التعديلات الستوريه—أقل من المطلوب وأكثر من المتوقع

 

سليمان الصبيحي

 

نقدر كثيرا مجهود لجنه صياغه التعديلات الدستوريه ونحترم كثيرا شخصياتها وان لم يكن لنا رأي في في تشكيلها كأردنيون ولن يكون لنا رأي أيضا فيما توصلت اليه لانقول ذلك اعتباطا ولا قفزا عن الحقائق بل واقعا يختلج في الصدور وماضيا يداعب ارواح الموتى في القبور ممن عاشوا أيام

الدستور الاول وتعديلاته ليأتي بقيه الماضي ليعيدوه الى ماضيه وقد نسوا أو تناسوا بأن ما عدل وبدل هم من وضعوه وسيأتي أبنأوهم من بعدهم ليعدلوه بعد حين وهكذا دواليك  أخاف على الدستور أن لايصبح دستورا للمواطن الاردني بقدر ما هو واحه للاجتهاد اللغوي والسياسي للنخبه من أولي الامر والنهي يكتبون نصوصه ويحددونها بقوانين هم يضعونها ويصبح دستورنا ماده للاستهلاك الاعلامي مثلما تصبح قوانينهم هي التي تحكمنا فلم اكن كأردني لاهتم كثيرا بأنشاء محكمه دستوريه ما دامت هذه المحكمه لن تكون في يوم من الايام لن تستقبل مواطنا حرم من مجرد ان يكون ناخبا في هذا البلد ولاتعنيني هيئه مستقله للانتخابات ما دامت هذه الهيئه تعين بقرار وتحل بقرار فما بالك بباقي ما تسمى بالتعديلات  صحيح اننا كأردنيون لم نكن نتوقع من لجنه صياغه التعديلات الدستوريه هذا الكم الهائل من التعديلات ولكننا دهشنا لفقدانها نكهه التغيير الحقيقي والتغيير المطلوب فمجرد اضافه ثلاثه الى اربعه مواد من صميم المطالبات الشعبيه وتحجيمها بربطها بقوانين ومتلازمات اخرجتها عن المتوقع لها ويبقى فوق كل ذلك الواجب الاخلاقي للحكومه بعرض التعديلات لاستفتاء شعبي لتكتتسب صفه الشرعيه ويكتسب معها الدستور اساسا صفه الشرعيه أيضا فلقد سبق لكافه اركان النظام الاعتراف بعدم نزاهه الانتخابات النيابيه أما تلميحا أو تصريحا ولتأتوا بعد حين لنقولوا لمن شككتم بشرعيتهم أضفوا شرعيتكم على تعديلاتنا

أعتقد بأن الشعب الاردني قد كبر وأصبح من لايفقه الف باء السياسه يعرف بأن هناك معنى واحدا للاصلاح لايمكن الالتفاف عليه أو تغطيته بحزمه من القوانين والشروط والمصطلحات المموهه لم يكن له فيها رأي يذكر