رجال بحجم الوطن...حيدر الزبن مثالا

 سقطت ورقة التوت عن صغار الفاسدين، وبانت سوءة الظلم وانكشفت عورةالفساد، وكأني بهاما فتئتتتمختر منتشية في ربوع الوطن الأغلىبعد أن عبد الفاسدون لها طريقا وأشادوا لها صروحا وبنيانا بدعم من نفوذ أصحاب القرارالمدججين بأسلحة الفساد العابرة للحكومات،الطارئين على الدولة الأردنية، الذين باعوا أنفسهم بأرخصالأثمان. فيمثل هذا الظرفالعصيب الذي يعاني فيه الوطن من ضائقة مالية خانقة، وشح في الرجال الأوفياء،تتجلى روعةالرجال الصناديد الذين باعوا أرواحهم رخيصة ليشتروا الوطنبالغالي والنفيس، وقدموا أنفسهمقربانا للوطن، وكادواأنيدفعوا حياتهمثمنا لوفائهم وانتمائهمعلى مذبح الفساد الذي شيده الفاسدون وأعوانهم من شياطين الإنس والجن. هم رجال ضربوا المثل الأروع في صدقهم وانتمائهم، علمونا أن الرجولة لا تكون من خلال المنصب واستغلاله، ولا تكون من خلال سرقة صغيرة هنا وهناك، علمونا أن الرجولة يصنعها رجال رضعوا من أثداء الحرات عزا وكرامة وشهامة، علمونا أن الوفاء للوطن لا يكون بدفتر شيكات، ولا يكون بحملة تبرعات مشبوهة من أموال السحت الملعونةيرعاها من يدعون أنهم كبار البلد!!!، علمونا أن الكرامة لا تصنعها دهاليز الفنادق، بقدر ماتحميهافوهات البنادق،علمونا أن الانتماء للوطن لا يكون بهز الخصر ولا بتوقيع الكتب وإقامة الحفلاتفي قاعات الفنادق، علموناأن الانتماء يكون برد الأعداء عن الثغور لا برد شعرات الصبايا على الصدور ،علمونا انه مهما كبرنا يبقى الوطن هو الأكبر والأغلى والأعلى. حيدر الزبن،رجل بحجم الوطن،واحدمنأولئك الرجال،له من اسمه نصيب،خبرته عنقرب وشهادتي به مجروحة، إلا إنها السنة الخلق أقلام الحق تتحدث عنهم،وصفحات القضاءتشهد لهمصدقهم وانتمائهم ووفائهم. مثلهم لا يجب أن يبقوا بعيدين عن العمل العام، في مقابلتوليةالطارئون أعلى المناصب وارفعها، لذلك نجد أن المناصبعندناقد صغرت بعد أن امتطى صهوتها صغار القوموأراذلهم. لذلك نقول،لقد آن الأوان لرد الاعتبار لحيدر، وغيرهمن الشرفاء الذين تم إقصائهم عن مواقعهم بسبب مواقفهم، ليعلم المواطن الكريم أن سياسة الثواب المزعومة يتم تطبيقها عملياعلى أرض الواقعلا أن تبقى مجردحبر علىورق يتغني بهاالمسئولونعلى شاشات التلفاز وصفحات الجرائد!!! كما أن الواجب يقتضي أيضا، من هذه الحكومة- إن كانترشيدة- أنتعمل وبشكل جدي على محاسبة ذلك الشخص الذي سولت له نفسهالعبث مع شرفاء الوطن وقامبإقصائهعن موقعه في ليلة ظلماء مجللة بالخزي والعار الذي سيبقى يلاحق من قام بهذا الفعل الشائن مدى الحياة.