! الصراع الفلسطیني الإسرائیلي في فنزویلا

 أعرف سببین یدفعان الرئیس الأمیركي ترمب للقیام بغزو فنزویلا، الأول: وجود أكبر كمیة من احتیاطي النفط في العالم في ھذا البلد القریب جغرافیا، الذي تعتبره .الإدارة الأمیركیة ضمن حدیقتھا الخلفیة تعرفون أن شھیة الرئیس ترمب، كتاجر عاشق للمال، مفتوحة لشفط نفط كل الدول المنتجة لھذه المادة الاستراتیجیة. وھنا أذكر أنھ قبل ازمة فنزویلا، ّ صرح أكثر من مرة أن نفط العراق لامیركا، لذلك ارى ان وجود قواتھ في العراق والبالغ عددھا أكثر من 34 ألف جندي، من أجل الھیمنة على النفط العراقي، ولیس من أجل .مراقبة ایران فحسب كما یزعم اما السبب الثاني، یتعلق بموقف قیادة فنزویلا البولیفاریة من اسرائیل وتاییدھا المطلق والثابت لقضیة الشعب الفلسطیني، ولا ارید ان اقول ان موقفھا تجاوز مواقف دول عربیة عدیدة بشأن ھذه القضیة القومیة والانسانیة، اضافة .الى موقفھا المؤید لكافة القضایا العربیة، وفي مقدمتھا الصراع في سوریا التي واجھت حربا كونیة بقیادة أمیركیة واذا كان الصراع في سوریا وعلیھا قد كشف عن وجود عالم جدید متعدد الاقطاب، أرى أن المسالة الفنزویلیة أكدت واثبتت وجود واقعیة ھذه النظریة، لذلك انقسم العالم بین فریق مؤید للنظام الاشتراكي الثوري بقیادتھ الشرعیة برئاسة مادورو، وھو الفریق الذي یؤید قضیة الشعب الفلسطیني وككل قضایانا، یقابلھ الفریق الآخر التابع للولایات المتحدة والمؤید لاسرائیل، وھو الفریق الذي یدعو الى الاعتراف بالمعارض غوایدو الذي یقود انقلابا سیاسیا ضد الرئیس .الشرعي مادورو بدعم وتحریض من واشنطن والجدید في ھذه المواجھة ان اسرائیل دخلت على الخط، فقد رفع مناصرو غوایدو العلم الاسرائیلي في أكبر تجمع لھم في كاراكاس. وھذا یعني انتقال الصراع الفلسطیني الاسرائیلي لیدخل في صلب الازمة والصراع في فنزویلا بحیث .احتل مساحة أكبر وصار عنصرا مھما في ساحة الصراع الداخلي في كاراكاس في النھایة، یتساءل البعض عن خاتمة الازمة، عن المدى الذي سیصلھ التدخل الأمیركي العسكري والسیاسي في فنزویلا، خصوصا أن قادة الحزبین الدیمقراطي والجمھوري في واشنطن اختلفوا حول كل القضایا الا أنھم اتفقوا حول طباعة مع التعلیقات طباعة محمد كعوش دعم اسرائیل وغزو فنزویلا من أجل النفط وموقفھا السیاسي، وھي ذات الاسباب التي ستدفع ترمب للقیام بھذه المغامرة غیر المحسوبة، حتى الدول الاوروبیة المنافقة ما زالت غیر قادرة على التحرر من الھیمنة الامیركیة واختارت، حتى الیوم، الاستسلام للتبعیة الامیركیة والاعتراف بسلطة غوایدو، وحدھا ایطالیا عارضت وخالفت .الاجماع الاوروبي لاسباب تتعلق بخلافات داخل الاتحاد الاوروبي وبالذات مع الرئیس الفرنسي ماكرون لا احد یستطیع التكھن بخطوات وقرارات الرئیس ترمب رغم التلویح بالخیار العسكري، بتشجیع من المتشدد الأكبر بولتون، ولكن قد لا یحصل الغزو في الافق القریب بسبب التفاف الجیش حول مادورو، حتى الآن، وامكانیة المقاومة .الشعبیة وبالتالي إفشال الغزو، كما حدث في عملیة خلیج الخنازیر ضد كوبا في زمن الرئیس جون كنیدي لكن الادارة الأمیركیة بتركیبتھا الحالیة لا أعتقد انھا ستتراجع، بل سیكون لدیھا خطة بدیلة تبدأ بفرض عقوبات أكثر مع تشدید الحصار على فنزویلا، وبعدھا تحاول استخدام السیناریو السوري، بحیث تقوم بتصدیر الفوضى ونشر العنف، وارسال مرتزقة للقتال من الحدود الكولومبیة، وبالتالي إشعال حرب أھلیة مدمرة بدعم عسكري أمیركي كولومبي، وھي الحالة التي تمكنھا من التدخل تحت عناوین كثیرة، ولكن لا رھان على النتائج فالنھایة ستظل مفتوحة .أمام كل الاحتمالات