مؤتمر الأردن في لندن

مؤتمر لندن المزمع عقده نھایة ھذا الشھر لیس مخصصا لدعم اللاجئین السوریین بل لدعم الاقتصاد والاستثمار في .الأردن السوریون الذین لجأوا إلى الأردن بإمكانھم العودة الى بلدھم في أي وقت والعالم بات یعرف أن الأردن لن یعود بمقدوره أن یكون مستودعا لتثبیت اللاجئین ولھ تجربة مرة مع التعھدات المتكررة والتي أصابت الناس بالملل ومخرجات المؤتمر السابق للمانحین بلندن مثال على ذلك وحتى لا تكون مخرجات المؤتمر المقبل فقاعات في الھواء .قرر الأردن أن یتسلح جیدا فھو یذھب وبحوزتھ أوراق كثیرة یطرحھا على الطاولة من حیث المبدأ أن تقوم بریطانیا بإستضافة ھذا المؤتمر وأن تحشد لھ ممثلّین عن الدول السبع الكبرى والمانحة والصدیقة ومؤسسات دولیة متخصصة في مجال التمویل والاستثمار فھذا إقرار باستحقاق الأردن لھذا الدعم نظیر الإصلاحات الإقتصادیة الجریئة التي نفذھا عكس الریاح ونظیر الثمن الباھظ الذي دفعھ في التعامل مع ملف اللاجئین .السوریین الضاغط على إقتصاده في ھذا المجال لا بد من التذكیر أن مؤتمر المانحین الذین انعقد في لندن في السنة الماضیة، لم یحقق تعھداتھ، فلم یأت بمبالغ طائلة لكنھ شكل عتبة نجاح تخطاھا الأردن بدلیل رغبة بریطانیا والدول المانحة بتكرار التجربة في مؤتمر ثان وربما سیكون ھناك ثالث في عاصمة أخرى ما یعني أن الإرادة لدعم الأردن متوفرة وأن على الأردن أن لا یمل من .المحاولة وأن علیھ أن یستمر في تسویق نفسھ كقصة نجاح تستحق الرعایة لیس مطلوبا من مؤتمر لندن للمانحین تحدید مبلغ مالي فالمسألة لیست مزادا یتنافس فیھ المانحین، إذ ینتظر منھ أن یؤسس لألیات مختلفة من الدعم، المساعدات والمنح والقروض المیسرة واحدة منھا وھي مطلوبة لكن الأھم ھو تحریك عجلة الإستثمار فالأردن بحاجة الى تدفقات خارجیة تصب في مشاریع تنمویة ترفع النمو وتوفر فرص عمل جدیدة .للأردنیین أولا وقبل كل شيء مؤتمر لندن للمانحین ھو الثاني,وإن كان الأول خصص لدعم الإقتصاد الأردني واللبناني والتركي في مواجھة ضغوط اللجوء السوري، فھذا المؤتمر مخصص للأردن ولدعم الإصلاحات الإقتصادیة التي نفذھا برغم الضغوط وسیسعى .الى وضع برنامج تمویلي لمصفوفة الاصلاحات للسنوات الخمس القادمة الجھد الاستثنائي الذي قام بھ جلالة الملك لمخاطبة العالم ھو ما ولد قناعة بأن دعم الأردن استحقاق ولیست منة ولا .شفقة وھو من جھة أخرى شحن لعزیمة الأردن على تجاوز التحدیات بدعم المجتمع الدولي ومن دونھ