الانتخابات الفلسطينية في مهب الريح!

ما زلت أعتقد بأن لا احدا من الرسميين، لا في الساحة الفلسطينية وخاصة قيادات حركتي فتح وحماس رائدتي الانقسام الفلسطيني ولا في غيرها من الساحات العربية بما فيها مصر السيسي والاسرائلية والدولية بما فيها روسيا بوتين لعلاقاتهم المميزة مع العدو الصهيوني يرغب في اجراء انتخابات فلسطينية حقيقية لاختيار ممثلي الشعب الفلسطيني وقادته ، ولإستخدام آخر وسيلة بقيت أمام الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام الفلسطيني المدمر الذي صنعته الحركتان الحمساوية والفتحاوية ، ما لم يتم التوافق على ذلك في محادثات موسكو التي ستعقد في الثاني عشر من الشهر الجاري والتي ستستمر ثلاثة أيام، في محاولة لا أعتقد بجديتها ولا بجدواها لتقديم رؤية للمستقبل الفلسطيني وكيفية تجاوز محنة الانقسام. أو من خلال ما كشف عنه البرلماني المصري مصطفى بكري عشية وصول وفد حمساوي برئاسة اسماعيل هنية، ووفد آخر من الجهاد الإسلامي، برئاسة الأمين العام زياد النخالة، الى العاصمة المصرية القاهرة؛ لعقد مشاورات مع قيادة جهاز المخابرات العامة المصرية، في ظل الأوضاع الإقليمية والفلسطينية : الذي كشف أن مصر ستبحث مع حماس والجهاد، إمكانية الانخراط في الانتخابات الفلسطينية وتسهيل اتمامها في القطاع بالإضافة للمشاركة في الحكومة المقرر تشكيلها هذه الأيام ، مضيفًا أن مصر تريد الوصول إلى نقاط فاصلة في هذين الملفين، حتى تقوم القاهرة، بتوصيل ذلك إلى السلطة الفلسطينية.

أعرف ان الانتخابات الفلسطينية في الداخل هي احدى مخرجات اوسلو المرفوض، واي مشاركة فيها حسب الأعراف والعلاقات الدولية ستعني الاقرار بما تضمنه الاتفاق من نصوص واتفاقيات مهينة ومذلة، ولكنها لا تعني ذلك تماما حسب ما فرضته اسرائيل منذ العام ٢٠٠٢ م بطريقة التعامل مع الاتفاق واختيار ما يناسبها منه للعمل به ورفض ما ترفضه بجنازير دباباتها ، كما فعلت على الارض باعادة احتلال الضفة الفلسطينية وتجديد اقتحاماتها اليومية لمناطق السلطة الفلسطينية بما فيها جوار وباب مبيت ومقر عمل رئيسها ابو مازن ، لممارسة هوايتها كل صباح في إذلال واعتقال ومصادرة اراضي أبناء شعبنا . وعليه ومن باب أولى فانه يحق لنا أن نأخذ نحن كذلك ما يناسبنا ان استطنا من الاتفاق وما يرضينا ويساهم في حل مشاكلنا ،وخاصة الانتخابات التي لا يستطيع احد رفضها شكلا وان حاربها فعلا كما تفعل هذه الايام كافة الجهات الرسمية وخاصة الفلسطينية والإسرائيلية كل لأسبابه ، فحركتا فتح وحماس لا تفضلان الخضوع مجددا للأمتحان الشعبي ، وتكتفي كل حركة في هذه المرحلة بما لديها من نفوذ وسيطرة واموال وضرائب يشرف الاحتلال عمليا على توزيعها وتقسيمها على الحركتين سواء أكانت أموالا فلسطينية أم قطرية أم غير ذلك . والإكتفاء هنا ليس عفة ولا تواضعا بل هو العجز المستحكم في كل منهما عن تلبية وتحقيق شروط واستحقاقات قيادة الشعب التي تتطلب وتفرض أولا القدرة على تبني برنامج وطني واستراتيجية حقيقية للإنقاذ الوطني . وهذا ما لا يتوفر عند اي من الحركتين . ومن جهتها فإن اسرائيل ضد الانتخابات الفلسطينية وخاصة في القدس التي اعترف ترامب الرئيس الامريكي بضمها واعتمدها عاصمة للدولة العبرية لان اسرائيل لا تحب ولا تفضل اي شرعية فلسطينية ، ولانها تحب وتفضل الانقسام الفلسطيني وتتمنى ديمومته . وما دام الامر كذلك بالنسبة لاسرائيل فانني وللأسف لا أثق بان يتمكن كل من الجانبين الروسي والمصري من تجاوز الموقف الاسرائيلي لعلاقة كل منهما مع اسرائيل وخاصة علاقة نتنياهو الحميمية مع السيسي وبوتين الذي سيلتقي نتنياهو عشية الانتخابات الاسرائيلية لدعمه وللتصويت له كمحصلة نهائية !!! .

انني مع الانتخابات بكل قوة رغم ما فيها من نواقص ومصائب ليس أقلها أنها تتم في ظل احتلال هو الأبشع ولست متفائلا بانجازها رغم أن رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، الشخصية الوطنية المحترمة التقت ممثلي الفصائل والأحزاب السياسية في الضفة، لإطلاعها على جاهزية اللجنة من الناحية الفنية لإجراء الانتخابات. وسيعمل على اللقاء مع فصائل غزة لاقناعها بضرورة اجراء الانتخابات ، ورغم قوله متفائلا بأنه ينتظر صدور المرسوم الرئاسي، الذي يحدد موعد الانتخابات من أجل بدء العمل الفعلي لإجرائها.

لم يكن بالأمس توقيع عشرات الوزراء وأعضاء الكنيست من حزب الليكود وغيره من الأحزاب اليمينية، على عريضة بادرت إليها حركة "نحالاه”، والتزموا فيها بدفع خطة استيطان تعود إلى فترة رئيس الوزراء الأسبق يتسحاق شامير. الا تاكيدا على صحة وصوابية ما ذهبت اليه ، وتاكيدا على استغلال واستثمار اسرائيل للحظة السياسية التي يتزعمها ويقودها الرئيس الامريكي ترامب وتهدف الخطة إلى توطين مليوني مستوطن في الضفة الغربية، وإنشاء مستوطنات جديدة في جميع أنحاء الضفة. والغاء فاضح لحل الدولتبن لشعبين واستبداله ببيان رسمية: أرض إسرائيل- دولة واحدة لشعب واحد”. كما جاء في التعهد الشخصي للعشرات التي يتزعمهما رئيس الكنيست وكبار قادة حزب نتنياهو ،. وهذا يعني ان الانتخابات الفلسطينية باتت في مهب الريح !!! ..