المناصب العليا
رئیس الحكومة وبمجرد تكلیفھ بالتشكیل یجري مقابلات مع مرشحین للمناصب الوزرایة، وھو بذلك یعقد مسابقة .بشكل أو بآخر خصوصا إن كان الأمر یتعلق باختیار وزراء فنیین أو تكنوقراط ستعید الحكومة تشكیل لجنة التعیینات في المناصب العلیا، لیس مھما شكل اللجنة بقدر أھمیة احترام مخرجاتھا .وإستقلالیتھا حتى مع وجود لجنة التعیینات في المناصب العلیا لا تزال التعیینات وحتى الصغیرة فیھا شيء من الواسطة وأسباب أخرى لا علاقة لھا بالكفاءة، حتى نزل مستوى المنصب العام لعدم قدرة شاغلھ وبتنا نسمع من التشكیك في كفاءة بعض كبار موظفي القطاع الحكومي أكثر مما نسمع من إشادة، ونسمع من بعض المنتقدین أنھم لا یقبلون توظیف بعض شاغلي المناصب العلیا في أدنى المستویات الوظیفیة في مؤسسات ھامشیة، ومع أن مثل ھذا الوصف فیھ مبالغة، فكثیر من الموظفین ھم من ذوي الكفاءة العالیة وإن كانت الفرصة لم تصلھم بعد ولكن من المؤكد أن كثیرا .منھم كذلك تنطبق علیھ عبارة الشخص غیر المناسب في المكان غیر المناسب أثارت المناصب التي شغلت مؤخرا ضجة كبیرة وھي قید المراقبة والمراجعة بالرغم من الإیضاحات الحكومیة بشأنھا، وقد یكون كثیر منھا في مكانھا الصحیح، من حیث الكفاءة بل والخبرة، لكنھا بالمجمل وسمت بالترضیة .وتقاطع المصالح وكأنھا لم تكن كذلك ، ھذه المرة وعد رئیس الوزراء بأن تكون التعیینات تنافسیة تتحرى معاییر الكفاءة وأن تكون شفافة وعادلة، وھي كلاشیھات سبق وان ترددت مع كل مرة یتم فیھا البدء بالتعیینات، لكن معیار الصدقیة في ھذه المرة لیس فقط إلتزام الرئیس، بل سیكون في نتائج ھذه التعیینات، التي لن تبقى عملیة الإختیار فیھا سرا فھي ستراقب .بالكامیرات خیبة الأمل في تعیینات سابقة أصابت جیلا كاملا من الشباب الكفؤ الباحث عن فرصة، ولا یكاد یمر یوم دون أن یحمل البرید الألكتروني والورقي مئات الرسائل التي تحكي بمرارة ما یحملھ ھؤلاء من صدمات وفقدان أمل، ولسان حالھم یقول «كل شيء بالواسطة أو بالمحسوبیة، وقد بلغ ببعضھم القول أنھم لا یجرؤون على التقدم بطلب وظیفة لدى بعض .الدوائر والوزارات فھي مغلقة