عالمياً ومقصداً للسياحة المحلية الأجنبية، وجذب الاستثمارات وتحسين كافة الأوضاع في المدينة خاصة بعد استقالة ثلاثي مدينة العقبة...