الوقت المهدور في المشاريع

شروع باص التردد السریع استغرق سبع حكومات وھذه ھي الثامنة وربما سیمر عبر حكومة أو أكثر حتى عام 2020. لا یعمل المقاولون فیھ لیل نھار لإنجازه بسرعة أكبر وكأن دوامھم مرتبط بساعات العمل الرسمي للدوائر الحكومیة .والمؤسسات الرسمیة، لذلك یطول العمل فیھ ویطول لیس مشروع باص التردد السریع إستثناء في ذلك فقصر فترات العمل بالمشاریع الحكومیة، طرق ومستشفیات ومدارس وغیرھا سبب رئیسي في بطء الإنجاز، لماذا لا ترغم الحكومة المقاولین على العمل لیل نھار في مشاریعھا؟, ولماذا تمنح المقاولین فترات زمنیة أطول مما یجب للعمل براحة في مشاریع یمكن أن تنجز في أشھر أو سنة لیستغرق .العمل فیھا سنوات؟ بینما تطول فترة العمل في مشروع الباص السریع على امتداد الشوارع الرئیسیة الأكثر ازدحاما وتستمر معاناة .المواطنین وتزداد الأزمات على الطرق تعقیدا الدول التي تعمل فیھا أنظمة مشابھة نفذتھا في القرن الماضي، وما أن أدت أغراضھا حتى انتقلت الى خطوات أكثر تطورا مثل الترام والقطارات الخفیفة ومترو الأنفاق وقطارات الجسور. ألم یكن بالإمكان البدء من حیث إنتھى .الأخرون؟ أول مرة سمعت فیھا عن مشاریع الباص السریع وترام عمان الزرقاء ولاي ترین عمان الزرقاء ومترو عمان كانت .من المھندس ناصر اللوزي عندما كان وزیرا للنقل عام 96 منذ ذلك التاریخ میاه كثیرة جرت تحت جسر قطاع النقل للركاب، قبل أن یختفي الحدیث عن مثل ھذه المشاریع، الى أن أطلت برأسھا مجددا لتقع مرة أخرى في جدل الفساد تارة ومعیقات التنفیذ تارة أخرى والتمویل ثالثة وبینما كان العالم حتى دولھ النامیة یقطعون أشواطا متقدمة في النقل العام، ثبتنا نحن أقدامنا فوق مشروع ربما لم یعد قائما في .كثیر من الدول من أھم سمات العمل في المشاریع الحكومیة ھو البطء في الإنجاز والسبب أنظمة العمل وحرص المقاول على أن لا .یتكلف قرشا واحدا فوق تكلفة العطاء یمنحھا مقابل عمل إضافي للعمال عمارة سكنیة ینفذھا مستثمر في قطاع الإسكان لا یستغرق تجھیزھا ستة أشھر، في مقابل سنتین وأكثر لإنشاء مدرسة .حكومیة متواضعة في مكان ما فقط لأنھا مشروع حكومي .آن الأوان لھذا الھدر في الوقت والنفقات أن یتوقف